أعلن مارك زوكيربيرج، مؤسس فيس بوك، على مساحة صفحة كاملة فى عدة صحف أمريكية، اعتذاره عن تسريب بيانات ملايين المستخدمين لخدمة الحملة الانتخابية لبعض مرشحى الانتخابات الرئاسية الأمريكية فى 2016، متعهدا باتخاذ إجراءات جديدة لحماية هذه البيانات وكتب يقول "إن لم نكن قادرين.. فإننا لا نستحقها". وعلق توم ويلر، رئيس لجنة الاتصالات الفيدرالية الأمريكية السابق، فى مقاله بصحيفة نيويورك تايمز، اليوم الاثنين، أن ما يهم الآن هو طرح السؤال "لماذا لا نملك كمستهلكين وسائل فعالة لحماية تلك البيانات من الاستيلاء عليها وبيعها لشركات أخرى؟".
ويشير ويلر، إلى أنه فى الوقت الذى لم تفعل فيه الحكومة الأمريكية الكثير لمساعدة المستخدمين فى هذا الصدد، فإن الاتحاد الأوروبى يتعامل مع المشكلة بشكل مختلف. وبدءًا من شهر مايو، ستدخل اللائحة العامة لحماية البيانات الخاصة به حيز التنفيذ فى الدول ال 28 الأعضاء فيها.
ولفت رئيس لجنة الاتصالات الفيدرالية الأمريكية السابق، إلى أن اللائحة قوية فى بساطتها: فهى تضمن أن المستهلكين يمتلكون معلوماتهم الخاصة وبالتالى لديهم الحق فى التحكم فى استخدامها وأن شركات الإنترنت عليها التزام بمنح المستهلكين الأدوات اللازمة لممارسة تلك السيطرة.
وتتطلب القواعد الأوروبية، على سبيل المثال، من الشركات تقديم وصف بسيط لممارسات جمع المعلومات الخاصة بها، بما فى ذلك كيفية استخدام البيانات، وكذلك جعل المستخدمين "يختارون" صراحة عما إذا كانوا يوافقون على جمع معلوماتهم. كما تعطى القواعد للمستهلكين الحق فى معرفة المعلومات المتعلقة بهم، والقدرة على حذف تلك المعلومات.
ويكشف ويلر، الذى تولى رئاسة لجنة الاتصالات الفيدرالية الأمريكية حتى 2017، عن فرض اللجنة متطلبات شبيهة على شركات التكنولوجية فى 2016، غير أن الأمر باء بالفشل بعد ضغط من هذه الشركات على أعضاء الكونجرس. وأوضح أن الكونجرس مرر قانون، هذا العام، وقعه الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، يحظر لجنة الاتصالات الفيدرالية من فرض مثل هذه المتطلبات.
ولحسن الحظ، فإن قانون الاتحاد الأوروبى سوف يساعد الأمريكيين بطريقة غير مباشرة نوعًا ما. ففى غضون أسابيع قليلة فقط، سيتعين على فيس بوك وجوجل وجميع شركات التكنولوجيا الأخرى التى تجمع معلوماتنا الخاصة، السماح للعملاء الأوروبيين بالحماية. ويقول الكاتب أنه فى عالم مترابط حيث لا يحترم الرمز الرقمى الحدود الجغرافية أو الوطنية، سيكون لهذا بالتأكيد تأثير عالمى إيجابى.