بعد أن فرحنا جميعا بثورتنا المجيدة التى طهرت مصرنا الحبيبة من رأس الأفعى، ظهرت لنا أفاعى جديدة ليست أقل خطرا من رأس النظام السابق بل قد تكون أشد. تلك الأفاعى تجسدت لنا نحن المصريين فى الثورة المضادة التى يقودها كل من هو مستفيد من وجود النظام السابق و أضم إليهم أيضا حزب الكنبة، ذلك الحزب الذى ليس منه فائدة إلا أنه يمثل رأى عام فى أمور و مواقف فاصله ليس لأنه الأكثر فهما وإدراكا ولكن لأنه الأكثر عددا وجهلا. ذلك الحزب الذى هو نتاج حقيقى للنظام السابق صاحب الفضل الأول فى تشويه شخصية المواطن المصرى، فأعضاء هذا الحزب هم راكبو الموجة الذين لا يعرفون لغة للتفاهم أو الفهم سوى لغة العاطفة فهذا الحزب الذى أخذ يصرخ منذ الخامس و العشرين من يناير بأن البلد بتضيع و كفايه كدة و حرام و خلاص بقى الحكومة اتغيرت وهم أيضا من بكوا بالدموع فى الخطاب التانى للمدعو مبارك و هم أيضا من صرخوا يوم موقعة الجمل و هم من طالبوا بإخلاء الميدان بعد الخطاب الثالث . هذا الحزب الذى تناوله أحد الكتاب المشهورين باستفاضه على أحد المواقع الالكترونيه حتى أن لفظة الكنبه أصبحت هى الوصف الطبيعى واللازمة البديهية لهؤلاء الأشخاص. أنا لم أكتب هنا للكلام عن حزب الكنبه تحديدا و لكنى أرى أن هذا الحزب هو أحد أهم عوامل مساعدة الثورة المضادة فى عملها بجهلهم وسلبيتهم وعدم وعيهم وعاطفتهم الكبيرة التى يتلاعب بها أصحاب المصالح كيفما شاءوا حتى أن خطاب المدعو مبارك عن ثروته هو موجه فقط لأعضاء هذا الحزب الكبير جدا. لو تتبعنا ما حدث فى مصر بعد التنحى نجد أنه تسلسل ممنهج لإجهاض الثوره و العمل على ضياع مكاسبها بداية من المطالب الفئويه ثم الفتنه الطائفيه فالتخويف المستمر للشعب المصرى من فكرة الحكم الدينى لمصر ونأتى لعبود الزمر و استقباله استقبال الأبطال و ما تبعه من تصريحات للجماعة الاسلامية ثم الانشقاق الكبير عند الاستفتاء و ما تلاه من التخويف من الإخوان و أخيرا محاولة الوقيعه بين القوات المسلحه و الشعب مرورا بمحاولة التأكيد على غياب الداخليه من الحياه المجتمعيه بصوره شبه كامله فى معركة الراجل أبو جلابيه كل هذه المحطات أساسها الثوره المضاده و لكن وقود هذه الفتن من وجهة نظرى هو حزب الكنبه الذى يصنع رأى عام من الممكن أن يؤدى بالبلد لما هو أخطر من مجرد محاولات لاخماد و تضييع مطالب الثورة . نعم هناك مظاهرات فئويه لكن من صنعها ؟ انهم الذين لا يدركون خطورة هذه المظاهرات على استقرار مصر.نعم كان هناك مشكله بين المسلمين و مسيحيين فى صول و امبابه بل فى كل ربوع مصر لكن من ضخمها او حتى من ساعد على تضخيمها؟انهم الذين لا يدركون ان اثارة هذه النقطه فى هذا الوقت هو أمر له عواقب وخيمة، أنا لا ألوم هذا الحزب و لا ألوم حتى النظام البائس الذى سبب كل هذا التشوهات فى الشخصية المصرية. لأنى لا أجد غضاضه فيما يحدث فهو مثل الآثار الجانبيه لأى عمليه جراحيه التى يجب أن تأخذ وقتها حتى يعود المريض الى عافيته. فلا يعقل أن يخلع مبارك و نظامه الفاسد بدون آثار جانبيه بل و نزيف أيضا لكن الأهم أن نجعل ثورتنا فى العنايه المركزه لقلب و عقل كل واحد منا حتى تستفيق و تعود الى عافيتها. يجب أن يحافظ المثقفون و المتعلمون و المفكرون على مصر من الثوره المضاده و من حزب الكنبه .