أكد الرئيس اللبنانى ميشال عون أن بلاده ماضية قدمًا نحو الاستفادة من ثرواتها النفطية، وأن محاولات إسرائيل لن تثنى لبنان عن هذا الأمر..مشيرًا إلى أن لبنان أصبح على مشارف مرحلة التنقيب التى ستدخله فى المستقبل القريب إلى مصاف الدول النفطية. وقال الرئيس اللبنانى -فى كلمة اليوم الأربعاء خلال حفل تخرج ضباط الكلية الحربية اللبنانية- أن الجيش اللبنانى لايزال دوره قائمًا فى حماية الجنوب اللبنانى من "الأطماع الإسرائيلية" بالتعاون الكامل والتنسيق مع القوات الدولية. وأشار إلى أن الجيش ساهم فى الحفاظ على التزامات لبنان، خاصة فى ما يتعلق بتطبيق القرار الدولى 1701 فى حين لا تزال إسرائيل تنتهك هذا القرار وتحتل قسمًا من الأراضى اللبنانية. وأضاف أن المطالب المتكررة للبنان بعودة النازحين السوريين داخل الأراضى اللبنانية إلى بلادهم، لاقت أخيرًا فى "دول القرار" صداها الإيجابي، والتى تحولت مواقفها لتصبح متناغمة مع التوجه اللبنانى ومطالبه. وأشار إلى أن لبنان ممتن للمبادرات التى تهدف إلى اعتماد إجراءات عملية تؤمن عودة النازحين، لافتًا إلى أن هذا الأمر يقتضى ملاقاته بجهوزية تامة بما يحقق الهدف المنشود من تلك المبادرات. وأكد "عون" أن صوت اللبنانيين الذى تمثل فى انتخابات مجلس النواب، يجب أن ينعكس على تشكيل الحكومة، وألا تكون الحكومة فيها الغلبة لفريق على آخر وألا تحقق مصلحة طرف واحد يستأثر بالقرار أو يعطل مسيرة الدولة. وقال: "عزمنا واضح، وهو أن تكون هذه الحكومة جامعة للمكونات اللبنانية دون تهميش أى مكون، أو إلغاء دوره ودون احتكار تمثيل أى طائفة من الطوائف". وشدد "عون" على عزمه التعاون مع رئيس الوزراء المُكلف سعد الحريرى على إخراج البلاد من أزمة تأخير تشكيل الحكومة فى ظل بعض المطالب التى تتسبب فى حدوث التأخير، معربًا عن تطلعه لتعاون جميع الأطراف وحسهم الوطنى "لأن أى انكفاء فى هذه المرحلة من تاريخنا هو خيانة للوطن وآمال الناس". ولفت الرئيس اللبنانى إلى أن هدفه هو النهوض بلبنان واقتصاده وقطع دابر الفساد وقيام الدولة القوية وإغلاق ملف النازحين بعودتهم الآمنة إلى بلادهم. وأكد أن العملية العسكرية النوعية التى قام بها الجيش للقضاء على الإرهابيين (معركة فجر الجرود فى أغسطس من العام الماضى لتطهير الحدود اللبنانية مع سوريا من عناصر تنظيم "داعش" الإرهابي) أجمع العالم بأسره على حرفيتها ودقتها، وأكسبت المؤسسة العسكرية ثقة دولية وإيمان أبنائها بدورهم الجوهرى فى الدفاع عن وطنهم. وقال إن الأحداث والأيام والحقبات تقطع أن الجيش اللبنانى يظل المرجعية الأكثر ثباتًا عند الأزمات، موضحًا أنه فى أوقات الحرب يحفظ الحدود ويصون الأرض والسيادة ويرمم التصدع فى جدار الوحدة والعيش المشترك، وفى السلم له الفضل فى حفظ الأمن ومكتسبات الاستقرار وتطلعات اللبنانيين. وتعهد الرئيس اللبنانى ميشال عون بالوقوف إلى جانب الجيش وقيادته فى سعيها إلى تحصينه وتطوير قدراته القتالية وتسليحه بأحدث العتاد والمعدات والتجهيزات ليكون على الدوام على قدر المهمات التى يقوم بها والتى تنتظره فى المستقبل. وكان الرئيس اللبنانى ميشال عون أكد أن المؤسسة العسكرية تبقى الحصن المنيع الذى يصون البلاد فى مواجهة التحديات، كما أنها تبقى المؤسسة الجامعة لأصالة قيم الانتماء الوطنى فى لبنان. وقال عون - فى كلمة بمناسبة الذكرى ال 73 لتأسيس الجيش اللبنانى، إن تضحيات الجيش كثيرة، فضلا عن الصعاب والمخاطر التى يتجاوزها ويعمل على الانتصار عليها وفى مقدمتها "إسرائيل وقطع دابر الإرهاب وما بينهما". وأضاف أن التضحيات التى يقدمها ضباط وأفراد الجيش اللبنانى ترتقى بلبنان وشعبه إلى مراتب عليا من الانتصار "على من يتربص بنا شرا".. مشددا على أن الجيش اللبنانى محل فخر جميع أبناء لبنان. من جانبه، قال وزير الدفاع اللبنانى يعقوب الصراف - فى كلمة له بهذه المناسبة- أن اللبنانيين يقفون جميعا اليوم ليؤدوا التحية إلى "أهل الشرف والتضحية والوفاء، وإجلالا وتقديرا للبطولات التى سطرها جنود الجيش اللبناني"، مؤكدا أن لبنان لن ينسى أولئك الذين حفروا أسماءهم على لوحة من مجد بدم الشهادة . وأضاف : " فى كل يوم، ننحنى أمام الجهود التى يبذلها جيشنا للحفاظ على الأمن والاستقرار على امتداد مساحة الوطن". من جهته، قال قائد الجيش اللبنانى العماد جوزاف عون، أن المؤسسة العسكرية وهى تتذكر دماء الشهداء والجرحى، ستظل تحمى لبنان ورسالته الإنسانية الجامعة "فى وجه العدو الإسرائيلى والخطر الإرهابي". وأضاف أن الجيش اللبنانى على مدى 73 عاما سطر صفحات مشرقة حافلة بدلالاتها القوية ومعانيها العميقة فى تاريخ لبنان، مشيرا إلى أن قلوب اللبنانيين قاطبة تجتمع فى الأول من شهر أغسطس على التقدير المتجدد والثقة العالية بالمؤسسة العسكرية، فضلا عن أن كل يوم من أيام العسكريين هو " مناسبة للالتزام الوطنى الصادق والتضحية بلا حساب، حفاظا على أمن المواطنين وسلامتهم ".