تسأل قارئة: أنا حاملة لفيروس الوباء الكبدى، لم أكتشف ذلك إلا قبل سنة تقريبًا، ونسبته قليلة، لكن يظهر بتحليل الزواج، وأريد الزواج وتقدم إلى أحدهم يطلب يدى، هل أخفى عليه حقيقة مرضى، لجأتُ بعد الله إلى العلماء والمشايخ، ولكن سامحهم الله لايردون على مثلى، مثل كل فتاه تحزن عندما يتزوج صديقاتها، وهى لا حظ لها ولا نصيب، أشعر بالانكسار وأحزن كثيرًا من نظرات الشفقة إذا علم أحد بأمرى، فماذا أفعل؟ يجيب عن هذا التساؤل الداعية محمد مسعد ياقوت، عضو الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين، مشيرا إلى أهمية الانشغال بالعلاج، وتأجيل فكرة الزواج قليلاً، حتى يمن الله عليك بالشفاء، ولاسيما إذا علمتِ أن ثمةَ ضررًا سينجم عن هذا الزواج، كما أشار إلى أنه لا يجوز إخفاء مرضك هذا على من تقدم لخطبتك، حتى ولو كانت نسبةُ الفيرس قليلة، كما أن الأصل فى الزواج الإباحة، ومن ثم فهو يدور حسب أحواله مع الأحكام التكليفية الخمسة على حسب ما يؤدى إليه الزواج، فهو: مباحٌ، أو مستحب، أو واجب أو مكروه أو حرام، فهو مثلاً مستحب لذوى الطوْل، وواجبٌ لمن خشى على نفسه الفتنة، وهو حرامٌ على الشخص الضعيف أو الحَصُور أو العِنِّين أو المريض مرضًا يؤذى العلاقة الزوجية، والحال كما تعلمين. أما إذا ما تأملتِ مسألة زواجك بموضوعية وإنصاف، فسوف تعلمين أنك ستتسببين فى إضرار زوجك، والمرء المحب لا يبغى خبالاً لحبيبه، وأحب لأخيك ما تحب لنفسك، والتضحيةُ شيمة من شيم العشاق الصادقين، والإسلام علّمنا أنه لا ضرر ولا ضرار، وإذا ما أردت أن تتزوجى برجل مصاب بنفس الفيرس، فالأمر ههنا يفصل فيه الأطباء المختصون، إن كان ثمة صلاحًا فلا مانع، وإن كان لا فلا.