تتوافد منذ صباح اليوم الأحد حشود الجماهير اليمنية إلى العاصمة صنعاء، خاصة أمام ساحة جامعة صنعاء وشارع الستين أكبر شوارع العاصمة، للاحتفال بعيد الوحدة اليمنية مع شباب الثورة، وذلك بالتزامن مع احتفالات مماثلة تنظمها ائتلافات "ثورة الشباب السلمية"، للتعبير عن وحدة الشعب اليمنى، وللمطالبة بإسقاط النظام. وفى بيان للجنة التنظيمية لما عرف باسم ثورة الشباب السلمية وزع بساحة التغيير أمام جامعة صنعاء، قال عضو اللجنة نائف القانص: "إن ما يميز هذا الاحتفال الذى يقيمه الثوار هو إعادة رونق العيد بذكرى الوحدة المختطف منذ عام 1994، من قبل السلطة اليمنية التى اختطفت الفرحة من قلوب ووجدان اليمنيين بهذه المناسبة". وأشار البيان إلى أن هذا الاختطاف جاء من خلال ممارسات السلطة التى أساءت للوحدة وتسخيرها إمكانيات الدولة لتكريس ثقافة مفادها أن منجز الوحدة مرتبط بشخص بحد ذاته، وأدت إلى تحويل ثقافة الولاء للوطن إلى ولاء لشخص الرئيس ونظامه. وجاء فى البيان أن احتفال شباب الثورة على مستوى محافظات الجمهورية سيجسد المضامين الحقيقية للوحدة اليمنية التى دعا لها أبناء اليمن من الشمال إلى الجنوب، والتف حولها، وحافظ عليها كل أطياف الشعب اليمنى وقواه، وليس كما يصور الإعلام الرسمى بأنها منجز شخصى للرئيس على عبد الله صالح. وكانت اللجنة التنظيمية لثورة الشباب السلمية باليمن قد أكدت - فى بيان لها الليلة الماضية - أن توقيع تحالف اللقاء المشترك (المعارضة الرئيسية باليمن) على المبادرة الخليجية لا يعنى ثورة الشباب السلمية، وأن الشباب لم يفوضوا المشترك فى التوقيع على المبادرة. وأكدت اللجنة مجددا رفض الشباب للمبادرة الخليجية، وقالت: "إنه سيتم تصعيد الاحتجاجات السلمية المناهضة للنظام، حتى يتحقق مطلب إسقاط النظام، وكذا محاكمة كل رموزه على الممارسات والجرائم التى ارتكبت فى حق الشعب اليمنى خاصة فى الأشهر الأخيرة ضد المتظاهرين سلميا الذى سقط من بين صفوفهم قتلى ومصابين". وخلال احتفالات ثورة الشباب السلمية اليوم بالعيد ال(21) للوحدة اليمنية ستلقى الكلمات لبعض كبار الشخصيات من بينها الرئيس الأسبق على ناصر محمد الذى سيشارك بكلمة عبر الهاتف من القاهرة، حسب ما أعلنه أحد النشطاء فى ساحة التغيير أمام جامعة صنعاء. وفى إطار هذه الاحتفالات تشهد محافظة "عدن" جنوب اليمن احتفالية مساء اليوم تحت شعار (لا شمال ولا جنوب وحدتنا وحدة قلوب)، يتم خلالها انطلاق مسيرة كبرى تمر بالشوارع الرئيسية بالمحافظة، وتنتهى بساحة الحرية بمديرية كريتر، حيث يقام حفل ومهرجان خطابى واسع النطاق للتعبير عن وحدة الشعب اليمنى، ولتأكيد ضرورة إسقاط ومحاكمة النظام. يذكر أن الاحتفالات الرسمية بعيد الوحدة اليمنية كانت قد أقيمت أمس بصنعاء والمحافظات اليمنية، ويبدو أن ذلك جاء فى إطار حرص السلطة اليمنية على عدم وقوع احتكاكات مع المناهضين للنظام الذى يحتفلون اليوم بهذه المناسبة الأمر الذى يعكر صفوها على الشعب اليمنى.
