دور يا كلام على كيفك دور خلى بلدنا تعوم فى النور ..ترمى الكلمة فى بطن الضلمة تحبل سلمى وتولد نور ..يكشف عيبنا ويلهلبنا لسعة فى لسعة نهب نثور ..كلمات المناضل أحمد فؤاد نجم تذكرتها أثناء احتفالنا بثورة الشباب وثورتنا اللى قعدنا سنين نحلم بيها. المشكلة أننا ورثنا من النظام السابق واللى قبله انعدام الثقة وفقدان قيم التسامح وضياع فضيلة الاستماع للرأى الآخر أو حتى الإحساس بوجوده والاعتماد على رأى واحد من فرد واحد يعتقد أنه أسمى وأذكى من الباقين مش عارف أهمية أراء وأفكار ومعتقدات ومواهب الآخرين وفاكر نفسه هو الصح وبس. المشكلة إن الاستبداد اللى وصفه عبد الرحمن الكواكبى المولود عام 1854قال إيه "الحكومة المستبدة تكون طبعاً مستبدة فى كل فروعها، من المستبد الأعظم إلى الشرطى إلى الفرّاش إلى كنّاس الشوارع، الاستبداد صفة للحكومة المطلقة العنان؛ التى تتصرف فى شئون الرعية كما تشاء؛ بلا خشية حساب ولا عقاب لأن المستبدين من السياسيين؛ يسترهبون الناس بالتعالى الشخصى والتشامخ الحسى، ويذلونهم بالقهر والقوة وسلب الأموال حتى يجعلوهم خاضعين لهم عاملين لأجلهم. "ده بقى اللى كان حاصل فى عصر مبارك اللى حول الفساد إلى بنية مؤسسية دفعت الناس لممارسته ليه بقى؟ لوجود مجموعة من الإجراءات والسياسات الممنهجة لإفساد أفراد الهيئات السياسية، ووجود قواعد عرفية بين جماعات الفساد والمنخرطين فيها تلزم أعضاءها بعدم الخروج عنها، كمان استمرار سياسات إفقار للطبقات المحدودة الدخل مما دفع البعض إلى تعاطى الرشاوى كإعانة وحق لا بديل عنه، بجد النظام أفسد الجميع وأولهم أعضاء المجالس المنتخبة قبل انتخابهم باختيار الشخص المقرب منها والأكثر تبرعاً لها واختيار قيادات الأمن أو المتعاملين معه، طب نعمل إيه عشان نرجع قيمنا وجوهرنا الحقيقى ومنعدش شريط الفساد تانى فى النظام الجديد؟ شوف ياصاحبى لما أقولك مافيش روشتة جاهزة لتغيير واقع ترسخ على مدى سنين طويلة وتعالوا نسأل أنفسنا لماذا خلق الله الإنسان بلسان واحد وأذنين؟ طبعا عشان نسمع بعض أكتر ولخلق حالة التعاطف والإحساس بالآخرين، مجتمعنا الجديد اللى بنحلم بيه وشفناه فى ميدان التحرير.. عبارة عن نسيج واحد فيه تكافل وتراحم وتعاطف والكل أيد واحدة وبشكل حضارى رائع جمع بين الشباب مع كل الأعمار والطبقات شفتوا الشباب كان بينظم المرور إزاى؟ وبينظف الشوارع بكل حب وفخر، وحكاية اللجان الشعبية اللى حافظت وحمت الحوارى والشوارع يعنى بداية حقيقية لنشارك بعض فى قضايانا وشئوننا ونهتم بها.. طب الروح دى نحافظ عليها إزاى؟ حقولك نبدأ نعيد الثقة المفقودة فى المجتمع، المجتمع الصحى العفى هو المجتمع الذى تحتل فيه الثقة مساحة كبيرة، المواطنون يثقون فى بعضهم البعض، يثقون أن الشرطة سترد لهم حقوقهم وتدافع عنهم ولن تظلمهم، يثقون فى أن المدرسة ستقدم لهم التعليم الذى يحتاجونه وأن المستشفى سيقدم لهم العلاج الصحيح وأن الطبيب سيؤدى واجبه كأفضل ما يكون والمدرس يخلص فى عمله وبلاش بقى الدروس الخصوصية اللى أرهقت الجميع وخربت العملية التعليمية. الثقة دى تحتاج نهضة قيمية شاملة، لأن صناع الثقة أطراف متعددة، والكل مُطالب أن يكون له دور، شوف ياصاحبى لما أقولك اللى شفناه فى ميدان التحرير يجب أن يستمر وننمى هذا الشعور الجميل الرائع الذى ولد فينا وبيننا، بصراحة إحنا بحاجة إلى إصلاح حقيقى لنظرتنا إلى بعضنا البعض وأن تكون هذه النظرة متسامحة أكثر فأكثر ونفتح قنوات حوار فيما بيننا، يعنى نتعلم فضيلة الاستماع لبعض حكامًا ومحكومين ونلغى من أذهاننا تماما فكرة المواطن درجة أولى اللى واخد كل حاجة والمواطن درجة ثانية اللى بيشحت حقوقه ومحتاج واسطة اللى انتشرت بشكل بشع فى كل حاجة حتى العلاج. الحكاية وما فيها إن كل مواطن خير وغيور على دينه ووطنه وأمته وإنسانيته لابد اليوم أن يقف وبشدة أمام النغمة الجديدة اللى بتقول دول كانوا معنا ودول ضدنا واللى عايزين يركبوا الموجة.. إحنا كلنا مصريون عايزين نوع من الشفافية والمحاسبة لكل الفاسدين فى كل المواقع ولكن نهدأ الأول ونبحث عن كل المخلصين والكفاءات العالية اللى ظلمت وقادرة على العطاء وإغلاق المنافذ أمام أى متصيد فى الماء العكر، كى نتفاهم، ولا يكون حوارنا حوار الطرشان، وساعتها يبقى يا زيد ما غزيت وتتغير الوجوه وتظل السياسات ونعيد الفيلم من أوله. قوم يا مصرى.. مصر دايماً بتناديك.. خد بنصرى.. نصرى دين واجب عليك.