أكدت جماعة الإخوان المسلمين فى رسالة للشعب المصرى أن المرحلة الأسهل انتهت، رغم مرارتها وقسوتها؛ ألا وهى مرحلة هدم النظام الفاسد، أما المرحلة التالية فهى المرحلة الأصعب، وحددت الجماعة أن المرحلة الأهم هى بناء نظام جديد على أسس صحيحة تحترم فيها الحريات العامة وحقوق الإنسان وكرامته. وأضافت الجماعة فى بيانها بمناسبة تنحى الرئيس مبارك وتسليم السلطة للمجلس الأعلى للقوات المسلحة، أن المرحلة القادمة تتطلب توزّيَع عادل للثروة،إقامة العدل والمساواة، وتكافؤ الفرص بين المواطنين، وتطبق فيها قواعد العدالة الاجتماعية، وتبنى مؤسسات الدولة على مبادئ وقيم وقوانين سليمة، ويكافح فيها الظلم والفساد، ويحارب الاستبداد حربًا لا هوادة فيها ولا تهاون معها. وأشار بيان الجماعة إلى أن الشهداء ضحوا بحياتهم فى سبيل الله، من أجل تحرير الأهل والوطن،كما وجه التحية للجيش الذى وصفوه فى بيانهم "بالعظيم" الذى حمى الثورة منذ نزل إلى الشوارع وأمن الناس والمؤسسات بعد انسحاب الشرطة، وتلاحم مع المتظاهرين، ورفض محاولات توريطه والإيقاع بينه وبين الشعب، مؤكدين أن الجيش هو جيش الشعب، وأبناؤه هم أبناء الشعب، وهم يثقون فى أن السلطة التى اُئتمن عليها بصفة مؤقتة سوف يتم نقلها بطريقة سلمية إلى أهل السياسة؛ للحفاظ على مدنية الدولة وديمقراطيتها وإقامة المؤسسات التشريعية فيها وفق انتخابات حرة نزيهة. وأكدت الجماعة أن الشعب حقق بفضل الله مكاسب عظيمة، مطالبا بحراستها والحفاظ عليها، مشيرين إلى أن هذا يقتضى الاستمرار فى اليقظة والانتباه والوحدة والإيجابية، والحب والتواصل. وقدمت الجماعة التحية للجماهير أبطال الحرية وأنصار الحق، وأهل التضحية والفداء، مسلمين ومسيحيين، موجهين الحمد لله أن أزاح عن صدور الجميع كابوسًا خانقًا، وطاغيةً مستبدًّا، وأزاح عن شعب مصر العظيم غلالة الغبار حتى ظهر معدنه النفيس للعالم أجمع بأنه شعب، إلا أنه يأبى الضيم ويثور على الظلم ويعشق الحرية والكرامة، معبرين عن تهنئتهم بهذه اللحظات الكريمة المباركة التى كانت ثمرة عظيمة لثورة مباركة.
