فجأة أجدنى أتذكر قابيل وأخيه هابيل والجريمة التى قام بها الأول بسبب الحقد على أخيه، ومن ثمّ إقدامه على قتله.. وهنا يسجل قابيل اسمه فى سجل التاريخ بعد إبليس مباشراً.. حيث أن إبليس هو رمز الغواية التى تعمل على إفساد الناس كل الناس، وخصوصاً من لم تصبه تلك الغواية، ورغم ذلك يعد الشعب المصرى هو الشعب الوحيد فى العالم الذى يحتفى بهذا القاتل. أقول تذكرت قابيل بعد أن خرج عبود الزمر من السجن، وهذا الاحتفال الأسطورى الذى لقيه من وسائل الإعلام، وكأن عبود الزمر كان محبوسا فى إسرائيل.. حيث كان أسيرا هناك، أو قبض عليه فى قضية تجسس لصالح مصر؟ أن الذى قام به عبود الزمر وزملاؤه أدخل مصر فى دوامة استمرت لمدة وصلت إلى 30 عاماً، من اللا أمن واللا تقدم واللا ديمقراطية. فإن كان عبود قد خرج من محبسه بعد انتهاء فترة حبسه التى قضاها لاشتراكه فى جريمة قتل رمز مصرى صرف، فكان يجب أن يوضع فى مكانه الطبيعى وهو أن يعيش ويتحرك بين الناس كما الإنسان العادى المنبوذ وليس مثل الأبطال.. فها هو الزمر يخرج من محبسه ويتم تحويله إلى بطل أسطورى وهى كارثة ، تلك التى تعيش وتدور فيها مصر، وكأنه مكتوب عليها أن تكون هكذا أبدا الدهر، مفعول بها وليست فاعلة، فالكل يجز على أسنانه لكى يقطم أكبر قطعة من جسد مصر الغلبانة بناسها وحكومتها وإعلاميها ومشايخها.