بدأ هذا العام بانتصارًا للرياضة المصرية والألعاب الفردية على وجه الخصوص، حيث كرم الرئيس عبد الفتاح السيسي عددًا من الرياضيين المصريين على إنجازاتهم الرياضية وهو ما يعد بمثابة اكتشافًا جديدًا لهذه الرياضات وتعريفًا للمصريين والعالم بأن مصر لديها الكثير من المواهب الرياضية والأبطال القادرين على المنافسة على المستوى المحلي، بالإضافة إلى رفع إسم مصر عاليًا في المحافل الدولية. كما جاءت تصريحات الرئيس السيسي لتعزيز مكانة الرياضة المصرية باعتبارها عمودًا من أعمدة النهضة والتقدم. وفى نفس السياق أعطى الرئيس الضوء الأخضر لجميع الأجهزة الرياضية المعنية بتوفير كامل الإمكانات اللازمة لهؤلاء الأبطال الرياضيين ودعمهم حتى يستمروا فى تحقيق مزيد من الإنجازات الرياضية خلال الفترة القادمة.
ويجب التأكيد على أن الوضع الحالي للرياضة المصرية أفضل بكثير من ذي قبل، والحقيقة أنه في وقت بدأت فيه احتراف الإسكواش واجهت العديد من الصعوبات، خاصة وأن رياضة الإسكواش هي رياضة إنجليزية وجديدة على الأجواء الرياضية المصرية آنذاك وتتطلب الكثير من الوقت والمجهود والموارد المادية لصناعة أبطال قادرين على تمثيل الرياضة في البطولات والمسابقات.
حققت الكثير خلال مشواري الرياضي حيث اعتليت صدارة التصنيف العالمي لرجال الاسكواش في يناير 2009، كما نجحت في الحفاظ على مكاني في قائمة العشرة الأوائل 12 عامًا متتاليًا والخمسة الأوائل لثمان سنوات متتالية، هذا غير رصيد البطولات الذي يضم أكثر من 25 بطولة للمحترفين، وبعد فوزي ببطولة العالم للناشئين عام 2000 أصبح من الصعب أن أقرر شيئًا آخرًا سوى أن أنتقل إلى مرحلة المحترفين، حيث أن الإسكواش كان قد أصبح جزءًا رئيسيًا في حياتي. تنقلي بين الأندية لم يكن إلا فترة جعلتني أفكر في الصعوبات التي من الممكن أن يواجهها الرياضي في ظل عدم تلقيه الدعم الكافي، لأقرر في عام 2007 الإنتقال إلى وادى دجلة، لأتعرض لتجربة احترافية حقيقية ومختلفة عما عهدته من قبل. منذ اليوم الأول لي مع وادى دجلة وقد تم الإتفاق على عددًا من الخطط والقرارات التي عملنا معًا على تحقيقها، ليتحقق التكامل في المنظومة بين اللاعبين والأجهزة الفنية وإدارة النادي، وقد حققنا بالفعل هذه الأهداف وكان أولها على رأس قائمة العشرة الأوائل وهو ما تحقق فور انضمامي للنادي.
وعلى الرغم من تحسن أوضاع رياضة الإسكواش في مصر حاليًا عن الوقت الذي بدأت فيه ممارسة الرياضة، فتستمر التحديات في الظهور في وقت تحاول فيه مصر النهوض بالإقتصاد والعمل على إنجاح خططها للإصلاح، هو ما أثر بالتبعية على وضع بعض اللاعبين وقدرات الأندية على دعمهم للتمثيل في البطولات الدولية كما يؤثر على التصنيف العالمي لهؤلاء اللاعبين، بل ويمتد للتأثير على وضع ومكانة مصر، مما يهدد بخسارة مكانتها كدولة رائدة في هذا المجال. لهذا يتجلى دور القطاع الخاص لدعم خطط الدولة وتقديم الموارد والدعم الكافي للمواهب ليسوا فقط من أبناء هذه الأندية بل من جميع أنحاء الجمهورية وخاصة من أبناء الأندية الحكومية ومراكز الشباب والأندية ذات الموارد المحدودة.
دائمًا ما رفع وادى دجلة شعار "مجتمع الأبطال" وهو بالفعل مكانًا تتطور فيه المواهب الصاعدة إلى محترفين ينافسون عالميًا، والآن لدى النادى مصنفين عالميين مثل اللاعب على فرج المصنف الثاني على مستوى العالم ورنيم الوليلي بطلة العالم ونوران جوهر التي احتفظت بمكانتها وسط العشر الأوائل رغم إصابتها. وما يجعل وادى دجلة جديرًا بهذا اللقب هو قدرته على التعاون بشكل مرن مع القطاعين العام والخاص من أجل تحقيق المصلحة العامة لقطاع الرياضة المصرية، وآخر هذه التعاونات الجادة كانت مع البنك التجاري الدولي CIB والذي نتجت عنه بطولة CIB –وادى دجلة التي تم إدراجها كبطولة دولية تابعة للإتحاد الدولي لمحترفي الإسكواش PSA، والتي هدفت إلى تقديم فرصة ذهبية للصاعدين الغير قادرين على السفر والمشاركة في البطولات الدولية للتقدم في التصنيف الدولي وعرض موهبتهم وقدراتهم الرياضية على الساحة الدولية.
في النهاية، أعتقد أن أفضل ختام لحديثي هو تقديم دعوة لجميع أندية ومؤسسات القطاع الخاص للتكاتف والتعاون من أجل دعم خطط الدولة المصرية للرقي بمستوى الرياضي المصري ممن ليهم الكثير من المواهب، لإنه لازال أمامنا الكثير لنحققه وببذل الجهد من أكثر من جهة تصبح المهمة أسهل وبالتالي المستقبل أكثر إشراقًا.