ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية على صدر صفحتها الرئيسية أن مطالبة الحكومة الروسية مجلس "الدوما"، بتمرير قانون ينص على أن مشروب البيرة من الكحوليات فى محاولة لحظره فى مناسبات الأطفال، ولمنع بيعه فى الشوارع لاسيما وأنه يباع مثل المشروبات الغازية، قد أثار جدلا واسعا فى داخل الأروقة السياسية فى روسيا خاصة مع اعتماد بعض الساسة على رواج صناعة البيرة لتمويل حملاتهم الانتخابية المقرر إجراءها شهر ديسمبر المقبل. وقالت الصحيفة إن تمرير مثل هذا القانون لن يكون بالشىء اليسير أبدا بالنسبة لمجلس "الدوما" الذى ربما يجد سهولة فى أن يحيل الرصاص إلى ذهب أكثر من أن يحيل البيرة إلى الكحول، على حد تعبير الصحيفة، مشيرة إلى أن اقتراح اعتبار البيرة من المشروبات الكحولية يعتمد على فن السياسة الصعب. ووفقا للقانون الروسى، تعامل البيرة كسلعة غذائية، شأنها كشأن السلع الأخرى التى لا يتطلب صنعها وبيعها سوى الوفاء بالشروط الصحية، لذا يرى النقاد أن هذا النقص فى التنظيم ساهم بشكل أو بآخر فى أن يبدأ الشباب فى الشرب قبل أن تتجاوز أعمارهم ال13 ربيعا، الأمر الذى يمهد الطريق بدوره لوقوع البلاد فى فخ إدمان المشروبات الكحولية. واستبعدت "واشنطن بوست" من ناحية أخرى، أن تنجح الحكومة فى تمرير مثل هذا التشريع لافتة إلى استعداد مجلس الدوما لانتخابات ديسمبر المقبل واعتماده على صناعة البيرة. ونقلت عن النائب أنتون بيلاكوف فى حزب الأقلية "روسيا العادلة" قوله "إنها مليارات ومليارات من الدولارات تنفق كل عام، وأكرر، جزء كبير من هذا التدفق المالى يذهب إلى المبنى الذى أعمل فيه". ووصفت الصحيفة هذا القانون بالضعيف نسبيا، وذلك لأن البيرة يمكن صنعها دون الحصول على رخصة، ولكنه يعد تعزيزا لهدف وضعه رئيس الوزراء فلاديمير بوتين، والرئيس الروسى، ديميترى ميديفيديف، بتقليل حجم استهلاك البلاد للكحول إلى النصف مع حلول عام 2020.
