قالت صحيفة الجارديان البريطانية، إن ثورة مصر لا تعنى شيئاً ما لم تكن النساء تشعرن بالحرية فى هذا البلد. وتحدثت الكاتبة جومانا يونس، الناشطة التى تعيش بالقاهرة، فى مقالها بالصحيفة عما تعرضت له المظاهرة التى احتفلت باليوم العالمى للمرأة أمس، الثلاثاء، فى ميدان التحرير من اعتداء أكثر من 200 رجل على المشاركات فى المظاهرة وتحرش بعضهم بهن جنسياً دون تدخل من قبل رجال الشرطة أو الجيش. وتوضح الكاتبة التى شاركت بدورها فى هذه المظاهرات، أن الهدف منها كان الاحتجاج على مشكلة التحرش الجنسى المنتشرة فى مصر، والاحتجاج على كثير من العوائق التى تقف أمام المرأة فى الحياة العامة وعلى التيار المحافظ السائد الذى يحد من حرية المرأة فى المجتمع ككل. وردد النساء الشعارات التى استخدمتها الثورة نفسها، ودعين إلى الحرية والعدالة والمساواة، غير أن تلك المظاهرة سرعان ما جذبت احتجاجاً مضاداً. واستعرضت الكاتبة بعض مظاهر الهجوم الذى تعرضت له المظاهرة النسائية، وقالت إن الكثير من النساء تم سحبهن بشكل فردى من قبل مجموعات صغيرة من الرجال الذين هاجمهن، والبعض منهن سقطن على الأرض وتعرض لمحاولات سرقة ممتلكاتهن. ودعت يونس إلى عدم السماح بالاستمرار فى احتقار المرأة فى مصر الجديدة، قائلة إن قضايا المرأة تتراجع مرة أخرى إلى مؤخرة جدول الأعمال، فالكل يتحدث عن ضرورة إنهاء الفساد أولا ووجود حرية سياسية. لكن النساء قلن كلمتهن يوم الثلاثاء، "لقد حان الوقت الآن، لا توجد حرية للرجال دون الحرية والمساواة للمرأة". ومضت الكاتبة فى القول، إن المجتمع لا يكون حراً ما لم تستطع المرأة أن تمشى فى شوارعه دون أن تخشى من التعرض لمضايقات واعتداءات أو حتى تحرش، فالمرأة لها الحق فى المشاركة فى المجتمع المصرى على قدم المساواة مع الرجل. وهذه الثورة لن تحقق شيئاً ما لم تعترف بحق المرأة المصرية فى الوجود وفى التظاهر والعمل والعيش والمشى فى الشوارع بكرامة.