تنظم السفارة المصرية فى جاكرتا بعد غد، الاثنين، اختبارات تحريرية وشفوية للأندونيسيين الراغبين فى الحصول على منح دراسية للدراسة بجامعة الأزهر الشريف. وصرح السفير أحمد القويسنى، سفير مصر لدى أندونيسيا، أنه نظرا لحجم الإقبال الكبير على هذه المنح- التى تقررت بموجب اتفاق بين مصر وأندونيسيا يرجع إلى عام 1955- فقد تم مدة فترة الاختبارات لمدة أسبوع، حيث دأبت مصر على تقديم هذه المنح طوال هذه السنوات الطويلة وإرسال بعثة من شيوخ الأزهر لدعم تعليم اللغة العربية وتعليم الدين الإسلامى الصحيح السمح المعتدل. ويشرف على هذه المنح والاختبارات بعثة الأزهر الشريف فى أندونيسيا، حيث ستقوم بالإشراف على لجان الاختبارات لاختيار أفضل العناصر التى تتمكن من الدراسة فى الأزهر والحصول على درجات جامعية ودراسات عليا لكى يعودوا إلى بلدهم مسلحين بالإسلام المعتدل الوسطى. وأشار السفير إلى أن هذه المنح الدراسية التى تقدم لها الآلاف من الأندونيسيين، تؤكد عمق العلاقة بين مصر وأندونيسيا باعتبار أن مصر من الشركاء الثقافيين والتعليميين لأندونيسيا التى تقدر حكومة وشعبا الدور الكبير لمصر ومكانتها بين الدول العربية والإسلامية. وقال القويسنى إن السفارة تراعى التوزيع الجغرافى لكل أندونيسيا لكى يشمل القبول فى هذه المنح مختلف الإقليم والمقاطعات فى هذه الدولة الكبيرة ذات الأغلبية المسلمة على مستوى العالم، مشيرا إلى أن لمصر حصة كبيرة من مدرسى اللغة العربية فى مختلف المعاهد والجامعات الإسلامية فى أندونيسيا. وأوضح السفير أن الشروط الأولية للتقدم إلى اختبارات المنحة تنص على أن يكون المتقدم حافظًا على الأقل لثلاثة أجزاء من القرآن الكريم، وأن يكون ملمًا باللغة العربية التى تمكنه من اجتياز الاختبار والدراسة بالأزهر. وأشاد السفير أحمد القويسنى، سفير مصر لدى أندونيسيا بالعلاقات الوطيدة التاريخية بين مصر وأندونيسيا وحرصهما على تطويرها دائما، مشيرا إلى أنه فى مناسبات عديدة كان الرئيس الأندونيسى يؤكد على متانة العلاقات مع مصر ودور الأزهر فى دعم هذه العلاقات. كما أن الجانب الأندونيسى الشقيق من خلال وزارة الشئون الدينية يحرص على استمرار هذه العلاقة والدور الذى يقوم به الأزهر من خلال رسالته التعليمية. وأضاف القويسنى أنه خلال آخر لقاء مع الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر تم التأكيد على فتح المجال لاستقبال المزيد من أبناء أندونيسيا، ويجرى دراسة اقتراح بإنشاء معهد متخصص للغة العربية لغير الناطقين بها فى دورات قصيرة مكثفة لتعليم اللغة العربية، وسيكون هذا المعهد إضافة كبيرة لتعليم اللغة العربية فى أندونيسيا باعتبارها مدخلا رئيسيًا لدراسة العلوم والمعارف الإسلامية. وفى هذا الإطار تسعى السفارة المصرية بالتعاون مع البعثة الأزهرية إلى تكثيف اتصالاتها مع الجامعات والمعاهد التى بها أقسامًا للغة العربية والدراسات الإسلامية لتأسيس مكتب للأزهر فى كل جامعة ومعهد يديره مبعوث للأزهر يحمل درجة الماجستير على الأقل مسلحا بمكتبة إسلامية شاملة للرد على آية استفسارات، وتصحيح أية مفاهيم مغلوطة عن الإسلام، ويقدم المعاونة العلمية والمعرفية للطلاب بهذه الجامعات، والذين يعدون رسائل علمية عليا وهذا من شأنه أن يساعد فى تطوير دور الأزهر الشريف.