رصدت شركة "أوبرا سوفت وير" المتخصصة فى البرمجيات وأبحاث الإنترنت، ما سمته "القوة الهائلة لاستخدام شبكة ويب المحمول فى مصر لمتابعة الأحداث خلال شهرى يناير وفبراير". وأشار تقرير على موقع الشركة إلى التأثير القوى الذى حققته مواقع إلكترونية ذات مصداقية وشهرة واسعة فى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بينها مواقع فيس بوك وتويتر والجزيرة والدستور والمصرى اليوم واليوم السابع ومصراوى وإيجى نيوز والشروق. وسلط التقرير الضوء على بعض النقاط المثيرة للاهتمام فى استخدام الإنترنت عبر الهاتف المحمول فى الشرق الأوسط، بإلقاء نظرة فاحصة على بعض المواقع ذات الصلة التى زارها المستخدمون لبرنامج أوبرا مينى فى مصر. وأوضح التقرير أن عددا من مواقع الأخبار - مثل الجزيرة، الدستور واليوم السابع والمصرى اليوم، والشروق- أظهرت زيادة كبيرة فى التصفح على حد سواء أثناء وبعد الثورة. كما أظهر مصراوى، أكبر بوابة مصرية على الإنترنت، زيادة فى عدد التصفح. وأكد التقرير انخفاض تأثير واسع النطاق للإنترنت فى مصر بعد قطعه عنها ما بين يومى 28 يناير و2 فبراير وعزلها عن بقية العالم، ولكن بمجرد استعادة الإنترنت فى مصر، استردت المواقع الإخبارية والاجتماعية عافيتها بسرعة، وفى بعض الحالات، ارتفعت نسبة التصفح إلى مستويات أعلى منها قبل قطع الإنترنت. كما رصد التقرير ما يعتقده البعض من أن الفيس بوك كان له دور أساسى فى التخطيط والتنظيم لحركة المعارضة فى مصر، ورصد التقرير زيادة كبيرة فى استخدام الفيس بوك بشكل واضح أثناء وبعد الثورة وكذلك تويتر. وأشار التقرير إلى أن جميع المواقع البارزة فى مصر تأثرت بانقطاع الإنترنت فى هذه الفترة وكل موقع سجل تقريبا فى الأيام ما بين 28 يناير و 2 فبراير "صفر" فى عدد المستخدمين، وكان الاستثناء الوحيد للفيس بوك فى بعض الأيام. وقال جون فون تيتزشنر، المؤسس المشارك، لبرمجيات أوبرا أن الناس أصبحت تعتمد أكثر على شبكة الإنترنت كمصدر رئيسى للأنباء وأداة للتغيير الاجتماعى، وخاصة بالنسبة للأشخاص الذين تتوفر لديهم خدمة الإنترنت بشكل متواصل مما يمكنهم من الوصول إلى أحدث المعلومات فى النقاط الساخنة حول العالم. وأشار الموقع إلى الاستخدام الواسع النطاق لشبكة الإنترنت خلال الشهرين الماضيين فى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا التى شهدت ثورات متتالية فى دول مثل تونس ومصر والآن فى ليبيا، لأمرين رئيسيين سواء لحشد وتنظيم الحركات أو لإرسال رسائل إلى العالم والحصول على دعم الشعوب الأخرى. وأضاف الموقع أن البعض يعتقد أنه هذا التغير السياسى السريع لم يكن ليحدث لولا الإنترنت.وأشارت الإحصائيات التى قامت بها الشركة إلى استمرار زيادة الاطلاع على بعض المواقع حتى بعد انتهاء الاحتجاجات ولم يقتصر ذلك على أحداث ميدان التحرير. ومع الاتصالات الفورية على مستوى العالم لم تقتصر متابعة أحداث ميدان التحرير على وسيلة إعلامية كما فى السابق، بل انتقلت إلى أجهزة المحمول والمواقع الإلكترونية وأصبحت تجربة يتم تداولها من شخص لآخر.