استبعد السيناتور الأمريكى جون ماكين، عضو الكونجرس الأمريكى إمكانية سيطرة "أية عناصر متطرفة" على السلطة فى مصر، وقال "ما حدث فى مصر رغم أنه ثورة ديمقراطية إلا أنه يشكل تحديا، وما يقلقنا هو وصول أى جهة متطرفة للحكم أو اختطاف الثورة وهو ما حدث فى دول أخرى، ولا أظن أنه سيحدث ذلك فى مصر التى لديها قادة عظماء وتاريخ وثقافة كبيرة منتشرة فى العالم". وأردف "كل هذه العناصر ستمنع حدوث هذه المخاوف، والمهم أن تستمر هذه الثورة"، جاء ذلك فى تصريحات صحفية أدلى بها اليوم مع مواطنه السيناتور جوزيف ليبرمان عضو الكونجرس الأمريكى المستقل فى ختام محادثات جرت بمقر الجامعة العربية اليوم الأحد مع الأمين العام للجامعة عمرو موسى. واتفق معه السيناتور جوزيف ليبرمان، فى رده على السؤال الخاص بمدى حدوث تخوف أمريكى من وصول جماعة "الإخوان المسلمين" إلى الحكم، وقال: "تحدثنا عن ذلك، لكن الديمقراطية بها اختيارات، وهذه الاختيارات هى التى يحددها الشعب المصرى، وهذا الشعب حارب كثيرا لتحقيق هذه الثورة، ولا يجب على القوى السياسية فى مصر سواء كانت من اليمن أو اليسار أو العلمانيين أو أصحاب الفكر الدينى أن يقفزوا على الثورة أو يختطفوها"، وأضاف "الشعب هو من يحدد حكومته ومصيره". وردا على سؤال حول الموقف الأمريكى للأحداث فى ليبيا، قال ماكين: "إن ما ورد فى قرار مجلس الأمن مهم جدا، ولا بد من وجود منطقة حظر طيران فوق طرابلس لمنع الطيران المدنى أو الهليكوبتر، ولا بد من تشكيل حكومة انتقالية فى ليبيا، ونحن سوف ندعمها، وهذه رسالة واضحة، إلى جانب ضرورة محاكمة مرتكبى جرائم حرب أو جرائم ضد الإنسانية هناك". ومن جانبه، قال السيناتور ليبرمان "أوافق على ما قاله ماكين"، موضحا أن العالم الغربى يراقب ما يحدث فى المنطقة، فهناك ثورة فى مصر، وأحداث دموية فى ليبيا، والعالم شاهد هذا وذاك، ونحن ندعم الثورات السلمية، والمجتمع الدولى يطالب معمر القذافى خارج ليبيا، وتترك الفرصة للشعب الليبى لتحديد مصيره". وردا على سؤال حول ما إذا كان تغيير الأنظمة العربية سيؤدى لتحريك عملية السلام فى الشرق أم العكس، قال ماكين إن التغيير فى المنطقة العربية سيساعد عملية السلام لأن الديمقراطيات سهل التعامل معها جدا أكثر من التعامل من الديكتاتوريات. ومن جانبه، قال السيناتور جوزيف ليبرمان عضو الكونجرس الأمريكى المستقل، إن مصر زعيمة العالم العربى، ولذا جئنا إليها فى إطار جولة شملت: المغرب، والأردن، وإسرائيل، والأراضى الفلسطينية، وقابلنا رئيس الوزراء فى السلطة الفلسطينية سلام فياض يوم الجمعة، وشعرنا بأن هناك تشجيعا لإحداث تطور فى المنطقة. وأضاف قائلا: "التاريخ شاهد على أن الديمقراطيات لا تذهب إلى حروب مع ديمقراطيات أخرى، وما يحدث من تغيير فى العالم العربى الآن، يساعد على إيجاد حل نهائى للصراع فى الشرق الأوسط، وهذا ما حدث فى أوروبا بعد حروب طويلة استغرقت قرونا طويلة، وهم الآن فى أوروبا لا يستطيع أحد أن ينطق كلمة الحرب، وإذا قرر أحد الذهاب إلى الحرب فهذا يعد أمرا هزليا. وأكد ماكين أن زيارته لمصر تأتى فى وقت مهم وهى تكتب التاريخ للعالم، ونحن مشجعون للثورة الديمقراطية التى حدثت فى مصر، ونتطلع لانتخابات رئاسية نزيهة، وتحدثنا عما إذا كانت الانتخابات الرئاسية أم البرلمانية أيهما قبل الآخر. وقال إن الرسالة التى سنحملها معنا إلى بلادنا هو أن ما يحدث فى مصر هو تحد كبير للولايات المتحدة التى ترغب فى تقديم المساعدة بأى شكل من الأشكال لمصر، وأنه لا يمكن للولايات المتحدة أن تملى أى شىء على مصر، وأردف "فقط يمكن أن نعطى النصيحة والمساعدة فى مرحلة الانتقال السلمى للسلطة". ومن جانبه، قال عمرو موسى، الأمين العام لجامعة الدول العربية، إنه التقى السيناتور ماكين وليبرمان، وهما عضوان مهمان للغاية فى مجلس الشيوخ الأمريكى ومهتمان بالوضع فى الشرق الأوسط، وفى مصر والدول العربية، وأتوا لكى يروا بأنفسهم ما هى الثورة العظيمة التى حدثت فى مصر والتغيير الكبير، وما معنى هذا التغيير وتأثيره فى المنطقة ككل. وأضاف "دار الحديث حول مستقبل منطقة الشرق الأوسط وحول آمال مصر التى تنبع من احتياجات مصر، والآمال العربية التى تنبع من الاحتياجات العربية، وفى نفس الوقت رغبتنا فى الحفاظ على أفضل العلاقات العربية الأمريكية، والمصرية الأمريكية، وفى هذا تعرضنا لموضوع السلام العادل فى الشرق الأوسط، ورحب بالضيفين، مشيرا إلى أنها أول زيارة لهما للجامعة العربية.