ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية اليوم الأحد، أن موسم حصاد الأفيون قد انتهى وحل موسم القتال فى جنوبأفغانستان، لكن مسلحى حركة "طالبان" لم يعودوا هذا العام بأعدادهم المعهودة لتصعيد القتال، مشيرة إلى أن نشر الآلاف من الجنود الأمريكيين الإضافيين وقوات أفغانية فى المناطق التى كانت تقوى فيها شوكة التمرد، طهر هذه المناطق من عناصر الحركة ومنعهم من العودة. وقالت الصحيفة، إن التغيير ملموس وواضح، وإن منطقة "مارجة" فى إقليم هلمند الجنوبى التى نفذت فيه قوات المشاة الأمريكية عملية قبل 15 شهرا أصبحت آمنة، ويستطيع مسئولو الحكومة قيادة سياراتهم فيها بأمان تام، حيث أنهم كانوا لا يستطيعون الوصول إلى هذه المناطق فى السابق إلا بواسطة المروحيات، لتفادى الأكمنة والقنابل بدائية الصنع، التى تزرع على جانب الطريق. وأوضحت الصحيفة، أنه فى إقليم قندهار المجاور وهو معقل التمرد فإن قادة طالبان الذين غامروا بالعودة فى موسم القتال الجديد، تم اعتقالهم أو مطاردتهم فى غضون ساعات بعد وصولهم من باكستان، مشيرة إلى أن التمرد بات الآن محدودا فى جماعات صغيرة من المحاربين المحليين، ولم يعد تواجدهم مسيطرا مثلما كان من قبل. لكن الصحيفة قالت، إنه فى الوقت الذى يقول فيه العديد من الأفغان إن طالبان ضعفت يقول البعض متسائلا: "وماذا بعد رحيل القوات الأجنبية؟ ومضت الصحيفة تقول إن الكثير من أفراد الشعب الأفغانى يساورهم الشك، بشأن قدرة الساسة الأفغان الحاليين على إدارة الدولة بعد رحيل القوات الأجنبية. وأشارت الصحيفة، إلى أنه على الرغم من أن القوات الأفغانية أصبحت الآن أكثر تطورا عما كانت عليه قبل ست سنوات، غير أن ثلة من المحللين هم فقط الذين يعتقدون أن القوات الأفغانية قادرة على منع طالبان من التوغل من جديد فى المجتمع الأفغانى، مستشهدين بما حدث عندما حولت الولاياتالمتحدة العديد من قواتها وعتادها العسكرى إلى العراق فى عام 2005. ومضت الصحيفة تقول، إن ما يواجهه الرئيس الأمريكى باراك أوباما ومستشاروه الآن لدى تقييمهم عدد القوات التى يتعين سحبها من أفغانستان هذا الصيف، هو خلفية وتركيبة شديدة التعقيد من التحسن وانعدام اليقين بعد شهر من تصفية زعيم القاعدة أسامة بن لادن. وقالت الصحيفة، إن مارجة وهى منطقة شأنها شأن كل المناطق فى الجنوب سمح تراجع تواجد طالبان بها للناس بالعودة إلى العمل، لكن نقطة الضعف الشديدة وهى واحدة لا يفترض أن يواجهها الجيش بمفرده، هى الافتقار إلى وجود مؤسسات أفغانية قوية، تعمل على سد الفراغات التى أحدثها تراجع طالبان. وأشارت الصحيفة، إلى أنه فى الوقت الذى تتودد فيه الحكومة المحلية لحشد دعم السكان فى المنطقة، مازالت توجد روح من انعدام الثقة فى حكومة الرئيس الأفغانى حامد كرزاى، ومازال الأفغان يساورهم الشك حيال إمكانية حكومة كرزاى على البقاء بعد انسحاب داعميه الغربيين، بجانب شعورهم بالأسف الشديد حيال الفساد المستشرى والمحسوبية اللذين يدمران أى تقدم يحرز على الأرض.