طويت صفحة مهمة من تاريخ المواجهة بين الولاياتالمتحدةالأمريكية وتنظيم القاعدة بقتل الشيخ أسامة بن لادن فى مجمع سكنى بالقرب من مدينة بيشاور الباكستانية، بعد صراع مرير بين زعيم تنظيم القاعدة والولاياتالمتحدة، وسقوط الشيخ أسامة بن لادن يعد بالنسبة للإدارة الأمريكية هدفا استراتيجيا بعد فشل الحرب التى شنتها الولاياتالمتحدة فى العراقوأفغانستان وما تعرضت له من هزيمة واضحة فى كل من العراقوأفغانستان. اللافت للانتباه أن الأسباب التى أدت إلى ظهور تنظيم القاعدة مازالت موجودة حتى اللحظة، بداية من احتلال إسرائيل للاراضى العربية فى الضفة والقطاع والجولان السورية ومزارع شبعا اللبنانية، مرورا بدعم الولاياتالمتحدة للأنطمة القمعية فى العالم العربي، وكذا انعدام الديمقراطية وحرية التعبير فى المنطقة، وعدم وجود فرصة حقيقية للتداول السلمى للسلطة فى معظم الدول العربية، إضافة إلى تردى الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية فى الوطن العربى وتدنى مستوى المعيشة لمعظم بلدان المنطقة، وانتهاء بانتهاك حقوق الإنسان المستمر والمتواصل طوال الوقت، دون محاولة حقيقية من الولاياتالمتحدة لتغيير هذا الواقع. وعلى اعتبار أن تنظيم القاعدة كان يناهض محاولات التدخل الأمريكى فى المنطقة ومحاولة الهيمنة على النفط ومقدرات العالم العربى من ثروات وقدرات بشرية هائلة، بهدف تعطيل كل تلك القدرات وتدمير هذه الطاقات وذلك من خلال أنظمة عميلة للولايات المتحدة فى معظم بلدان المنطقة، اشتدت جذوة الصراع بين القاعدة من جهة والولاياتالمتحدةالامريكية من جهة أخرى حتى انتهت بأحداث الحادى عشر من سبتمبر فى مطلع الألفية، ليشكل ذلك منعطفا تاريخيا فى الصراع حيث قررت الولاياتالمتحدة منذ ذلك التاريخ غزو كل من أفغانستانوالعراق. ومنذ ذلك التاريخ نشأ مفهوم الحرب الاستباقية كعقيدة قتالية جديدة للولايات المتحدة والتى دفعت الولاياتالمتحدةالأمريكية ثمنا باهظا لها كاد أن يطيح بها من قمة الاقتصاد العالمى ليهوى بها فى أزمة اقتصادية تحاول الخروج منها حتى تلك اللحظة ولكن دون جدوى، مما سبب لها جرحا اقتصاديا بالغ الخطورة تحاول جاهدة أن تتعافى منه ولكن هيهات، فلقد مضى عصر القوة الاقتصادية الأمريكية الجبارة، وما هى إلا سنوات قليلة قبل سقوط المارد الأمريكى. لقد سقط الشيخ أسامة بن لادن بعد سنوات وسنوات سعت فيه الإدارة الأمريكية جاهدة أن تنال منه، ولكن قبل أن تنال منه سقطت الولاياتالمتحدة اقتصاديا وأخلاقيا وإعلاميا بفعل جرائمها فى العراقوأفغانستان، ثم ها هى تسقط سياسيا باشتعال الثورات فى العالم العربى مؤخرا، لقد استطاعت الشعوب العربية أن ترفع الوصاية الأمريكية عليها بإسقاط تلك الأنظمة الفاسدة التى تحالفت وتآمرت مع الولاياتالمتحدة ضد شعوبها وضد أوطانها لتثبت للعالم أنها شعوب متحضرة ترفض الهيمنة والإرهاب بشتى صوره وتقدر الديمقراطية وتبحث عن الحرية والمساواة وأنها هى التى استعادة حريتها بنفسها وبكامل إرادتها.. فهنيئاً لشهداء الأمة.. وسحقاً للولايات المتحدةالأمريكية.