أكد الإعلامى خيرى رمضان أنه فوجئ بانهيار الدولة المصرية بكامل أجهزتها فى ساعات، خصوصا جهاز الداخلية الذى كان يصرف 10 مليارات جنيه سنويا، مشيرا إلى أن هذا يدل على أن المجتمع كان خربا، موضحا، أن الشباب هم الجزء المتبقى من هذا الخراب، ولكن هناك بواقى من النظام القديم ستحاول إفساد هذا الشباب. جاء ذلك خلال ندوة بساقية الصاوى على هامش مبادرة "كلك ذوق"، بمشاركة المهندس محمد الصاوى، وأدارتها خبيرة الإتيكيت ماجى الحكيم. ودعا خيرى رمضان كل فرد بأن يقوم بعمله على أفضل وجه، مشددا على أنه يجب أن ننسى تصفية الحسابات تماما، فكما قال غاندى عندما سئل "لماذا لم تنتقم ممن ظلموك" قال "لا أريد أن أكون مثل الإنسان الذى يجرى وراء كلب ليعضه". وعن كيفية النهوض بالمجتمع شدد خيرى رمضان على ضرورة حل مشاكل العاملين حتى يقلعوا عن العادات القديمة مثل الرشاوى و"الوسايط"، لافتا إلى مطالب الشعب الآن بضرورة رحيل الحكومة، وأكد أن هذه مشكلة حقيقية لأنه لا يوجد فى مصر الآن من يريد تحمل مسئولية وزارة، كما أن رئيس الوزراء أكد له أنه لا يجد من يملأ الفراغات فى الوزارات، وأن الناس تريد منه الرحيل، وإذا رحل لن يوجد من يجلس مكانه. وأكد أننا نملك من الموارد البشرية والطبيعية ما يساعدنا على عبور هذه الأزمة، ثم انتقل إلى مشكلة أخرى وهى أزمة وجود الجيش فى الشارع، وقال إن الجيش يعانى أشد المعاناة فى الشارع، وأنه فى اجتماع مع قواد الجيش طلبوا منهم كإعلاميين مساعدتهم على الخروج من هذه الأزمة، حتى يعودوا إلى أماكنهم ومعسكراتهم، لأن حدودنا أصبحت فى خطر، ووجود المظاهرات يستنزف الجيش لأنه غير مدرب على التعامل مع مثل هذه المواقف، فتدريبه كان على التعامل مع عدو والضرب بالأسلحة الثقيلة، ومن غير الممكن أن يفعل ذلك مع أبناء وطنه. من جانبه، أكد المهندس محمد الصاوى أنه حدث الكثير الآن فى مجتمعنا، فأصبح من حق كل فرد أن يتكلم، ولكن يجب إرساء مبادئ الحوار السليم فى المجتمع، وقال إنه يطمح أن نرمى كل مصر القديمة خلفنا، ونتخيل أن مصر ولدت من جديد، ونبنى مصر جديدة، لأنه يجب أن نسدد ثمن المستقبل. واتفق الصاوى مع خيرى رمضان على فكرة أنه لا يوجد من يريد أن يتولى مسئولية الوزارة، لأن من سيأتى الآن لن يستطيع أن يقوم بالفساد، لأنه فى الحقيقة معظم الوزراء الشرفاء يكونون فقراء، فوالده كان وزيرا ومع ذلك كان مستواهم أقل مما هو حققه الآن، رغم أنه لا يعمل فى وزارة. "ماذا يمكن أن يفعل المواطن العادى الآن"؟ سؤال وجهه أحد الحضور، وأجاب عنه خيرى رمضان قائلا، إنه يجب التحرك فى اتجاهين لاستغلال كل الطاقات الموجودة للأفضل، وتجميع الشباب المصرى القادر على الإبداع فى مجموعات كل مجموعة تكون على حسب التخصص، ثم يختارون قائدا للمجموعة لإخراج قيادات من الشباب ليكونوا قادة المجتمع خلال الفترة القادمة، مشيرا إلى أنه من غير الممكن أن تكون ثورة للشباب وكل من يرشحه الشباب للرئاسة هم من فوق السبعين عاما. وأضاف رمضان: أما الجانب الآخر فهو عمل مشروع خريطة للفقر للقضاء على الفقر تقوم فيها كل مجموعة بعمل خريطة للفقر فى منطقتها حتى نحصل على خريطة للفقر فى جميع أنحاء مصر، ونقوم بجعل أغنياء هذه المنطقة يساعدون الفقراء حتى يقف الفقير على قدميه، ونستطيع أن نوفر له وظيفة جيدة فى المستقبل فى محاولة للقضاء على الفقر فى مصر. وأضاف محمد الصاوى أنهم بالفعل فى الساقية يقومون بعمل مشروع "لا للفقر" وموجود على الفيس بوك بنفس الاسم، مطالبا بمحاولة دمج الفكرتين وهو ما رحب به رمضان. وفى سؤال حول أين كان التلفزيون المصرى من الثورة، أكد خيرى على أنه لم يكن هناك إعلامى واحد له كلمة فى التلفزيون المصرى طوال فترة الثورة، كان هناك رأيان فى التلفزيون، أحدهما للجيش وآخر للرئاسة فقط، وكانت غرفة الكنترول بها ضباط من الجيش حتى وزير الإعلام لم يكن له أى دور، كما اعترف بوجود بعض المأجورين فى الأيام الأولى للثورة، يقفون أمام مبنى التلفزيون ليساندوا الرئيس مبارك، وهذا ما كان التلفزيون يقوم بتصويره فقط.