أكد دكتور خضر أبو قورة مستشار معهد التخطيط، أن المجتمع لم يكن يستطيع أن يدخل عصر النهضة فى ظل النظام الديكتاتورى الذى كان سائدا قبل 25 يناير، لافتا إلى أن استبداد وفساد النظام السابق تسبب فى هدم منظومة القيم المصرية والإخفاق فى تحقيق التنمية لأربعين عاما الماضية. وأشار خلال الندوة التى عقدها المعهد اليوم الثلاثاء، بعنوان: "المجتمع المصرى بين الثورة والنهضة"، إلى أن المصريين جميعا كانوا فى حالة "اغتراب" فى وطنهم ويشعرون بأنها ليست بلدهم كما يفضل بعضهم الموت غرقا بدلا من الحياة فى منظومة من الفساد، مضيفا أن الثورة تعد شهادة ميلاد جديدة للمصريين لتوجيه طاقاتهم إلى النهضة والتنمية والتحول إلى النظام السياسى خادم الشعب بدلا من أن يكون "سيدا عليه". ووصف قورة الفترة الماضية ب "انسداد النهضة"، والتى تحول فيها المجتمع المصرى إلى دولة رخوة فقدت دورها الوطنى والإقليمى، وهو ما أدى إلى فقدها مكتسباتها الماضية فى قضية المياه، فى إشارة إلى ملف مياه النيل التى تواجه فيه مصر صعوبة حاليا، مشيرا أن مصر تحولت وكأنها مقاطعة فى القرون الوسطى فى ظل النظام السابق ولم تستطع اللحاق بركب الحضارة فى القرن الواحد والعشرين، لافتا إلى أن دولا كانت أقل من مصر منذ الستينات، إلا أنها استطاعت اللحاق بركب التقدم والتنمية فى الوقت الذى بقيت فيه مصر "على مسطبة التاريخ"، بحسب تعبيره. ومن جانبه قال دكتور أحمد حسام الدين، أستاذ الاجتماع بمعهد التخطيط، أنه لم يكن أحد يصدق أن تؤدى الثورة إلى إسقاط النظام وشدد على ضرورة الانتباه لعمليات إجهاض الثورة، منها زيادة معدل المطالب الفئوية وبقاء فلول الحزب الوطنى من خلال رموزه التى مازالت باقية على السطح، محذرا من تحول الثورة إلى فوضى تقضى على الأخضر واليابس.