إن الملفت للنظر فى حبس المسئولين والوزراء السابقين، ونجلى الرئيس مبارك، أنهم جميعاً تم إيداعهم فى سجن واحد وهو سجن طره، والسؤال هنا لماذا طره؟ لماذا عندما كان المحقق يأمر بالحبس احتياطياً كان يتم الترحيل على طره؟ ترى هل السبب دواعى أمنية، ولذلك تم إيداع جميع المسؤولين والوزراء السابقين المتهمين فى قضايا رأى عام فى محبس واحد، ليتم إحكام السيطرة عليه وتأمينه جيداً، خشية هروبهم أو تهريبهم أو فتك الناس بهم؟ فى السجون لا يتم تقسيم المساجين إلى فئات على حسب جرائمهم، ويتم توزيعهم على العنابر عشوائياً، دون تقسيم فإن فى ذلك خطورة على المجتمع فيما بعد، لأن المساجين يجلسون ويتبادلون الحديث فيما بينهم، أثناء فترات السجن، ومن الممكن أن يكتسب أحدهم خبرة الآخر، ويتعلم منه فتجد أحدهم مسجوناً فى قضية مخدرات مثلاً، وتم إيداعه فى عنبر مع مسجون فى قضية نصب فيتعلم النصب، ويخرج للمجتمع نصاباً، إن تجميع المسئولين السابقين المتهمين فى قضايا فساد فى سجن واحد، من الممكن أن يشكل خطورة على المجتمع، فمن المحتمل أن يستغلوا تواجدهم سوياً، ويخططوا لأمر ما يكدرون به الأمن العام. وتكون وسيلتهم فى ذلك الزائرين، أو ضعيفى النفس من المتواجدين معهم فى السجن، الذين يسهل شراءهم بالمال، لذلك وتجنباً للشكوك وأخذاً للاحتياطات أناشد النائب العام بتوزيعهم على السجون.
