فى الوقت الذى أكد فيه مجدى راضى، المتحدث الرسمى باسم مجلس الوزراء، فى أول يوم رسمى للدكتور عصام شرف رئيس حكومة تسيير الأعمال الجديد أن التشكيلة الجديدة للحكومة لن يتم الإعلان عنها (رسمياً) قبل نهاية الأسبوع الجارى- انتشرت تسريبات بأن التشكيل الجديد سيخلو تماماً من كل الوجوه القديمة، المرفوضة شعبياً والمحسوبة على نظام الرئيس السابق حسنى مبارك. استبق «شرف» التكهنات وحسم حقيبة وزارة الداخلية مبكراً، حيث أطاح باللواء محمود وجدى الذى جاء خلفاً لحبيب العادلى، وكلف اللواء منصور عيسوى بإدارة شؤونها. وبعيداً عن وزارة الداخلية، فمن المؤكد، بحسب مصادر، أن «شرف» سيبقى على عدد كبير من الوزراء الحاليين الذى حلفوا اليمين أمام المشير طنطاوى، رئيس المجلس العسكرى، خاصة د.عمرو عزت سلامة وزير البحث العلمى، الذى سيتولى أيضا التكنولولجيا والتعليم العالى إلى جانب البحث العلمى فى وزارة واحدة، على أن تستقل وزارة التربية والتعليم كما كانت ويتولى شؤونها د.أحمد جمال الدين موسى، كما سيبقى على د.سمير رضوان وزير المالية، وهؤلاء الثلاثة هم أول من التقاهم «شرف» بمكتبه، السبت الماضى. وبحسب المصادر ذاتها، فإن هناك عائقاً يقف أمام حملة التطهير- من «رجال مبارك»- التى يقودها «شرف» للتخلص من وزير الخارجية أحمد أبوالغيط، الموضوع على رأس الوزراء الذين يطالب شباب الثورة بالإطاحة بهم، وهو أن هناك من يرى الإبقاء على «أبوالغيط» باعتباره يحمل حقيبة وزارة سيادية لها طابعها الخاص، وفى يده ملفات استراتيجية عديدة يجب أن يستكملها، خصوصاً أن الرجل (أبوالغيط) قام-بحسب المصادر- ببذل مجهود جبار خلال الفترة الماضية وأجرى عدداً من الاتصالات مع شخصيات رفيعة المستوى فى 6 دول، أنقذت مصر من كارثة غذائية؛ إلا أن «شرف» يفضل التضحية ب«أبوالغيط»، وتكليف السفير نبيل العربى رئيس مركز التحكيم الدولى والقاضى السابق بمحكمة العدل الدولية، بحمل حقيبة «الخارجية»، وهو الرجل الذى قام عام 2009 بإعداد الملف المصرى القانونى لاستعادة تمثال الملكة نفرتيتى من برلين بألمانيا. وفى منصب وزير العدل، يفاضل «شرف» بين ثلاثة رجال هم المستشار أحمد مكى، نائب رئيس محكمة النقض، الذى يمثل تيار الاستقلال، والمستشار الدكتور سرى صيام، رئيس مجلس القضاء الأعلى، والمستشار محمود أبوالليل وزير العدل السابق فى الفترة من 2004 إلى 2006. كما يظهر فى الصورة بقوة المستشار الدكتور عادل قورة، وهو واحد من كبار شيوخ القضاء فى مصر، تولى منصب رئيس المجلس الأعلى للقضاء ورئيس محكمة النقض، واختير رئيساً للجنة القومية لتقصى حقائق الاعتداء على المتظاهرين بميدان التحرير وأعمال التخريب التى واكبت ثورة الشباب السلمية منذ يوم 25 يناير. وتشير التوقعات إلى أن الكاتبة الصحفية سكينة فؤاد، مرشحة لحقيبة وزارة الثقافة، وإن كان هناك أنباء تواترت على مدار اليومين الماضيين بأن حقيبة هذه الوزارة لن تخرج من بين شخصيتين الأول (وهو الأقرب) د.عماد أبوغازى، الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة، والثانى د.أحمد نوار الرئيس السابق للهيئة العامة لقصور الثقافة، فيما رجحت المصادر أن تدمج وزارتا الثقافة والآثار فى وزارة واحدة بهذا الاسم، بما يعنى خروج الدكتور زاهى حواس من التشكيلة الجديدة. وإلى جانب ذلك، يتردد بقوة أن يستغنى «شرف» عن خدمات كل من د.حسن يونس وزير الكهرباء ود.سيد مشعل وزير الدولة للإنتاج الحربى، والمهندس ماجد جورج وزير البيئة، ومحمود لطيف وزير البترول وإسماعيل فهمى وزير القوى العاملة، وفايزة أبوالنجا وزيرة التعاون الدولى، وسوف يكلف فى هذه المناصب أشخاصا متخصصين، تنفيذاً لتعهدات الحكومة ب«تكنوقراطيتها». وأشارت المصادر، إلى أن «شرف» طلب الدخول فى مفاوضات جديدة مع د.عمرو حمزاوى، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، لتولى شؤون وزارة الشباب، بعدما تم ترشيحه من قبل فى حكومة شفيق، إلا أنه تم استبعاده فى اللحظات الأخيرة. ويبقى الفقيه الدستورى د.يحيى الجمل، الذى جاء به المجلس الأعلى للقوات المسلحة نائباً لرئيس الوزراء فى حكومة شفيق السابقة، بمثابة كبير العائلة، وهو ما حرص عليه «شفيق» ثم «شرف»، وبالتالى فمن الصعب أن يتم التفريط فيه أو الاستغناء عن خدماته فى حكومة «شرف» أو من يتولى بعدها.