استنكرت نهاد أبو القمصان، رئيس المركز المصرى لحقوق المرأة، اختفاء العنصر النسائى فى مفاوضات الحوار الوطنى الذى دعا إليه السيد عمر سليمان نائب رئيس الجمهورية سواء على مستوى لجنة الحكماء أو القوى الوطنية، بينما لم يشهد إلا اختيار فتاة واحدة ضمن الشباب المتظاهرين المشاركين فى الحوار. وأكدت أبو القمصان أن الثورة حملت العديد من القيم الإيجابية التى تمثل الحرية والديمقراطية لم يختلف فيها بين رجل وامرأة، وقالت "الكل اشترك فى المظاهرات والمبيت فى الميدان والشهادة، لكن على دائرة المفاوضات، تصدر الرجال الموقف وكأن لا يوجد عناصر نسائية قادرة على مناقشة التحديات الوطنية والدستور". وأضاف "لابد من استغلال الثورة فى وضع مستقبل جديد لن يتحقق إلا باشتراك كافة الفئات فى المجتمع، ليس لمناقشة مطالب فئوية، وإنما لتمثيل التنوع المجتمعى، فلابد أن يشمل الحوار نساء وشبابا من جنوب مصر وأقباطا وفقراء من الطبقات الشعبية، حتى لا نقع فى نفس أخطاء الماضى". ونبهت أبو القمصان أن الإصرار على غياب الفئات التى تعانى من التعتيم فى الفترة ما قبل الثورة موقف غير مقصود لكنه "غير مبرر"، قائلة "تحقيق العدالة الاجتماعية التى يدعو إليها شباب الثورة يجب أن تكون من خلال إبراز جميع الأصوات، ولو كان اختيار لجنة الحكماء على أساس الكفاءة، فتستطيع المرأة أن تمثل نصف عددهم على الأقل، وسنواجه مشكلة فى التعبير عن المطالب إذا امتدت أطراف الحوار فى الفترة المقبلة إلى مطالب فئوية". كان المركز قد أصدر أمس بيانا أدان فيه أحداث الاعتداءات على المتظاهرين السلميين فى ميدان التحرير بعدما أسفرت عن سقوط 14 قتيلا وأكثر من ألف جريح، وشدد على أهمية سرعة المفاوضات والاستجابة إلى مطالب المتظاهرين. وطالب البيان الجيش المصرى بضرورة التدخل لوقف "حمامات الدماء" وحماية المصريين، وعدم الحياد لأنه المنوط بحماية الأمن فى منطقة الميدان والتصدى للمتظاهرين القادمين من خارج الميدان ومراقبة الأهالى الذين يمنعون وصول الإمدادات الطبية للجرحى. وأكد البيان تحمل الرئيس مسئولية حماية المصريين والاستجابة لمطالب المتظاهرين، كما دعا المركز عمل نصب تذكارى فى ميدان التحرير يحمل أسماء شهداء ثورة 25 يناير.
