قالت صحيفة "الوطن" السورية إن الرئيس الفرنسى نيكولا ساركوزى اقترح رسميا مساء أمس إنشاء "مجموعة اتصال" بشأن التطورات الأخيرة فى لبنان تضم الدول التى لها علاقات خاصة مع لبنان، ومنها دمشقوأنقرة والدوحة والرياض وواشنطن. وأضافت الصحيفة نقلا عن مصادر فرنسية أن الرئيس ساركوزى وعد بالدعوة إلى اجتماع فى هذا الإطار قريبا دون أن يحدد على أى مستوى، وأن باريس أبلغت الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون بهذا الإجراء، مشيرة إلى أن الرئاسة الفرنسية أعلنت عن اتصالات عدة أجراها ساركوزى فى الأيام الأخيرة بشأن الوضع فى لبنان مع الرئيس الأسد، ورئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية سعد الحريرى، والعاهل السعودى عبد الله بن عبد العزيز، وأمير قطر حمد بن خليفة آل ثانى، والرئيس الأمريكى باراك أوباما، ورئيس الوزراء التركى رجب طيب أردوجان. وقالت إن فرنسا تواصل الحوار مع كل الدول التى تم التفكير فيها، والتى أبدت اهتماماً للمشاركة فى هذه المجموعة غير الرسمية من أجل تحديد طرق القيام بعمل مشترك للمساهمة بالحفاظ على استقرار لبنان ضمن احترام مؤسساته الديمقراطية وسيادته واستقلاله. وأشارت المصادر إلى أن الاتصالات مستمرة بين باريس ودمشق بشأن لبنان وآخرها اتصال بين وزير الخارجية وليد المعلم وقصر الإليزيه يوم، الجمعة الماضى، موضحة أن صدور إعلان فرنسا عن مجموعة الاتصال قبل ساعات من قمة دمشق الثلاثية التى ستعقد اليوم - بين الرئيس السورى وأمير قطر ورئيس الوزراء التركى - محض صدفة وأن ما يعمل عليه الرئيس ساركوزى له مسار خاص عن المشاورات التى تجريها سوريا. وأكدت الصحيفة أن القمة الثلاثية التى ستعقد فى وقت لاحق تستهدف التشاور بين الدول الثلاث لغاية واحدة، وهى ألا يتزعزع الاستقرار فى لبنان لتأثيرة فى الجميع بطرق مختلفة، مشيرة إلى أن القمة جاءت بعد اتصالات تركية مع الجانبين السورى والقطرى لاحتواء الأزمة الحالية، نظراً للتوجس من تسارع الأحداث المرتبطة بلبنان وتزامنها مع صدور القرار الظنى المتوقع قريبا. ويرى المراقبون وفقا لما ذكرته الصحيفة أن تركيا تحمل أفكارا تتحمس لها دمشق لكونها نابعة من رغبتها فى الاعتماد على جهود أبناء المنطقة لمنع تفاقم الأزمة اللبنانية، حيث تسعى تركيا عبر أفكار يتولى وزير الخارجية التركى أحمد داوود أوغلو ترتيبها، وتجرى بالتنسيق مع سوريا وإيران وقطر والسعودية ولبنان، إلى وضع تصورات للحلول الممكنة للأزمة اللبنانية. وأشارت إلى أنه يجرى الحديث إعلامياً عن لجنة إقليمية اقترحتها أنقرة بين مجموعة من الأطراف هدفها الاجتماع وبحث الشأن اللبنانى واقتراح حلول على أن تحصر باللاعبين الإقليميين، حيث ستضم اللجنة وفق المعلومات المتوافرة للصحيفة ممثلين عن سوريا وتركيا ولبنان وقطر والسعودية وإيران.
