ذكرت صحيفة "واشنطن تايمز" الأمريكية أن الإسلاميين فى مصر، الذين عانى أغلبهم من القمع طوال ثلاثة عقود، هى عهد الرئيس السابق حسنى مبارك، يشعرون بالحماسة البالغة حيال تحرر المشهد السياسى، وعلى ما يبدو يريدون الاستفادة من الحريات الجديدة التى تمكنهم من تشكيل الأحزاب السياسية للمشاركة فى الانتخابات المقبلة، الأمر الذى يثير قلق البعض حيال رغبتهم الدفينة فى قيادة دفة البلاد نحو الحكم الأصولى. وقالت الصحيفة، يمنية الاتجاه، إن بعض المسلحين استغلوا الفراغ الأمنى ولم ينتظروا العملية السياسية، وإنما هاجم بعضهم المسيحيين ومحال بيع الخمور، فى محاولة منهم لفرض رؤيتهم المتشددة من الشريعة الإسلامية الصارمة فى قرى المحافظات. ومضت "واشنطن تايمز" تقول، إن طاقة الإسلاميين المكتشفة حديثاً دفعت المجلس العسكرى للتحذير الأسبوع الماضى من أن مصر "لن تتحول إلى غزة أو إيران". ورأت أن الإسلاميين سيبلون بلاء حسنا فى الانتخابات البرلمانية المقرر إجراؤها فى سبتمبر المقبل، خاصة إذا ما توحدت صفوف الجماعات الإسلامية المختلفة، ففرصهم أعلى بسبب الفوضى المنتشرة بين الأحزاب الأخرى. أحزاب المعارضة التقليدية كانت مقيدة للغاية فى ظل عهد الرئيس السابق، فضلاً عن أنهم لا يحظون بتأييد شعبى كبير، فحتى الجماعات الليبرالية التى كانت وراء انتفاضة "الغضب"، والتى استمرت 18 يوماً وانتهت بالإطاحة بنظام مبارك فى 11 فبراير المنصرم، لا تزال تسعى جاهدة لتنظيم صفوفها قبل التصويت. من ناحية أخرى، فإن الإسلاميين منظمون وممولون جيدا، فحتى جماعة "الإخوان المسلمين"، وهى أكبر جماعة معارضة فى مصر، لديها خبرة طويلة فى المنافسة الانتخابية، غير أن الليبراليين واليساريين، وبينهم النشطاء الشباب الذين قادوا ثورة يناير ضد الرئيس السابق، علقوا بين موقفهم الذى يؤيد السماح لجميع الأطراف بالدخول فى اللعبة السياسية، لأن هذا ما تنادى به الديمقراطية الحقيقية، وبين خشيتهم من ألا ينصاع الإسلاميون للقواعد. ونقلت "واشنطن تايمز" عن خالد عبد الحميد، أحد قادة شباب الثورة، قوله بشأن المخاوف المتعقلة باختطاف الإسلاميين للعملية الديمقراطية: "أعتقد أن هناك الكثير من الخوف من الإسلام، فالجميع يحاولون سرقة الثورة، بما يشملهم نفسى، وإذا انتخب الناس الجماعات الدينية، فسأحترم اختيارهم بكل تأكيد". "أكثر ما أخشى منه هم السلفيون، وذلك لأنهم غير معتادين على السياسة، فهدفهم استثناء الجميع"، هكذا أكد النجار، الذى يروج لحملة محمد البرادعى، المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، للترشح لانتخابات الرئاسة فى نوفمبر المقبل. ورغم أن "الإخوان المسلمين" تعد أكثر حركات المعارضة تنظيما، إلا أن السلفيين باتوا لاعبا جديدا فى المشهد السياسى لم يعد يمكن إغفاله.