نظم اتحاد المحامين العرب، اليوم الخميس، مؤتمرا صحفيا تحت عنوان "وعد بلفور أساس اغتصاب فلسطين.. ومحاصرة الإرادة المصرية"، وذلك فى الذكرى المئوية لوعد بلفور. فى بداية المؤتمر، قال ناصر الكريوين، الأمين العام لاتحاد المحامين العرب، إن "اليوم يمر علينا 100 عام على وعد بلفور المشؤوم، الذى أدى إلى اقتطاع قطعة من أرض العرب لمنحها للصهاينة"، مشددا على أن "وعد من لا يملك لمن لا يستحق باطل.. وهو والعدم سواء".
وأضاف الأمين العام لاتحاد المحامين العرب، أن وعد بلفور يمثل مؤامرة كبرى لانتزاع الأرض من مالكيها، ويكشف عن الوجه القبيح للاستعمار واستبدال المالك بالمحتل، مؤكدا أن "المشروع الصهيونى لا يزال يستحوذ على الأراضى العربية وعلى ثرواتها".
وتابع: "ما زال المشروع الصهيونى يستحوذ على ثروات فلسطين وآن الآوان للعمل على استعادة الأرض ووقف المد الصهيونى، والتوقف عن الخطاب الإنشائى، كما نبارك المصالحة بين الأخوة".
من جانبه، قال حيدر طارق الجبورى، رئيس اللجنة الفلسطينية بجامعة الدول العربية، إن إعلان وزير خارجية بريطانيا أرثر بلفور الموجه إلى اللورد روتشيلد "حدثا عرضيا" أو مفاجئا، بل إنه جاء بتخطيط ونية وقصد استعمارى استراتيجى مسبق وحلقة مكملة لاتفاق سايكس بيكو لعام 1916.
وأضاف، أن جامعة الدول العربية عبر كل قراراتها على مستويات مجالسها كافة، نددت بإحياء مناسبة مرور 100 عام على وفد بلفور، واعتبرت ذلك تشجيعا لإسرائيل على الاستمرار فى انتهاكاته الخطيرة للقانون الدولى.
ولفت إلى أن هناك دعوة إلى تفعيل تشكيل لجنة قانونية استشارية فى إطار الجامعة لتقديم المشورة حول رفع قضايا أمام المحاكم الدولية بشأن الانتهاكات الإسرائيلية لحقوق الشعب الفلسطيني وأرضه وممتلكاته ومقدساته، مطالبا الدول والمنظمات والاتحادات العربية لتقديم الرؤى والمقترحات التى تساعد على ذلك.
وقال خالد الأزعر، المستشار الثقافى للسفارة الفلسطينية بالقاهرة، إن "فكرة من لا يملك يعطى لمن لا يستحق.. تجسدت بمعناها الحقيقى فى وعد بلفور"، مشيرا إلى أن نود مسائلة رئيسة وزراء بريطانيا قانونيا عن وعد بلفور.
فى ذات السياق، قال سيد عبد الغنى رئيس اللجنة الفلسطينية باتحاد المحامين العرب، إن وعد بلفورتجاهل الحقوق السياسية للشعب الفلسطينى، بينما أكد على الحقوق السياسية لليهود.
وأضاف عبد الغنى، خلال كلمته بالمؤتمر الصحفى، الذى نظمه الاتحاد، أن بريطانيا احتفلت بالأمس من خلال رئيسة وزرائها، ووزير خارجيتها بوعد بلفور ومشاركتها فى تأسيس دولة اليهود.
وطالب رئيس لجنة فلسطين باتحاد المحامين العرب، أنه يتعين على الحكومات العربية أن ترد على بريطانيا بقطع العلاقات معها إذا لم تعتذر عن احتفالها، وتعتذر عن هذا الوعد المشؤوم، داعيا إلى مقاطعة البضائع البريطانية، وأن تقوم الأحزاب المصرية بقطع العلاقات مع حزب المحافظين البريطانى الذى يدعم اليهود.
فيما، قال الدكتور عاصم الدسوقى قال الدكتور عاصم الدسوقى، أستاذ التاريخ الحديث بجامعة حلوان، إن توظيف الدين فى السياسة يحدث منذ قدم التاريخ، مشيرًا إلى أنه كانت هناك منظمة لليهود لإنشاء دولة يهودية، وكان هناك أطرحات أن يكون موقعها فى كندا أو فى سيناء لكن بريطانيا رفضت سيناء، لأنها كانت تحتل مصر فى تلك الفترة، ووقفت أمامهم وفى النهاية استقروا على فلسطين.
وأضاف الدسوقى، أن عبد الناصر كان يتمتع بذكاء كبير، والبعض كان يقول أن جمال عبد الناصر كان يستمع لنشرة الأخبار البريطانية، وعندما كان يسمع شتيمته يكون مبسوطًا، أما إذا لم يذكروه يقول ماذا حدث؟ وتعنى أن عندما تعرف أن العدو راضى عنك يكون هناك شيئا من الخطأ.
وأشار أستاذ التاريخ الحديث بجامعة حلوان، إلى أن العرب خدعوا بدلالة الألفاظ ومعانى الكلمات فى وعد بلفور، موضحًا أن الخطاب الذى وجهة وزير خارجية بريطانيا كان موجهًا لرئيس الطائفة اليهودية لكنه لم يذكر هذه الصفة، وأن فلسطين ستكون وطنًا لجميع الطوائف لكنه كان غير ذلك.
من ناحيته، قال عاطف مغاورى نائب رئيس حزب التجمع، إن تصريحات تريزا ماى رئيسة وزراء بريطانيا بشأن الاحتفال بذكرى مرور 100 عام على وعد بلفور من شأنها أن تجدد المطالبة بمحاكمة بريطانيا وملاحقتها قانونيا بسبب وعد بلفور، وتسائل: "ما عذر الدول العربية الآن فى اتخاذ موقف ضد سيايكس بيكو ووعد بلفور؟".
وأضاف مغاورى، فى كلمته خلال المؤتمر الصحفى، أن الصمود والمقاومة هو أساس القضية الفلسطينية، موضحًا أن حزب التجمع وجه رسالة احتجاجية للسفارة البريطانية بالقاهرة بسبب تصريحات تريريزا ماى رئيسة وزراء بريطانية باحتفالها بوعد بلفور الذى أهدر حق الشعب الفلسطينى.
ودعا نائب رئيس حزب التجمع، المنظمات العربية الحقوقية والقانونية برفع دعاوى قضائية لملاحقة بريطانيا بسبب هذا الوعد المشئوم.
