تفاصيل حركة الصادرات والورادات بميناء دمياط البحري في 24 ساعة    مدير "بحوث أمراض النباتات" يتفقد محطة الجميزة بالغربية    وزير الإسكان ومحافظ بورسعيد يبحثان مقترحات تنفيذ مشروعات سكنية لأهالي المحافظة    محافظ بني سويف يعلن بدء المرحلة الثانية من الموجة 23 لإزالة التعديات على أراضي الدولة    «الغرف السياحية»: مهرجان العلمين حقق نجاحا كبيرا على جميع المستويات    حضور أمير قطر ووالده الأبرز.. مشاهد من تشييع جثمان إسماعيل هنية في الدوحة (صور)    الاحتلال الإسرائيلي يجدد غاراته على عدة بلدات جنوب لبنان    محافظ بيت لحم: هجمات إسرائيل على الضفة الغربية هدفها تهجير الفلسطينيين قسريا    أخبار الأهلي : قناة مفتوحة "وحيدة" تنقل مباراة مصر وباراجواي    أول تعليق من شروق فؤاد بعد رحيلها عن الأهلي وانتقالها إلى الزمالك    ثنائي مغربي.. يلا كورة يكشف تحركات الأهلي لدعم مركز الظهير الأيسر في انتقالات الصيف    ضبط المتهمين بالتعدي على مالك شركة لمستحضرات التجميل وسرقته لوجود خلافات مالية بينهم    كواليس ظهور العوضي وياسمين عبدالعزيز في جنازة المنتجين الثلاثة | فيديو وصور    محافظ أسيوط يشهد تسليم شحنة مستلزمات طبية كدعم للمستشفيات    أبرزهم أحمد السقا.. نجوم الفن يتوافدون على جنازة المنتج تامر فتحي    تنبيه هام من البترول بشأن بدء تفعيل آلية QR Code لتلقى الشكاوى إلكترونياً    زراعة 250 شتلة متنوعة ضمن مبادرة 100 مليون شجرة لمواجهة التغيرات المناخية بالأقصر    مدرب سلاح الشيش: لم نوفق في منافسات الفردي وهدفنا ميدالية في الفرق    مميزات معهد فني صحي لطلاب الدبلومات الفنية 2024 والمناهج التعليمية (تفاصيل)    تعليم القاهرة تستعد لاستقبال امتحانات الدور الثانى للدبلومات الفنية غدا    «عاشور»: البحث العلمي والابتكار ركيزة أساسية للتنمية المستدامة في مصر    لما جبريل: حفل نجوم التسعينات من أجمد حفلات مهرجان العلمين واستمر 6 ساعات    بشرى في سهرة خاصة من العلمين مع إيمان الحصري في "حد النجوم" على dmc    وزير الثقافة يهنئ فريق عمل "فريدة" على حصد جائزتي الإخراج والتمثيل    اعتماد تراكمي بكالوريوس اقتصاد منزلي المنوفية بنسبة نجاح 80,61%    التعليم تبحث مع مديريات مدن القناة مواجهة الكثافة الطلابية (صور)    ضبط 3 أطنان لحوم ودواجن وأسماك فاسدة وتحرير 22 محضرًا بالمنوفية    أحكام الأسبوع الماضي| إحالة أوراق المتهم بقتل زوجته للمفتي.. الأبرز    جامعة عين شمس راعي بلاتيني بمعرض أخبار اليوم للتعليم العالي| صور    محافظ البحر الأحمر: الاقتصاد الأزرق أحد السبل لمواجهة التغيرات المناخية    «بيسكوف»: روسيا منفتحة على المفاوضات بشأن أوكرانيا    الصحف الأوروبية صباح اليوم.. لاجازيتا: أستون فيلا يضم لوكاكو من تشيلسي وميرور: أرسنال قريب من نجم إسبانيا    مِنْ أَسْبَابِ الرِّزْقِ الخَفِيَّةِ 2 "التقوى".. موضوع خطبة الجمعة اليوم    ترامب يشكك في أصول هاريس مع تقدّمها في استطلاعات الرأي    فحص 1714 مواطنا في قافلة طبية ضمن «حياة كريمة» ببني سويف    يعزز مناعتك الأبرز.. 7 فوائد مذهلة عند تناول العنب    أمين الفتوى بدار الإفتاء: الاحتكار من أنواع أكل أموال الناس بالباطل    بتوجيهات القيادة السياسية.. 3 وزراء يبحثون أسعار المحاصيل الاستراتيجية واستلامها من المزارعين    وزير الخارجية يبحث مع نظيره السعودي التصعيد الإقليمي الخطير نتيجة السياسات الإسرائيلية المتطرفة    دعاء يوم الجمعة.. مستجاب    التعاون الإسلامي تدعو لتحقيق دولي في الجرائم الإسرائيلية بحق الأسرى الفلسطينيين    ضبط عصابة سرقة العلامات الارشادية بطريق الضبعة    ب"جلباب صعيدي وشال فلسطين"..ويجز يشعل حفل مهرجان صيف بنغازي بأغانيه (صور)    حركة تنقلات الجيزة.. من هم مديرو الإدارات النوعية الجدد؟ (أسماء ومناصب)    اليونان تستعد بعد تحذيرات بضرب أهداف إسرائيلية في البلاد    حريق في مصنع منظفات بالمنطقة الصناعية بغرب جرجا (صور)    باريس 2024| مصر تواجه باراجواي في ربع النهائي لمواصلة مشوار الحلم الأولمبي    «مجوش يعزوني».. مرتضى منصور يهاجم مدرب الزمالك وعبد الواحد السيد    " تصنيع الدواء": زيادة 30% في سعر أدوية الأمراض المزمنة الفترة المقبلة    أمين الفتوى: "أنتى هتبقى مراتي" تجر إلى الحرام بين المخطوبين    دعاء الاستغفار والتوبة.. ردده كثيرا لمحو الذنوب    الأوقاف تفتتح 17 مسجدًا جديدا اليوم الجمعة    محمد فؤاد يبكى فى حفل مهرجان العلمين الجديدة والجمهور: بنحبك    بوسي تعلق على تصدرها للترند بأغنية «دنيا جديدة» وتوجه نصيحة للفتيات    رئيس الزمالك السابق: مجلس إدارة القلعة البيضاء الحالي يضم كوادر إدارية مميزة.. وقادرون على النجاح    بالاسم فقط.. نتيجة الثانوية العامة 2024 علمي وأدبي وخطوة لتحويلها لنسبة مئوية    «وداعا للأنسولين».. بشرى سارة لمرضى السكري وبدون آثار جانبية (فيديو)    حظك اليوم برج الأسد الجمعة 2-8-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نجحنا ولكن بدور ثانٍ
نشر في اليوم السابع يوم 22 - 04 - 2011

يجب أن نعترف، أن حالة الحراك الفكرى والسياسى الذى نشهده الآن فى مصر ما كان ليوجد لولا الثورة، التى قامت فى 25 يناير. هذا الحراك بدأ مع انطلاق الثورة وأثنائها ومستمر حتى الآن وبالتأكيد مستقبلا. الحراك شارك فيه جميع فئات الشعب وجميع أطيافه الدينية والسياسية، الحالة التى تدعم ما أقوله عن حالة الحراك و درجة شدته، هى موضوع الاستفتاء على التعديلات الدستورية، حدثت المناقشات بين الذين يوافقون على التعديلات وبين المعارضين لها الكل شاهد وسمع على القنوات الفضائية والصحافة حجج كل فريق وبصراحة كان لكل فريق حججه الوجيهة. هذه الحالة من الحراك الفكرى والسياسى أشعرتنى بالسعادة وغمرت قلبى بالحبور وجعلتنى متفائلا للمستقبل، لأننا أفتقدنا منذ عقود مضت مثل هذا النقاش الحميد، أما الشىء الذى جعلنى من أسعد الناس بل وأكثر تفاؤلا بنجاح الثورة هو انتقال حالة النقاش والجدل السياسى على التعديلات الدستورية من عالم النخبة والفضائيات إلى عالم الشارع والعامية أمثالى، فلا نجد أسرة إلا والجدل محتدم بين أفرادها فى الفترة التى سبقت عملية الاستفتاء ما بين مؤيد ومعارض للتعديلات بل وقد وصلت حالة النقاش داخل العمل ومع الأصدقاء ونتيجة لهذا الحراك الدائر حدثت حالة من الانفتاح الفكرى مما سبب سعادتى، لا شك أن الثورة قد نجحت فى إحداث هذا الحراك و غيرت الكثير من المفاهيم والعادات إلا أن النجاح لم يكن نجاحا كاملا مطلقا، وذلك بسبب الدعوات التى انطلقت من قيادات كنسية تدعو الإخوة الأقباط بالتصويت ضد التعديلات الدستورية وحدث أن استثمرت بعض الجهات والجماعات الإسلامية ودعت المسلمين إلى التصويت لتأييد التعديلات الدستورية وجعلته فرضا وواجبا دينيا.. كلا الدعوتين المسيحية والإسلامية انطلقت من أرضية طائفية دينية، وصار من يقول نعم، مدافعا عن الإسلام ومن يقول، لا مدافعا عن المسيحية، وبذلك خرجت الدعوتان على غير أرضية وطنية سياسية وهذا ما أقلقنى لأن الأمور السياسية والحياتية، هى أمر اجتهادى لا يصح فيه فتاوى تأمر الناس فيها بالتصويت ب"لا أو نعم" ولكننا نرتضى فتاوى تحث الناس على الذهاب إلى صناديق الاقتراع والادلاء بأصواتهم.
ذهبت إلى العديد من مراكز الاقتراع فرأيت إقبالا شديدا على التصويت وذلك لأنهم شعروا بأهمية أصواتهم وأنها ذات قيمة وفى نفس الوقت صارت أمانة، ولكن للأسف كان جزءا لا يستهان به من الذين ذهبوا للإدلاء بأصواتهم من المسلمين والمسيحيين وأعطوا أصواتهم ل( نعم أو لا ) ذهبوا للتصويت من أرضية طائفية و ليست وطنية! وقد استثمر أنصار نعم أن الغالبية من المسيحيين صوتت ب"لا" ،مما جعلهم يستنفرون المسلمين من أجل التصويت بنعم، دائما ما أردد بأنه يجب على الكنيسة المصرية أن تنأى بنفسها عن الاشتغال بالعمل السياسى وأطالبهم بأن ينتبهوا للعمل الدينى واللاهوتى انطلاقا من مقولة( دع ما لله لله وما لقيصر لقيصر) كما أطالب بعض الدعاة والشيوخ المسلمين، بعدم إصدار فتاوى تتجه لمصلحة شخص معين أو جهة معينة، حتى لا يحدث التباس عند الناس لأن السياسة اجتهاد، ولكل له وجهة نظره المحترمة.
لا أنكر أننا نجحنا فى امتحان الديمقراطية ولكن بدور ثان فالملحق الذى رسبنا فيه هو حالة الاحتقان الطائفى الذى ساد عقودا من الزمن والذى أججته الأنظمة البائدة وظهر جليا أثناء الاستفتاء و لن ننجح فى إزالته إلا إذا عرفنا قيم الديمقراطية وآمنا بها، فى النهاية أستطيع القول بأن التجربة الديمقراطية لا تزال فى بدايتها وأن الحرية قد جاءت بعد عقود من التعتيم و سياسة تكميم الأفواه و تأميمها. نهاية لا أنكر أن ما يحدث من حراك نشهده هذه الأيام ما هو إلا دليل على أننا وضعنا أقدامنا نحو الخطوة الأولى نحو طريق الديمقراطية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.