22 عاماً مضت على رحيل الإمام الخمينى، مؤسس الجمهورية الإسلامية فى إيران، وتواكب ذكرى وفاته فى الرابع من يونيو عام 1989م، إعادة تقييم التجربة الإسلامية ما بين النجاح فى الوصول إلى أعلى معدلات الاكتفاء الذاتى فى العديد من المجالات والبعد عن الأسلوب الذى تبناه الشاه، وهو الاعتماد الأعمى على المعسكر الغربى، وما بين توترات وصراعات تشهدها السلطة بين جناحى المحافظين والإصلاحيين. وهذا العام، يحيى الإيرانيون ذكرى وفاة الخمينى، فى ظل توترات داخلية وخلافات فى الجناح المحافظ، وخلافات ظهرت مؤخراً بين الرئيس أحمدى نجاد والمرشد وتهديدات بحذف كلمة كان من المفترض أن يلقيها نجاد فى مراسم الاحتفالات التى تقام فى ذكرى رحيل مؤسس الثورة الجمهورية الإسلامية، وتوترات خارجية تعيشها طهران مع بعض جيرانها من بلدان المنطقة. الدكتور مدحت حماد، خبير الشئون الإيرانية بجامعة طنطا، يؤكد أن الفرق بين إيران الخمينى وإيران الآن أن لحظة وفاة مؤسس الجمهورية الإسلامية كان الشعب موحدا يلتف خلف قيادات موحدة، لأنه كان خارجا لتوه من الحرب العراقية الإيرانية، كما أنه كان شعب لا يزال قريب العهد من قيام الجمهورية الإسلامية التى لم يكن قد مضى سوى 9 سنوات من عمرها، وبالتالى الزخم الثورى كان على أشده. ويرى حماد أن فترة الخمينى امتلأت بشعور وطنى انبثق نتيجة الخروج فى حالة شبه انتصار على العراق وجميع الدول الإقليمية والدولية، وأيضا حالة من الزهو الوطنى لأن إيران تمكنت من النهوض مجددا، برغم حالة الحصار الدولى والعقوبات بسسب عدم اعترافها بإسرائيل وحربها مع العراق. من جانبه، يرى الدكتور أحمد لاشين، خبير الشئون الإيرانية بجامعة عين شمس، أن إيران الخمينية اختلفت تماماً عن إيران الحديثة، فترة الخمينى كان فيها انشقاقات قوية بين التيار الليبرالى اليسارى المشارك فى الثورة وبين التيار الدينى، لكن شخصية الإمام الخمينى كان من السهل عليها احتواء أى تجاوز على الساحة الإيرانية والدولية. ويرى محمد صالح صدقيان، المحلل السياسى ومدير المركز العربى للدراسات الإيرانية، أن الخلاف الذى حدث بين الرئيس الإيرانى والمرشد الأعلى لن يؤثر على احتفال إيران بذكرى رحيل الإمام الخمينى، وبالتالى سيلقى الرئيس الإيرانى كلمة فى مرقد الإمام والمرشد سيلقى فى ذكرى رحيل الخمينى. وأضاف صدقيان ل"اليوم السابع"، جرت العادة خلال السنوات الماضية أن يكون الاحتفال على ليلتين، ليلة الرحيل، ويوم الرحيل، وبالتالى سوف يلقى الرئيس الإيرانى خطاباً فى ليلة الرحيل، والمرشد سيلقى خطاباً آخر فى ذكر رحيل الخمينى والمصادف اليوم "السبت"، وتكون هناك حشود كبيرة فى مرقد الإمام الخمينى تقترب من مليون شخص، من جميع المحافظات الإيرانية يحضرون المناسبة، بالإضافة إلى المواطنين الإيرانيين الذين يعيشون فى العاصمة من مؤيديه، وهذا يشير إلى دعم هذه الجماهير للثورة ومبادئها التى نادى بها الخمينى.