مفاجأةٌ هى الأولى من نوعها، بعد ثورة 25 يناير، جاءت بقرار الدكتور سامى الشريف رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون، حينما أمر أول أمس بإنهاء البث المباشر لبرنامج "شارع الكلام" الذى استضاف بثينة كامل المرشحة المحتملة لرئاسة الجمهورية، ولم تنته القضية عند هذا الحد، ولكن الجديد أن "الشريف" أو أيًا من القيادات فى ماسبيرو لم تهتم على الإطلاق بالقرار وكأنه أمر عادى، وهو ما كشف عنه الإعلامى والشاعر محمود شرف فى تصريحات ل"اليوم السابع"، أكد على أنه حتى الآن لم يعرف الأسباب، ولم يتلق اتصالاً واحدًا لمعرفة ملابسات القرار، وكأنه قرار بصك ديكتاتور لم تقض عليه الثورة. محمود شرف أوضح أن الغريب فى الأمر، أن إدارة قناة النيل الثقافية دائمًا ما كانت تشجع فريق عمل البرنامج بشكل ٍكبير، وتثنى على جهوده، ولم تبد اعتراضًا على الحلقة، و"أنه عندما نظرت إحدى القيادات فى ماسبيرو إلى قناة النيل الثقافية التى لا تعرف بوجودها من الأساس بدءًا من رئيس القطاع السيدة هالة حشيش، التى أعلنت أكثر من مرة، على الملأ، أنها تكره كلمة ثقافة، وصولاً إلى الدكتور سامى الشريف" أمرت بوقف البث المباشر للحلقة. وأشار "شرف" إلى أن حلقته مع بثينة كامل كانت تدور بشكلٍ طبيعى، تطرقت فيها إلى أسلوب عمل المجلس الأعلى للقوات المسلحة، وساقت أثناء حديثها اتهامات – تبدو منطقية من وجهة نظرها – للمجلس، وخصت بالذكر تلك الواقعة بينها وبين اللواء إسماعيل عتمان، والتى أتت على ذكرها فى الحوار، دفعه لمحاولة توضيح رأيها بشكل مهنى، وبشفافية مطلقة، مضيفًا "فوجئت بعد مرور أقل من ربع ساعة على وقت الحلقة بالمخرجة تقول لى فى سماعة الأذن، إن اتصالات كثيرة تأتيها من إدارة القناة تطالبها بوقف الحلقة، وظل الأمر مستمرًا، ولك أن تتخيل هذا الضغط على وأنا أتحدث على الهواء، حتى وصلنا إلى الدقيقة الخامسة والثلاثين تقريبًا، وكلمتنى زميلتى المخرجة مرة أخرى لتقول لى إن الدكتور سامى الشريف نفسه قد اتصل بها وأمرها بإنهاء الحلقة فورًا، فلم يكن منى إلا أن أنهيت الحلقة مقدمة اعتذارى للضيفة، وللجمهور، معلنًا أننى لن أستمر فى تقديم هذا البرنامج إلا بعد أن يتم تفسير الأمر لى". وتابع شرف: تلك الواقعة جعلتنى أشعر بألم نفسى شديد، وأن كرامتى – بشكل شخصى – تُمتهن، وكرامة القناة بشكل عام أيضًا تُداس بأقدام هؤلاء السادة المسئولين، فلم أمنع نفسى عن التصريح بما حدث، وهو ما لا أجد فيه أى غضاضة، فالمكالمات بينهم وبين المخرجة ثابتة، ويشهد عليها كل من كان فى غرفة التحكم وقتها، ولو أنهم كانوا لا يريدون أن أذكر ما حدث، كان من الأولى ألا يفعلوه. وحول ما حدث عقب إنهاء الحلقة، قال شرف: الغريب فى الأمر أننى لم أتلق اتصالاً واحدًا من المسئولين، وكأن الأمر لا يعنيهم، وكأن ما حدث لم يكن سبة فى جبين الإعلام الحر النزيه، ولكن وصلتنى مئات الاتصالات من أصدقاء ومتابعين وجمهور عادى، يثمنون ما قمت به، وكذلك على شبكة الإنترنت، بل وأنشأ البعض أكثر من صفحة على الفيس بوك تشجعنى، وتحثنى على أن أمضى قدمًا فى هذا الأسلوب المحترم من وجهة نظرهم، وأكثر ما أسعدنى هو التصفيق الذى نلته من زملائى فى الأستوديو وقت إنهاء الحلقة عقب كلماتى فى النهاية، وكذلك من بثينة كامل، فقد كان طبيعيًا وصدر بشكل تلقائى بدون تفكير. ورأى "شرف" أن مصادرة الفكر والتعبير عن الرأى فى الإعلام أمام المشاهدين دليل على أن المفاهيم مختلطة لدى قيادات التليفزيون، وأن القيادات لم تع بعد أن كون التليفزيون مملوكًا للدولة لا يعنى أنه مملوك للنظام الذى يدير الدولة، وهو أمر لا بد أن يتفهمه مسئولو ماسبيرو، الذين ما زالوا يرون أنه، بما أن الدولة تدفع لنا رواتبنا، التى لا نتقاضاها بالأساس بالمناسبة، فإننا نبقى مجبرين على تبنى الخطاب الرسمى للنظام الحاكم، أيَّا كان، وهو أمر مغلوط بالتأكيد، وهو ما يؤكد أيضًا على أن الثور لم تستطع أن تكسر الحصار الذى تفرضه أفكار النظام البائد على مبنى ماسبيرو العتيق. موضوعات متعلقة بالفيديو.. سامى الشريف ينهى برنامج على "الثقافية" http://www.youm7.com/News.asp?NewsID=410177 بثينة كامل: "الشريف" أوقف برنامجا تحدثت فيه عن مشكلات الأقباط http://www.youm7.com/News.asp?NewsID=409952
