أكد الرئيس التنفيذى فى مؤسسة البترول الكويتية الحكومية فاروق الزنكى أن المؤسسة ملتزمة بتأمين الإمدادات النفطية إلى الأسواق العالمية عبر الاستثمار بشكل مستمر فى توسيع طاقتها. وقال الزنكى - فى كلمة ألقاها نيابة عن وزير النفط وزير الإعلام الشيخ أحمد العبدالله الأحمد الصباح فى افتتاح مؤتمر قمة النفط والغاز الكويتى اليوم الاثنين - إن الأحداث الأخيرة أسهمت فى رفع أسعار النفط عالميا إلا أن السعر العادل للبرميل يتراوح ما بين 90 و100 دولار للبرميل. وأضاف أن العام الحالى يبرهن على أنه العام الذى سيؤثر بمستقبل الصناعة نظرا إلى التغيرات الناشئة فى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وآسيا مما سيكون له أثر أكيد على توجهات أسواق الطاقة. وأشار الزنكى إلى أنه من بين تلك التغيرات، الزلزال الذى ضرب اليابان ويعتبر الأسوأ فى تاريخ الزلازل فى ذلك البلد ونتج عنه دمار كبير تسبب فى إغلاق ما يقارب ثلث طاقة التكرير فيها وأكثر من خمس قدرتها النووية. واعتبر أن التغيرات الجيوسياسية الجارية فى العالم تدعو إلى وضع أمن الإمدادات فى مقدمة الأولويات وتصدر جداول أعمال الدول المصدرة للنفط فى إشارة إلى الأوضاع فى ليبيا التى جعلت سوق النفط يفقد ما يقارب 6ر1 مليون برميل يوميا، موضحا أن الزيادة فى أسعار النفط بلغت 20% منذ بداية العام. وقال الزنكى "إن البيوت الاستشارية توقعت أن يتعدى متوسط سعر خام برنت حاجز مائة دولار للبرميل الواحد وأن هذا الارتفاع التصاعدى فى ارتفاع أسعار النفط الخام يشكل تحديا على استمرار مرحلة الانتعاش الاقتصادى العالمى، لافتا إلى أن الأثر المحتمل لارتفاع أسعار النفط على النمو العالمى يعتمد بدرجة كبيرة على استمرار هذه الزيادة لفترة زمنية طويلة. وتوقع الرئيس التنفيذى فى مؤسسة البترول الكويتية الحكومية فاروق الزنكى أن يؤدى استمرار الاضطرابات فى منطقة الشرق الأوسط لعدة شهور إلى بقاء أسعار النفط مرتفعة ، مؤكدا أن التوقعات تذهب فى أن تؤدى تلك الاضطرابات إلى انقطاع كبير فى الإمدادات النفطية عن السوق ولفترة طويلة. كما توقع أن يسهم التحسن فى أداء اقتصاد الولاياتالمتحدة ونتائج أفضل فى ألمانيا والاقتصاد الصينى وأجزاء من منطقة اليورو فى أوروبا باستمرار النمو الاقتصادى العالمى عند 4.2% فى العام الحالى ، موضحا أن تزامن النمو الاقتصادى السريع إلى جانب ارتفاع أسعار السلع الأساسية يشجع التضخم فى العديد من الأسواق الناشئة بما فيها الصين والبرازيل. وقال الزنكى "إن الكارثة التى عصفت بمحطة فوكوشيما النووية شمال شرق اليابان أثارت المخاوف حول سلامة وأمن استخدام الطاقة النووية"، لافتا إلى أن آثار هذه الكارثة ستظهر بدرجات متفاوتة تتراوح بين تبنى أكثر معايير السلامة الصارمة وصولا إلى إلغاء أى مشاريع لاستخدام الطاقة النووية مستقبلا. وأكد أن شركات النفط الوطنية أصبحت اليوم من اللاعبين الرئيسيين فى تطوير صناعة النفط فى العالم وسط توقعات تبين أن احتياجات العالم لمزيد من الطاقة ستتوسع مستقبلا ، كما أن أنواع الوقود الأحفورى ستظل هى المصدر الرئيسى للطاقة الأمر الذى يتطلب من شركات النفط الوطنية رسم مستقبل سياسة العرض والطلب على النفط الخام من خلال استمرار الاستثمارات فى قطاع الاستكشاف والتطوير والإنتاج. ومن جانبه، قال رئيس المؤتمر وزير الطاقة والمناجم الفنزويلى السابق وشريك أول فى مجموعة (سى.دبليو.سى) الدكتور اليريو بارا "إن انعقاد مؤتمر قمة النفط والغاز بالكويت يأتى فى ظل ظروف استثنائية خاصة بالاحداث الجارية فى ليبيا وتوقف الإنتاج فيها والزلزال الذى ضرب اليابان وتداعياته على الطاقة النووية فى المستقبل بعد التسربات فى مفاعل فوكوشيما. وأضاف أن الأزمة المالية العالمية ألقت بظلالها على القطاع النفطى والصناعة النفطية لاسيما منذ بدايتها ، حيث شهدت أسعار النفط انخفاضا كبيرا فى أواخر عام 2008 ثم عاودت الارتفاع العام الماضى فى إشارة إلى تعافى الاقتصاد العالمى لتأتى التطورات الأخيرة فى منطقة الشرق الأوسط وترفع أسعار النفط. وحول انعكاسات الأحداث الجارية على الصناعة النفطية، قال بارا "إن إيقاف إنتاج النفط فى ليبيا وانخفاض المعروض النفطى يمكن الاستعاضة عنه من باقى دول العالم المنتجة للنفط لاسيما الدول الخليجية، إلا أن الأثار والتداعيات الكبيرة ستكون ناجمة عن الزلزال الذى حدث فى اليابان مؤخرا". وأوضح أن التوقعات المستقبلية لقطاع الطاقة تتجه إلى زيادة الطلب على الوقود الأحفورى بسبب زلزال اليابان وتأثيراته المستقبلية على الطاقة النووية وعلى خطط العديد من الدول فى مجال الطاقة النووية بما فيها خطط دول منطقة الخليج. وكانت أعمال مؤتمر قمة النفط والغاز الكويتى الذى تنظمه مؤسسة البترول الكويتى برعاية وزير النفط وزير الإعلام الشيخ أحمد العبد الله الأحمد الصباح قد انطلقت اليوم بمشاركة ممثلين عن شركات نفطية عربية وعالمية وخبراء ومهتمين بالصناعة النفطية. وتتناول جلسات المؤتمر عددا كبيرا من القضايا النفطية المهمة الخاصة بأهمية التنويع والتطوير والنمو فى الصناعة النفطية.