يبدأ غدا الجمعة وزير خارجية تنزانيا برنارد ميمبى، زيارة لمصر يلتقى خلالها وزير الخارجية الدكتور نبيل العربى. وقالت السفيرة منى عمر مساعد وزير الخارجية للشئون الأفريقية: "إنه سيتم التأكيد للوزير التنزانى على التزام مصر بعلاقاتها الأفريقية فى مرحلة ما بعد ثورة 25 يناير، باعتبار أن العلاقات الأفريقية هى خيار استراتيحى لمصر، ولا يرتبط بتغير الأنظمة الحاكمة، بالإضافة إلى استعراض شتى جوانب العلاقات الثنائية، وخاصة العلاقات الاقتصادية، وبحث سبل دفعها وتطويرها فى المرحلة المقبلة. وأشارت منى عمر إلى أن زيارة وزير خارجية تنزانيا لمصر ستتطرق إلى التنسيق لعقد الدورة القادمة للجنة المشتركة بين البلدين فى القاهرة، والتى ستشمل توقيع عدد من الاتفاقيات العالقة مثل مذكرة التفاهم المنشئة للمركز الطبى المصرى التنزانى بدار السلام، ومناقشة أمكانية افتتاح فرع لجامعة الأزهر فى دار السلام، بالإضافة إلى متابعة علاقات التعاون الفنى بين البلدين، خاصة إرسال الخبراء المصريين فى مجالى الزراعة والرى إلى تنزانيا، وإعادة إحياء مشروع المزرعة النموذجية، فضلا عن تبادل وجهات النظر بشأن مستقبل الأوضاع فى منطقة شرق أفريقيا، بعد أن يتم إعلان قيام دولة جنوب السودان فى يوليو من العام الجارى، ومناقشة مطلب مصر الانضمام إلى تجمع شرق أفريقيا بصفة مراقب، وتنسيق المواقف بشأن الموضوعات المطروحة على جدول أعمال قمة الاتحاد الأفريقيى المقبلة والمقرر عقدها فى شهر يوليو المقبل بغينيا الاستوائية. ولفتت السفيرة منى عمر إلى أنها ستقوم الاثنين المقبل بزيارة إلى دولة الكونغو الديمقراطية، التى تحظى باهتمام مصرى خاص باعتبارها الدولة الوحيدة بجانب مصر والسودان التى لم توقع حتى الآن على الاتفاقية الإطارية لدول حوض النيل، وتتمسك بموقفها تجاه مصر فى هذا الشأن، مشيرة إلى أنها ستلتقى خلال زيارتها بوزراء الخارجية والتعاون الدولى ووزير البيئة المختص بموضوعات المياه ووزير الصحة، لبحث إنشاء مستشفى مصرى فى الكونغو، بالإضافة إلى وزير الطاقة، لاستكمال الحديث عن إنشاء محطة كهربائية فى الكونغو. وأعلنت مساعدة وزير الخارجية أنه سيتم الإعلان خلال الزيارة عن تقديم معونة مصرية للكونغو، عبارة عن جرارات زراعية وشحنة أدوية. وقالت السفيرة منى عمر أن الكونغو لديها الآن أهم سد فى أفريقيا لتوليد الكهرباء، وهو سد "إينجا" الذى ساهمت فيه مصر بإعداد دراسة الجدوى الخاصة به أوائل الثمانينات، موضحة أن مصر تدرس إمكانية استيراد الكهرباء من الكونغو من خلال مد شبكات الكهرباء بين البلدين، فى ظل توجه مصر لتدعيم علاقاتها الاقتصادية مع دول حوض النيل، والتى يندرج تحتها بند إمكانية استيراد الكهرباء من هذه الدول. وردا على سؤال حول إن كانت ثورة 25 يناير قد أثرت إيجابيا على علاقات مصر بدول حوض النيل، قالت السفيرة منى عمر: "إن الخارجية يصلها ردود فعل من سفراء مصر بهذه الدول تفيد بأن أسلوب تعامل هذه الدول اختلف، وهناك ترحيب تام وأشادة كاملة للتغيير الديمقراطى الذى حدث فى مصر". وأشارت منى عمر إلى أن وزير الخارجية الدكتور نبيل العربى سبق وأن وجّه الأسبوع الماضى رسائل شفهية لنظرائه فى كافة الدول الافريقية، أكد خلالها على أن العلاقات الأفريقية تحتل أولوية مطلقة بالنسبة لمصر، وأنه جارى صياغة استراتيجية جديدة للعمل المصرى فى أفريقيا تحقق أهداف مصر وهذه الدول.