فى هذا الشارع الذى لا ينام أبدا طوال أيام السنة، يمتلئ كعادته بالكثير، بنفس الروتين الذى أصبح من دوام حدوثه يومياً مُبتذلاً .. ذلك المزمار من كثرة زفه للكثير من العرسان أصبح بائساً و تمنى لو أصبح "ناى" بدلاً من أن يزف، ينعى ويشارك الآلام المعتصرة والمختبئة خلف وجوههم فهو الشاهد الوحيد على الزيف الذى يحدث وسط الزحام .. أناس تأتى وأناس يذهبون .. أناس يزفون الفرحة لما حصلوا عليه من شبكة مكونة من دبلة وتوينز وخاتمين وسلسلو و4 غوايش، وأناس ينعون الحزن لتلك عاثرة الحظ التى لم تذهب سوى من أجل دبلة وخاتم ومحبس، ورغم ذلك لم تحصل عليهم .. وآخرون لا ينعون شيئا سوى الصراخ الذى يصدروه للحصول على حقوقهم .. أما عن تلك عاثرة الحظ التى لا يعلم سواها عن سوء حظها، وقفت فى وسط الطريق بين الكثير والكثير تأتى لها من كل اتجاه أصوات معزوفات من شدة تداخلها تشابهت مع صوت صراخ امرأة اغتصبها عشرات الرجال وتركوها مُسدلة وسط الطريق .. كلٌ يتصارع من أجل لقمة العيش .. تعقدت بداخلها تلك المشاعر التى تسللت بدافع هذا المزمار البائس الذى تدفعه الطبلة و نافخه، أن يصدر أصواتاً مزيفة وكأنه قد فقد الأمل واستسلم لواقع وجوده .. وأما هى بعد أن انتصرت الشكليات عليها وحصلت على دبلة وخاتمين وتوينز بدلا من دبلة و خاتم ومحبس، نعت حالها خبر بيعها برخص التراب .. فى هذا الشارع المزيف الذى لا ينام أبدا، تم إصدار العديد من القوانين أهمها الأسبقية والبقاء لمن يدفع أكثر ..