◄◄ المذكرات تشمل بداياته فى بلطيم ورئاسته اتحاد طلاب جامعة القاهرة يدرس حمدين صباحى النائب البرلمانى السابق كتابة شهادته السياسية والشخصية، عن مرحلة بزوغ التيار الناصرى، وتأثير طلاب الجامعات المصرية فيه فى مرحلة السبعينيات من القرن الماضى، وذلك منذ التحاقه بكلية الإعلام جامعة القاهرة عام 1973، وهى المرحلة التى تولى فيها حمدين رئاسة اتحاد طلاب الجامعة، ونائبا لرئيس اتحاد طلاب الجمهورية فى الفترة عامى 1976 و1977، وشهدت حواره الشهير مع الرئيس الراحل أنور السادات فى أعقاب انتفاضة 18 و19 يناير عام 1977، فى اجتماعه باتحاد طلاب مصر باستراحة الرئيس فى القناطر الخيرية، وأذاعه التليفزيون المصرى على الهواء مباشرة، وشمل خلافا عميقا مع الرئيس السادات حول عدد من السياسات الاقتصادية كارتفاع الأسعار مما فجر المظاهرات يومى 18 و19 يناير، وشارك فيها طلاب الجامعات على نطاق واسع. كما شهدت هذه المرحلة أيضاً تأسيس نادى الفكر الناصرى فى الجامعة وفقا للائحة اتحاد الطلاب، وشغل حمدين موقع نائب أمين النادى فى أول تأسيس له بالإضافة إلى موقعه فى رئاسة اتحاد طلاب الجامعة، وتزامن مع ذلك تأسيس نادى الفكر الاشتراكى الذى عبر عن طلاب اليسار، كما تشمل شهادته مرات اعتقاله والتى بدأت باعتقالات 5 سبتمبر الشهيرة عام 1981، وكان أصغر المعتقلين فى سجن مزرعة طرة الذى جمع عشرات من رموز العمل السياسى والفكرى فى مصر، أشهرهم الكاتب الصحفى محمد حسنين هيكل، وفؤاد سراج الدين زعيم حزب الوفد الراحل، وفتحى رضوان والدكتور عصمت سيف الدولة، والمهندس عبدالعظيم أبوالعطا وزير الرى فى عهد السادات، والكاتب الصحفى صلاح عيسى، وآخرون. شهادة حمدين صباحى التى سيمتزج فيها الشخصى بالإنسانى، لن تبدأ من فترة دراسته الجامعية، وإنما ستعود إلى سنواته الأولى فى مسقط رأسه فى بلطيم حيث ولد عام 1954، وكيف التحق بالمدرسة الابتدائية لأنه حسب تعبير والده الحاج عبدالعاطى صباحى «خايب لا ينفع فى شغل الغيط»، ومن ذهابه إلى المدرسة شق طريقه بنجاح لافت فى الدراسة، وظهرت مواهبه الخطابية، وفى المرحلة الثانوية أصبح رئيساً لاتحاد الطلاب، وبدأ ارتباطه بالعمل السياسى مبكراً. وتشمل شهادة حمدين أسماء الذين أثروا فى حياته الشخصية، وفى مقدمتهم والده الذى ترك بصماته الشخصية والإنسانية على تكوينه الشخصى، بالإضافة إلى تأثره ببلدته بلطيم التى لم تغادره أبداً منذ أن تركها إلى القاهرة من أجل الدراسة وشق طريقه فى العمل السياسى، كما تشمل الجانب الآخر من تكوينه الفكرى خاصة فى مجال الشعر الذى كتب فيه محاولات عديدة، وكذلك محاولته الالتحاق بمعهد السينما من أجل دراسة الإخراج السينمائى، وكذلك رفض أكثر من جهة إلحاقه بالعمل بها، وعدم تحقيق أمله فى الالتحاق بسلك التدريس الجامعى، ومنها رفض تعيينه معيداً فى قسم الإعلام بجامعة الأزهر بسبب التقارير الأمنية، وكان هذا حافزا له لخوض الدراسات العليا فى جامعة القاهرة حتى حصل على رسالة الماجستير عام 1985.