لأول مرة منذ اندلاع الثورة التونسية، أكد الرئيس الأمريكى ،باراك أوباما، أن الولاياتالمتحدة تقف إلى جانب شعب تونس "حيث أثبتت إرادة الشعب أنها أقوى من إرادة الحاكم المستبد"، إذ أجبرت احتجاجات شعبية هذا الشهر الرئيس زين العابدين بن على على الرحيل. وتحدث أوباما فى كلمته عن حالة الاتحاد إلى الشعب الأمريكى عن إنجازات إدارته فى العام الثانى فى مجال السياسة الخارجية، ومنها إصلاح العلاقات مع روسيا والشراكة المتنامية مع الهند وتنشيط الجهود لمكافحة انتشار الأسلحة النووية فى العالم. غير أن كلمة الرئيس الأمريكى خلت من ذكر الجهود المتعثرة للسلام فى الشرق الأوسط التى أطلقها أوباما فى سبتمبر، لكن سرعان ما تداعت من جراء اختلافات شديدة بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وأن مسئولين بالبيت الأبيض قالوا إن هذا الإغفال لا يعبر عن أى ضعف فى التزام الولاياتالمتحدة بمساندة مساعى السلام. وتناول أوباما التقدم الذى حققته السياسة الأمريكية فى أفغانستان والعراق يوم الثلاثاء، بينما أعلن أن حكومته ستظل على موقفها الصارم من كوريا الشمالية وإيران بشأن طموحاتهما النووية، ولم يشر أوباما إلى مصر حيث شهدت البلاد احتجاجات مماثلة لم يسبق لها مثيل فى أنحاء البلاد. وأشار أوباما إلى أن القوات الأمريكية ماضية حسب الخطة المقررة نحو إنجاز مهمتها فى العراق هذا العام "مرفوعة الهامة"، مؤكداً أن خطته للبدء تدريجيا فى سحب القوات الأمريكية البالغ عددها 97 ألفاً فى أفغانستان فى يوليو، على الرغم من استمرار الخطر الذى يشكله تنظيم القاعدة. وأضاف أوباما "سيكون هناك قتال شديد وسيكون على الحكومة الأفغانية تحسين نظام الإدارة العامة، لكننا نقوم بتدعيم قدرات الشعب الأفغانى وبناء علاقة شراكة دائمة معه". وعن تنظيم القاعدة، قال أوباما، "إن الرسالة إليه واضحة ومضمونها "لن نلين ولن نتراجع وسنهزمكم". وأضاف أوباما أن الولاياتالمتحدة ملتزمة بنزع فتيل المخاطر النووية فى العالم، وهى إشارة إلى أنه لا هوادة فى الضغوط الأمريكية على طهران وبيونج يانج، على الرغم من الجهود للحوار مع البلدين بشأن برامجهما النووية. وقال الرئيس الأمريكى، "بسبب الجهود الدبلوماسية التى تصر على أن تفى إيران بالتزاماتها، فإن الحكومة الإيرانية تواجه الآن عقوبات أشد وأكثر صرامة من أى وقت مضى". جاءت هذه الإشارة بعد أقل من أسبوع على انتهاء أحدث جولة من المحادثات بين طهران والقوى العالمية دون أى علامة على إحراز تقدم. وأضاف قائلا، "وفيما يتعلق بشبه الجزيرة الكورية، فإننا نقف إلى جانب حليفتنا كوريا الجنوبية ونصر على أن تفى كوريا الشمالية بالتزامها بالتخلى عن الأسلحة النووية". جاء خطاب الاتحاد متضمنا الحديث عن الشباب والإنترنت والطاقة النظيفة وإصلاح المدارس وتقليص الميزانية، ودعا الجمهوريين والديمقراطيين إلى الوحدة لاستمرار الحلم الأمريكى. وأشاد أوباما بدور المسلمين فى الجيش الأمريكى وخدماتهم للمجتمع، كما أكد فى الوقت نفسه على دولة جنوب السودان الجديدة.