سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
كيف ستكون العلاقة بين أملو وترامب.. فوز اليسار يغيير ملامح سياسة المكسيك الخارجية والداخلية.. خبير: لن يكون هناك أى تقدم إيجابى فى أزمات البلدين ولا بديل عن الحوار.. وتوقعات بتصعيد مكسيكى فى ملف الحدود
يعد انتصار اليسار فى المكسيك بعد فوز السياسى المخضرم أندريس مانويل لوبيز أوبرادور 64 عاما فى الانتخابات الرئاسية التى جرت الأحد الماضى ، تغييرا فى السياسات الداخلية والخارجية للمكسيك مع وجود صراع قائم فى واحدة من أكثر القضايا إشكالية فى البلاد ، قضية الهجرة ، التى تجلب المزيد من الاحتكاك المستمر مع الرئيس الامريكى دونالد ترامب، ليتولى اوبرادور الملقب بأملو مهامه رسميا فى ديسمبر فى خضم علاقات ليست فى أحسن حالتها مع الولاياتالمتحدةالأمريكية.
فخلال الانتخابات ، وعد أملو بأنه لن يدع المكسيك تتضرر من السياسات الخارجية للولايات المتحدةالأمريكية ورفض بطريقة واضحة خطط دونالد ترامب لبناء جدار حدودى بين البلدين.
وقال جيراردو رودريجيز ، الخبير السياسى فى جامعة الأمريكتين بويبلا لصحيفة "الكوميرسيو" الإسبانية إن "شخصية ترامب لا تسمح بإجراء حوار جدى، وبفوز أملو فى الانتخابات لن يكون هناك أى تقدم إيجابى فى المشاكل القائمة بين البلدين عبر الحوار".
وأضاف رودريجيز "ستظل هناك قضايا مثيرة للجدل بين المكسيكوالولاياتالمتحدة ، بالنظر إلى ترامب الذى جعل المكسيك كبش فداء لجزء كبير من مشاكله، ومن المرجح أن أملو لن يكون بسلبية الرئيس السابق بينيا نييتو مع ترامب".
وأضاف الخبير السياسى: "ينبغى على المكسيك أن تركز على سياستها الخارجية كما لو كانت "حرب عصابات" ولديها معارك ذكية مع حلفاء محددين، مثل وسائل الإعلام والتجارة".
ويرى أن العمل الذى يمكن أن يقوم به املو لحماية المكسيكيين فى الولاياتالمتحدة يجب ان يوضع دائما على المستوى القانونى".
ونجح أوبرادور المعروف ب"أملو" فى تسويق نفسه للناخبين على أنه من يستطيع التصدى للفساد والجريمة، وقال خلال حملته الانتخابية "نستطيع التغيير الحقيقى والتحول"، مستلهما الشعار الذى رفعه الرئيس الأمريكى السابق باراك أوباما "نعم نحن نستطيع yes, we can".
وهنّأ ترامب الرئيس المكسيكى الجديد لفوزه فى الانتخابات، وكتب فى تغريدة له: "لدينا عمل كثير، من الواجب القيام به لمصلحة الولاياتالمتحدةوالمكسيك"، وبدوره، قال أوبرادور فى كلمة بعد فوزه إنه يريد إقامة علاقات ودية مع الولاياتالمتحدة.
وعلى الرغم من أنه يبدو أن العلاقات بين واشنطنوالمكسيك جديدة ، إلا أن المشاكل ستتعقد بشكل أكبر ، وعلى الرغم من أن لوبيز أوبرادور قد استخدم نغمة تصالحية فى خطاب إعلان الفوز، داعيا إلى أن تقوم العلاقات مع الولاياتالمتحدة على "الصداقة والاحترام المتبادل"، فإنه سيواجه الآن مهمة صعبة.
فالكونجرس الأمريكى كان قد أقر خلال مارس الماضى مشروع قانون إنفاق يتضمن اعتمادات بقيمة 1.6 مليار دولار لبناء الجدار، رغم طلب إدارة ترامب توفير نحو 25 مليار دولار لبناء الجدار، شملت طلب الرئيس الأمريكى لاحقا من حكام الولايات الحدودية نشر ما بين 2000 و4000 جندى من الحرس الوطني على الحدود لتعزيز دورية الحدود، ومع رئيس يسارى ستكون الأيام القادمة وحدها كفيلة بكشف نوايا الرئيسين، خاصة إزاء تمسك ترامب ببناء الجدار الحدودى بين الولاياتالمتحدةوالمكسيك، والذى أحدث توترا بين البلدين، لم يمنع ترامب من التأكيد أنه لن يوافق على أى قانون للهجرة يستبعد الجدار على الحدود المكسيكية.
وفضلا عن قضية الهجرة، هناك قضايا أخرى عالقة بين المكسيكوالولاياتالمتحدة، تضاف إلى التحديات الداخلية من انتشار الجريمة وتهريب المخدرات على السياسى اليسارى المخضرم مواجهتها، ومن تلك القضايا المشتركة مع الجارة الأمريكية اتفاقية التبادل الحر فى أمريكا الشمالية (نافتا) بين المكسيك وكندا والولاياتالمتحدة، التى قد تمثل انفتاحا اقتصاديا يساعد فى إنعاش الاقتصاد المكسيكى، ثانى أكبر اقتصاد فى أمريكا اللاتينية، فيما تعد السوق الأمريكية وجهة نحو 80 % من صادرات المكسيك أكبر شريك تجارى للولايات المتحدة.
تضاف إلى العلاقات الاقتصادية المشتركة مسألة الهجرة التى تحظى باهتمام الجانبين وإن كانت أكثر تشددا فى الجانب الأمريكى الذى تتبنى إدارته الحالية موقفا حاسما رافضا لفتح الهجرة، دفعها إلى اتهام المكسيك بالسماح للمهاجرين أن يجتازوا الحدود الأمريكية.