نظم المنتدى الدولى للاتصال الحكومى فى دورته السابعة التى تقام فعالياتها فى مركز إكسبو الشارقة تحت شعار "الألفية الرقمية.. إلى أين؟" عددا من الجلسات التفاعلية أبرزها بعنوان "الدبلوماسية الرقمية فى الاتصال الحكومى"، وكذلك الكاريزما الإعلامية. بالنسبة لجلسة الدبلوماسية الرقمية، قدمها الدكتور محمد عايش، رئيس قسم الاتصال الجماهيرى فى الجامعة الأمريكية فى الشارقة، وناقش فيها مفهوم الدبلوماسية الرقمية كأحد أشكال التواصل الدبلوماسى الناشئ فى العالم، واستعرض نماذج العمل فى ظل التغيرات المستمرة فى عالم الاتصال.
وقال عايش "إن الدبلوماسية الرقمية امتداد للدبلوماسية التقليدية والعامة فى الاتصال بين الجهات الرسمية فى الدول، وتتميز الاتصالات -وفق نموذج الدبلوماسية الرقمية- بأن الاتصالات فيها مفتوحة ومباشرة وتفاعلية، وتؤسس على المدين المتوسط والطويل لخلق قوة ناعمة تخدم أهداف الدول وتوجهاتها الدولية.
وذكر عايش خلال الجلسة أن الدبلوماسية الرقمية نتاج لثورة المعلومات والاتصالات ،وتعد استراتيجية إبداعية فى المقام الأول، إذ تستند على التحليلات الاجتماعية لوسائل التواصل الرقمية، موضحا أن خطط الدبلوماسية الرقمية يجب أن تنصب على السياسة الخارجية والعلاقات الدولية القائمة على بناء الرأى العام من جهة وعلى الصورة الذهنية، والوسم الوطنى من جهة أخرى، لتشكيل القوة الناعمة المؤثرة.
وأشار إلى أن الدبلوماسية الرقمية يجب أن تكون إبداعية لأنها تتطلب قدرات ومهارات ابتكارية فى التخطيط والتطوير على مستوى المحتوى والتواصل مع الجماهير باستخدام وسائل تفاعلية، إذ تسعى إلى تحقيق أهداف الدولة وتوجهاتها الداخلية والخارجية.
وقال عايش: "تتجلى الدبلوماسية الرقمية فى المواقع الإلكترونية لوزارات الخارجية والسفارات والقنصليات والهيئات والحسابات الاجتماعية للوزارات وغيرها من حسابات المسؤولين فيها"، مشيرا إلى أن الدبلوماسية الرقمية تعد حديثة العهد، إذ لا يتجاوز عمرها العشر سنوات.
وأوضح رئيس قسم الاتصال الجماهيرى فى الجامعة الأمريكية فى الشارقة أن الدبلوماسية الرقمية تقوم على نموذج الاتصال الرقمى المبادر أو المتراجع ثم التغذية الراجعة، والتحليلات الاجتماعية القائمة على حجم المشاركة التفاعلية، ثم تأتى عملية التأثير المعروف بالقوة الناعمة العاملة على توجيه الإدراكات والآراء والقيم والاتجاهات وصولا إلى إنتاج بيئة خارجية متعاونة وصديقة على صعيد السياسات الخارجية.
وتوقف عند مفهوم القوة الناعمة بقوله: "قدم أستاذ العلوم السياسية جوزيف ناى فى العام 1990 تعريفا للقوة الناعمة، أوضح فيه أنها القدرة على الحصول على ما تريد من خلال الجذب والإقناع وليس بالقسر، والإكراه والتشارك فى القوة مع الآخرين أكثر فعالية من ممارسة القوة بحقهم".
وقدم عايش بعض النصائح لتوظيف الدبلوماسية الرقمية، إذ أشار إلى أنه يجب تعزيز الجانب المرئى فى التواصل، لأن الصورة تؤثر أكثر من الكتابة، والتفكير خارج الصندوق، وتقديم حلول مبتكرة فى التواصل وتوظيف التسلية والترفيه فى التواصل، وتكييف المحتوى وفق الوسيلة المستخدمة، وتفعيل الحسابات وعدم تركها مهجورة لفترات طويلة، إلى جانب المحافظة على الوجه الإنسانى فى عملية التواصل وتأكيد أهمية الحوار التفاعلى فى التواصل باتجاهين إلى جانب تأكيد استمرارية تدفق المحتوى وتوخى الفصل بين الرأى الشخصى والرسمى.
أما بالنسبة جلسة الكاريزما الإعلامية فقد أشرف عليها نادى الشارقة للصحافة، التابع للمكتب الإعلامى لحكومة الشارقة، وقدمها الإعلامى اللبنانى نيشان، مفهوم وأهمية الكاريزما الإعلامية، وكيفية التأثير الإيجابى للإعلامى ومسؤول الاتصال الحكومى، والمهارات التى ينبغى توفرها فى المحاور الجيد.
وأوضح نيشان أن الكاريزما الإعلامية، هى السمة الأهم للتأثير فى الآخرين، ويجب على الإعلامى الناجح التحلى بها لإقناع الجمهور وإيصال الرسائل الاتصالية بشكل واضح وشفاف ودقيق.
وشهدت الجلسة حضورًا كبيرًا من الشباب والمتخصصين والمهتمين بقطاع الإعلام، ولاقت تفاعلا كبيرًا وتبادل للأسئلة ووجهات النظر حول مفاهيم ومقومات الكاريزما.
و أعرب نيشان عن سعادته بالمشاركة فى فعاليات الدورة السابعة من المنتدى الدولى للاتصال الحكومى متقدمًا بالشكر إلى نادى الشارقة للصحافة على دعوته لتلك الجلسة الهامة.
