تحرص السيدات فى محافظات الصعيد على عمل مجموعة من الأكلات والمخبوزات خلال عيد الأضحى المبارك سنويا، التى تميزها عن بعض البلاد والقرى فى محافظات مصر. وفى محافظة أسيوط، إحدى محافظات الصعيد، تحرص الأمهات وربات المنازل على صناعة "العيش الشمسى"، الذى أصبح عادة سنوية تقبل عليها كل المنازل، وكل ربات البيوت قبل عيد الأضحى تحديدا، حيث يدخل ضمن أكلات العيد وضمن تجهيزات الفتة.
تقول الحاجة صفية حسن، ربة منزل، ل"اليوم السابع": "إن عمل العيش الشمسى هو عادة قبل أن تكون أكلة، فقد توارثتها أبا عن جد منذ صغرنا"، وأضافت: "نحن نرى أمهاتنا تجهزه قبل كل عيد ووقت أن كنا صغارا نلتف حول الأفران لنساعد الأمهات".
وأشارت صفية إلى أن تجهيز العيش الشمسى هو بمثابة فرح للأطفال الذى ينتظرونه من العام إلى الآخر، حيث يساعدوننا فى حمل الأقراص التى يتم وضع العجين عليها ووضعها فى الشمس قبل أن يدخل "رغيف العيش" مرحلة الاستواء على الأفران، كما يساعدوننا فى ترتيبه بعد الاستواء".
وتضيف هناء عمر، ربة منزل، أن ربات البيوت فى كل منزل من منازل قرى أسيوط تكون مستعدة منذ الفجر لتجهيز العيش الشمسى، وعادة ما تتجمع سيدات المنطقة الواحدة فى كل منزل وتبدأ بالعجين وتجهيز الأقراص التى يتم وضع العجين عليها، وتعريضه للشمس وهو ما يسمى بمرحلة "التخمير"، قبل دخول العيش إلى الفرن، وتختلف أذواق الأشخاص فى الأكل فمنهم من يقوم بتحميص العيش الشمسى ومنهم من يفضله "طريا" وكل على حسب طلبه، حيث يتم عمل النوعين وكل ورغبته .
وأوضح هانى مكرم، أحد أهالى أسيوط، أن كل أفراد الأسرة فى أسيوط يقبلون على "العيش الشمسى"، والرقاق البلدى، خاصة فى الأعياد، ويفضلون العيش الشمسى فى ألأكل سواء فى الإفطار به مع الشاى واللبن، أو خلال أكلات عيد الأضحى مع شربة اللحمة، ودخوله ضمن الفتة فى تجهيزات الفتة باللحمة من ضمن أكلات عيد الأضحى المبارك وتجهيزاته قبل العيد بمثابة فرحة وبهجة للكبار والصغار، وأصبح واحدا من ضمن مظاهر العيد .
