هن مثابرات مكافحات يستحققن عن جدارة لقب بطلات، فرغم إعاقتهن إلا أن ذلك لم يمنعهن من تحقيق طموحاتهن وتحدى الصعب ليكملن مراحل تعليمهن المختلفة، ويثابرن من أجل تقلد وظائف حكومية، ويبذلن جهدا غير مسبوق من أجل تحقيق مستقبل أفضل لهن ولأسرهن ولأبنائهن ليصبحن فى عام المعاقين وذوى الاحتياجات الخاصة نماذج مشرفة يحتذى به. فعلى الرغم من إصابتهن بشلل الأطفال، إلا أنهن تعاملن مع المرض بتفاهم وتقبل، وتقبلهن لتلك الإعاقة خلق منهن فتيات مختلفات، فى الوقت الذى استسلمت فيه أخريات للإعاقة الجسمية، إلا أن هؤلاء لم تمنعهن الإعاقة الجسدية من تحقيق حلم العقل ولم تؤثر الإعاقة الجسدية على العقل.
وقالت حنان بقطر خليل 31 عاما، إنها تعانى من مرض شلل الأطفال والذى ظهر لديها فى عمر العامين، موضحة أن بداية الإصابة بالمرض كانت بإعطائها حقنة عن طريق الخطأ ومن سن ال 3 سنوات وحتى ال13 عاما تعامل أهلها مع هذا المرض بالعمليات ولكن فى تلك الفترة لم يتأخر أهلها عن الوقوف بجانبها ومساندتها على تقبل المرض، حتى وأن لم يتم التعافى منه.
وأضافت حنان: استمر أهلى بمساعدتى حتى حصلت على دبلوم التجارة، وكنت أيضا أحاول تلقى العلاج فى معهد شلل الأطفال بالقاهرة.
وتابعت: بعد إجراء عدد من العمليات وفشلها فكرت فى العمل ولكن انتابتنى حالة من الخوف من مواجهة الناس والمجتمع بهذا المرض خاصة وأن المجتمع ينظر إلى الفتيات المصابات بشلل الأطفال، ولكن بعدها أخذت القرار وقررت أن أواجه المجتمع بتلك الإعاقة وبدأت البحث عن العمل، وقمت بتقديم طلب فى مشروعات المحافظة فى 2011 وبعد الموافقة على العمل قررت أن أواصل التعليم فى المجال الذى أرغب به فقدمت على التعليم المفتوح وحاليا أدرس فى الفرقة الثالثة بكلية الآداب قسم الإعلام.
وفاء ربيع صاحبة ال 22 عاما ابنة قرية عرب الشيخ عون الله بمركز القوصية لديها أسرة مكونة من 12فردا وعلى الرغم من إعاقتها السمعية وفقدها للنطق إلا أنها استطاعت أن تحصل على ميداليات ذهبية وترفع اسم مصر، حتى أنها حصلت على دعوة رسمية من الرئيس عبد الفتاح لحضور حفل افتتاح قناة السويس وقتها.
وقال والدها ربيع سالم أنه لديه 8 من البنات منهن اثنتين مصابات بإعاقة سمعية وفقدان للنطق، مضيفا قائلا:" رزقنى الله بابنتى وفاء وبعد ولادتها بدأت تظهر عليها أعراض الإعاقة السمعية فقررت أن ألحقها بمركز التأهيل المهنى بمدينة الفتح لتدريبها على مهنة الخياطة وكان عمرها حينذاك 7 سنوات.
ويكمل والد وفاء: بدأ المركز الذى التحقت به للتدريب بجانب الحرفة تدريبها على أنشطة معينة ووجدوا انجذابا كبيرا منها ناحية لعبتى التنس والتانورة فكثفوا جهودهما معها وبالفعل أحرزت تقدما كبيرا فيهما وفى عام 2006 وكان عمرها 11 عاما اشتركت فى بطولة للتنس ومقرها دولة الإمارات العربية وحصلت على المركز الثانى، وقد قام محافظ أسيوط وقتها بتكريمها ومنحها مكافأة 100جنيه عبارة عن 10 شهادات استثمار.
وأضاف والد وفاء أنها اشتركت فى عام 2010 فى البطولة الإقليمية لتنس الطاولة ومقرها دولة سوريا الشقيقة وفيها حصلت على المركز الثانى على مستوى الوطن العربى ونالت الميدالية الفضية، وفى 2014 حصلت على الميدالية الذهبية فى البطولة الإقليمية التى نظمتها مصر، وفى عام 2015 اشتركت فى بطولة ألعاب ومسابقات الاوليمبياد الخاص والتى أقيمت بلوس أنجلوس بأمريكا وحصلت فيها على 3 ميداليات 2 ميدالية ذهبية وثالثة فضية، كما حصلت على عدد من الميداليات الذهبية فى المسابقات المحلية كما اشتركت فى ألعاب ومسابقات الاوليمبياد الخاص"الألعاب الوطنية 2017 "باستاد القاهرة والمركز الدولى للبولينج عام 2017 وحصلت فيها على الميدالية البرونزية تنس الطاولة زوجى موحد.
غادة محمد 31 سنة تعمل باحث شئون إدارية بقطاع الصحة بإدارة شرق أسيوط، بالإضافة إلى أنها رئيس مجلس إدارة جمعية الابتسام للأشخاص من ذوى الإعاقة بمركز ساحل سليم، تقول: من سن سنتين بدأت تظهر لدى أعراض شلل الأطفال والذى كان نتيجة حقنة خطأ، إلا أن الحقنة أصابت كامل الجسد بالشلل التام والشلل لخلايا الأعصاب والمخ الخاصة بالحركة.
وتكمل غادة: حاولت أسرتى علاجى لكنها فشلت وبعد بلوغ سنى عند الخامسة بدأت أتعايش مع إعاقتى التى اقتصرت مع العلاج على شلل أطفال بطرف واحد ولكننى ثابرت بالتعليم منذ المرحلة الابتدائية وواجهت تلك الإعاقة حتى حصلت على ليسانس الآداب قسم الاجتماع، وحاليا أدرس تمهيدى ماجستير بكلية التربية فى التربية الخاصة وصعوبات التعلم، ووجهت نصيحة لكل الفتيات بأن تتحدى إعاقتها مهما كانت وتتفوق عليها وتواجه المجتمع بما أعطاها الله من مميزات أخرى.
وقالت المهندسة جيهان أحمد عمار نائب رئيس جهاز مدينة أسيوط الجديدة، أنها تخرجت عام 1998 من كلية الهندسة جامعة أسيوط، مضيفة أنها تم تعيينها عقب تخرجها مباشرة فى جهاز أسيوط، وتدرجت فى مناصب عدة داخل الجهاز، منها المكتب الفنى لإدارة المشروعات بالجهاز، والإدارة العقارية، وإدارة التراخى، وتعد هذه الإدارات الثلاث من أهم الإدارات وأصعبها داخل أى جهاز.
وأضافت أنه رغم كونى معاقة، لكنى لم اشعر بذلك منذ بداية تعيينى، فالإصرار والتحدى دائما كنت أضعهما هدفا أمام عيناى من أجل إنجاز الصعب وتحدى الواقع. وقالت أن زملائها ورؤسائها داخل العمل بداية من الوزير مرورا بنوابه ورئيس الجهاز قدموا لها كافة المساعدات من أجل تحقيق حلمها، كما أن رئيس الجهاز كان يسند لها أعمالا كثيرة حتى لا تشعر بأنها معاقة أو أقل من زملائها.
وأوضحت: توليت منصب نائب رئيس جهاز أسيوط فى شهر أكتوبر 2015، ووضعت خطة عندما توليت تلك المسئولية حتى أكون عند حسن ظن وثقة رؤسائى الذين وقفوا بجانبى وقدموا لى كل الدعم وعلى رأسهم المهندس نائب رئيس الهيئة، ورئيس الجهاز وغيرهم.
وحول المعوقات التى واجهتها، أكدت المهندسة جيهان، أن أبرز المعوقات التى كانت تواجهها، بجانب أنها معاقة، كونها إمرأة فمن الصعب تولى امراة منصب قيادى فى محافظة من محافظات الصعيد، وهذا واجهته بالإصرار والتحدى لنفسها قبل غيرها، مضيفة:"كنت دائما ما أتواجد داخل مواقع المشروعات ورفضت أن ارتدى أى أدوات مساعدة من أجهزة أو خلافة حتى لا أشعر بالعجز أو بالإعاقة تجاه نفسى، وكنت أعمل لمدة 12 و16 ساعة يوميا مع فريق العمل.
فاطمة مكرم زكريا 30 سنة، أصيبت كمثيلاتها حينذاك بشلل الأطفال نتيجة حقن خطأ، وقالت: لم يتوقع أحد إصابتى ولكنى وأهلى تقبلنا الأمر الواقع وقمت بالتعامل مع إعاقتى وتركيب طرف صناعى ولم يعى الأمر لى بعد ذلك أى اهتمام.
وأضافت: تعاملت مع إعاقتى بشكل طبيعى وحصلت على الدبلوم وأهلى بعدها رفضوا إلحاقى بالكلية فقط من أجل خوفهم على من المواصلات، وحاليا أعمل موظفة بالمحافظة، بالإضافة إلى عشقى لممارسة الرياضة. وفاء ربيع
