ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية اليوم الثلاثاء أن مجموعة من الشخصيات الإسرائيلية البارزة تشمل رؤساء سابقين للموساد والشين بيت والجيش، سوف تطرح الأسبوع الحالى مبادرة خاصة بالسلام مع العالم العربى ويأملون أن تحشد مساندة شعبية وتؤثر على حكومتهم فى وقت تواجه فيه ضغطا دوليا لتحريك محادثات السلام قدما. وقالت الصحيفة إن المبادرة، التى يطلق عليها اسم "مبادرة السلام"، مستوحاة من التغيرات الجارية على الصعيد الإقليمى ومعلنة كرد مباشر على مبادرة السلام العربية التى طرحتها الجامعة العربية فى 2002 ومرة أخرى فى 2007. وأشارت الصحيفة إلى أن المبادرة تدعو إلى دولة فلسطينية تقريبا فى الضفة الغربية كلها وقطاع غزة مع عاصمة فى جزء كبير من القدسالشرقية وانسحاب إسرائيلى من مرتفعات الجولان ومجموعة من آليات الأمن الإقليمى ومشروعات تعاون اقتصادى. ونقلت الصحيفة عن يعقوب بيرى رئيس سابق لوكالة الأمن الداخلى "شين بيت" قوله "إنه بعث بنسخة من وثيقة المبادرة أمس لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذى رد بقوله إنه يتطلع قدما لقراءة الوثيقة التى يتم كشف النقاب عنها رسميا غدا الأربعاء فى تل أبيب رغم إتاحة نسخة منها للصحيفة. وأضاف بيرى، فى حديث بالهاتف، "نشعر بعزلة دولية ونعتبر أننا ضد السلام.. ونأمل فى أن يقدم ذلك مساهمة صغيرة لدفع رئيس وزرائنا قدما، إنها مسألة وقت أن تبادر إسرائيل بشىء حول السلام". وأشارت صحيفة "نيويورك تايمز" إلى أن هدف المبادرة الإسرائيلية للسلام هو إيجاد حل لكافة المزاعم والتوصل إلى نهاية للصراع الإسرائيلى الفلسطينى وإقرار معاناة اللاجئين الفلسطينيين منذ حرب 1948 وكذلك اللاجئين اليهود من الدول العربية وتتقاسم المبادرة مع مبادرة السلام العربية بأن الحل العسكرى للصراع لن يحقق السلام أو يوفر الأمن للطرفين. ولفتت الصحيفة إلى أن حل دولتين، المتصور بالنسبة لإسرائيل وفلسطين، سيكون خلاله فلسطين دولة خاصة بالفلسطينيين وإسرائيل دولة خاصة باليهود يكون للأقلية العربية فيها حقوق مدنية كاملة ومتساوية كما ينص إعلان الاستقلال الإسرائيلى. وقالت "إن الوثيقة تدعو لأن تكون خطوط 1967 أساسا للحدود مع تعديلات متفق عليها تستند إلى عمليات تبادل لن تتجاوز 7 % من الضفة الغربية. وأوضحت أن المجاورات اليهودية بالقدس ستذهب إلى إسرائيل والمجاورات العربية إلى فلسطين وجبل المعبد المعروف بالحرم الشريف للمسلمين لن يخضع لأية سيادة رغم أن الحائط الغربى والحى اليهودى للمدينة القديمة سيخضع لإسرائيل. وفيما يتعلق باللاجئين الفلسطينيين، أشارت الصحيفة إلى أن الخطة تلمح بتعويضات مالية وعودة لدولة فلسطين وليس إسرائيل مع استثناءات رمزية متفق عليها بالتبادل مسموح بها فى إسرائيل. وفيما يتعلق بسوريا، قالت الصحيفة إن المقترح يدعو إلى الانسحاب الإسرائيلى من مرتفعات الجولان مع تعديلات طفيفة متفق عليها وتبادل أراض على مراحل لفترة لا تستغرق أكثر من 5 أعوام.