التعليم في أسبوع | جولات مستمرة لمتابعة انتظام العام الدراسي الجديد    فريد زهران: المنتدى الديمقراطى الاجتماعى إشارة إيجابية وسط تحديات إقليمية وأزمات عالمية    رئيس لجنة الإسكان بالنواب يشيد بإلغاء اشتراطات البناء للتخفيف عن المواطنين    سعر الريال السعودي بالبنوك في ختام اليوم الجمعة 27 سبتمبر    وزير التعليم العالي يستقبل سفير مملكة السويد بالقاهرة لبحث تعزيز التعاون    «حياة كريمة» توزع 3 آلاف وجبة غذائية ضمن مبادرة «سبيل» بكفر الشيخ    وزير الخارجية: مصر تواصل جهودها لخفض التصعيد في المنطقة    نتنياهو أمام الأمم المتحدة: على «حماس» أن تغادر السلطة في قطاع غزة    مسؤول لبناني: المدارس لم تعد جاهزة لاستقبال الطلاب بسبب الهجمات الإسرائيلية    «رونالدو» يقود النصر في مواجهة الوحدة بالدوري السعودي    الخليج السعودي يهزم كاليفورنيا في أولى مباريات بطولة «سوبر جلوب»    بالأرقام| جهود مداهمة بؤر السلاح والمخدرات خلال 24 ساعة    اتهام بسرقة ماشية.. حبس المتهم بقتل شاب خلال مشاجرة في الوراق    22 فرقة مصرية وأجنبية.. تفاصيل عروض مهرجان الإسماعيلية الدولي للفنون الشعبية    المنيا تحتفل غدا باليوم العالمي للسياحة على المسرح الروماني    أذكار الصباح والمساء في يوم الجمعة..دليلك لحماية النفس وتحقيق راحة البال    كل ما تحتاج معرفته عن حكم الجمع والقصر في الصلاة للمسافر (فيديو)    نائب وزير الصحة تتفقد وحدة أسرة سيدي بشر وتشيد بجهود الفريق الطبي    استشاري تغذية: الدهون الصحية تساعد الجسم على الاحتفاظ بدرجة حرارته في الشتاء    ما هي الفروق الرئيسية بين السكتة القلبية والأزمة القلبية؟    محافظ أسوان يؤدي صلاة الغائب على شهيد الواجب معاون مباحث كوم أمبو    علي جمعة: من المستحب الدعاء بكثرة للميت يوم الجمعة    آس: راموس لم يتلق أي عرض من الزمالك    انتصارات أكتوبر.. "الأوقاف": "وما النصر إلا من عند الله" موضوع خطبة الجمعة المقبلة    التنسيقية تثمن توجه الدولة بإطلاق نقاش حول الدعم النقدي وتعقد حلقات عمل بشأن آليات التطبيق    محافظ الفيوم يعلن نجاح أول عملية قلب مفتوح بمستشفى طامية المركزي    رئيس هيئة المحطات النووية يزور معرض إنجازات الصناعة الوطنية الروسية    إطلاق حملة ترويجية دولية لمصر احتفالاً بيوم السياحة العالمي    أيمن بهجت قمر: «تامر حسني بيحب يغير في كلمات الأغاني» (فيديو)    أنغام تتألق في «ليالي مصر» بالمتحف المصري الكبير    غموض موقف نجم ريال مدريد من خوض الديربي    القومى للطفولة والأمومة بالبحيرة ينظم ندوة تثقيفية بدمنهور    روسيا تعلن حصيلة جديدة لقتلى قوات كييف في كورسك    بدء تطبيق المواعيد الشتوية لغلق المحلات.. الحد الأقصى العاشرة مساءً.. زيادة ساعة يومي الخميس والجمعة.. وهذه عقوبة المخالف    النيابة تطلب التحريات حول فنى متهم بالنصب على مصطفى كامل    مصرع تلميذة سقطت من أعلى مرجيحة أثناء لهوها بقنا    انطلاق فعاليات ماراثون الجري بالزقازيق    "كنوز مصرية".. متحف شرم الشيخ يحتفل بيوم السياحة العالمي    توجيهات لوزير التعليم العالي بشأن العام الدراسي الجديد 2025    إيرادات الخميس.. "عاشق" الأول و"ولاد رزق 3" في المركز الرابع    تغييرات غريبة تنتظرك.. ماذا يحدث ل5 أبراج فلكية في آخر 3 شهور من 2024؟    محافظ بني سويف يتابع الإجراءات والحلول المنفذة بشأن شكاوى ومطالب المواطنين    وزير السياحة: اهتمام حكومي غير مسبوق بتعزيز مكانة مصر في الأسواق السياحية    تين هاج يتحدث عن عدم تسجيل برونو حتى الآن    رئيس الرعاية الصحية والمدير الإقليمي للوكالة الفرنسية يبحثان مستجدات منحة دعم التأمين الشامل    باكستان تؤكد رغبتها في تعزيز التعاون الثنائي مع نيبال    الأنبا مكاريوس يترأس حفل تخريج دفعة جديدة من الكلية الإكليريكية    شهيدان في قصف إسرائيلي استهدف سكان حي الشجاعية شرق غزة    بعد تداول مقطع صوتي.. الداخلية تضبط طبيبين تحرشا بالسيدات أثناء توقيع الكشف الطبي عليهن    مواعيد مباريات اليوم 27 سبتمبر.. القمة في السوبر الإفريقي ومونديال الأندية لليد    مميزات وشروط الالتحاق في مدارس «ابدأ».. تخلق كيانات تعليم فني معتمدة دوليا وتواكب سوق العمل    سيميوني: أتلتيكو مدريد يحتاج لهذا الشئ    موعد مباراة النصر والوحدة في الدوري السعودي والقناة الناقلة    ولي عهد الكويت يؤكد ضرورة وقف التصعيد المتزايد بالمنطقة وتعريضها لخطر اتساع رقعة الحرب    خالد الجندي: لهذه الأسباب حجب الله أسرار القرآن    حريق كشك ملاصق لسور مستشفى جامعة طنطا (تفاصيل)    وزير الصحة اللبناني: أكثر من 40 عاملا في مجال الرعاية الصحية استشهدوا في العدوان الإسرائيلي    أحمد الطلحي: سيدنا النبي له 10 خصال ليست مثل البشر (فيديو)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أمين الدين الديب محامى الرئيس العراقى الراحل صدام حسين ل«اليوم السابع»:آخر رسالة من صدام حسين كانت لمصر وزكريا عزمى رفض إيصالها لمبارك.. "صدام" تعرض لتعذيب شديد قبل وفاته وكان يقول للمارينز «لعنة الله على بوش»


حوار - إبراهيم قاسم - تصوير - كريم عبدالعزيز
- محمد مرسى وقع على مستند للاستقواء بالخارج ضد مصر
- الأمم المتحدة خاطبت الجنائية الدولية وأكدت أن «السيسى» هو الحاكم الشرعى
- من حق مصر مقاضاة إثيوبيا أمام «العدل» الدولية لتهديد أمنها المائى بسد النهضة


كشف المستشار أمين الدين الديب، المحامى السابق لصدام حسين الرئيس العراقى الراحل، خلال حواره مع «اليوم السابع» عن تفاصيل مؤامرة الجماعة نحو تدويل قضية فض اعتصام أمام المحكمة الجنائية الدولية، مؤكدا أن الرئيس المعزول محمد مرسى وقع على ورقة من داخل سجن العقرب شديد الحراسة لكى يتم تقديمها إلى المحكمة الدولية.

وأوضح «الديب» أن القسم القانونى بالأمم المتحدة أرسل خطابا إلى المحكمة الجنائية الدولية أكد فيه أن الرئيس عبدالفتاح السيسى هو المختص وصاحب السلطة الفعلية على مصر وليس المعزول مرسى، وهو ما أكدته حيثيات حكم المحكمة برفض دعوى الإخوان الدولية.

وأضاف «الديب» أن آخر رسالة حملها له الرئيس صدام حسين أثناء الدفاع عنه كانت للشعب المصرى والرئيس الأسبق حسنى مبارك، لكنه قال إن زكريا عزمى رفض تحديد موعد له مع مبارك لإبلاغه الرسالة.

كما تحدث عن ترافعه عن الممرضات البلغاريات المتهمات بحقن الأطفال الليبيين بفيروس الإيدز، وحول توكيله رسميا من المحكمة الجنائية الدولية للدفاع عن صالح جاموس قائد حركة مسلحة تشادية.


حوار المحامى امين الديب

وإلى نص الحوار:


كيف توليت الدفاع عن الممرضات البلغاريات المتهمات بحقن الأطفال الليبيين بفيروس الإيدز؟
- بالصدفة.. أبلغنى صديق بأن الاتحاد الأوروبى يرغب فى توكيل محامٍ مصرى عن الممرضات المتهمات بإدخال فيروس الإيدز إلى ليبيا، وكان السبب فى اختيارى كمحامٍ مصرى أن محكمة جنايات بنغازى التى أصدرت حكمها بإعدام الممرضات كانت تستمد مبادئها وحيثياتها من محكمتى الجنايات والنقض المصريتين، وهو ما دفع الاتحاد الأوروبى إلى إضافة محامٍ مصرى إلى هيئة الدفاع عن الممرضات المكونة من ليبى وبلغارى و3 فرنسيين، وبالفعل التقيت فى طرابلس ممثل السفارة البلغارية عن طريق المحامى الليبيى الشهير عثمان البيزنطى، وتم الاتفاق على الدفاع عنهن وعمل التوكيلات اللازمة للدفاع عن المتهمات.

هل التقيت بالممرضات البلغاريات اللواتى وكلت عنهن؟ وهل هن بالفعل بريئات من الاتهامات المنسوبة إليهن؟
- نعم توجهت لزيارتهن فى السجن، وكان بعضهن يتحدث اللغة العربية واللغة الإنجليزية وشرحن لى ظروف الواقعة بأنهن لا علاقة لهن بإدخال فيروس الإيدز إلى ليبيا، حيث تمت إحالة العينات الخاصة بالقضية إلى أكبر معملين فى باريس وبروكسيل، وأفادا باستحالة أن يعيش فيروس الإيدز فى زجاجات الكوكاكولا التى قيل إنه تم حقن 420 طفلا بها وثبت علميا ومعمليا أن من أدخل فيروس الإيدز إلى ليبيا هو العقيد معمر القذافى الرئيس الليبى الراحل من خلال السماح للأفارقة بالدخول إلى ليبيا بدون أى قيود، حيث كان يطمع فى أن يكون ملك ملوك أفريقيا وبالفعل دخل عدد من الشباب الغانى إلى ليبيا حاملين مرض الإيدز، وهو ما أدى إلى انتقاله إلى الليبين، والممرضات كن «كبش فداء» بسبب سياسات أوروبا ضد القذافى.

أين كان يتم احتجاز الممرضات المتهمات؟ وهل تعرضن لأى تعذيب؟
- الاتحاد الأوروبى قام ببناء سجن مخصوص للنساء على حساب السفارة الهولندية لوضع الممرضات فيه، ولم أكن متخيلا أن أرى سجنا مكيفا بالكامل، حيث تم تخصيص غرفة مكيفة بالتليفزيون لكل ممرضة وهو ما ينفى تعرضهن لأى تعذيب.

كيف تقيم الوضع الحالى فى ليبيا بعد رحيل القذافى؟
- الوضع فى ليبيا كارثى ومأساوى ويجب مساندة الجيش الليبيى حتى يتمكن من استرداد الدولة الليبية التى كانت فى عهد القذافى بلا ديون خارجية، وكانت من أكثر الدول الغنية بالمواد البترولية، والجميع يعلم أن ما حدث فى ليبيا مخطط كبير لهدمها.

وكيف تم توكيلك للدفاع عن الرئيس الراحل صدام حسين؟
- تم توكيلى من خلال رغد صدام مباشرة، حيث كانت رغد تحاول الاتصال بجميع رؤساء الدول العربية لإنقاذ صدام، حيث كانت فى ليبيا فى ضيافة صديقتها عائشة القذافى، وأكدت لها أن والدها- صدام حسين- من ضمن شروطه الأساسية فى الدفاع عنه أن يكون ضمن فريق الدفاع عنه محام مصرى.


رسالة-الصدام-بخط-يده-للمصريين


صدام كان عروبيا غير عادى، حيث شكلت هيئة الدفاع عنه من جميع محامين الدول العربية، وقام بتحرير توكيل الدفاع عنه بخط يده وكتب أسفل الإمضاء الخاص به عبارة مازلت محتفظا بها، وهى «مع تحيات قلبى وروحى اللذين لا ينسيان أمى العظيمة وشقيقنا الشعب المصرى».

هل جلست مع الرئيس الراحل صدام حسين؟ وماذا قال لك؟
- نعم عقدت عدة جلسات مع الرئيس صدام حسين لمدة ساعات حتى إنه منحنى «سيجارا» مازلت محتفظا به، وكان يتميز بأنه وطنى من الطراز الأول، وتحدثنا فى الكثير من الأمور، ورغم ذلك لم تعنيه المحاكمة من قريب أو بعيد ولم يكن معترفا بها من الأساس، وفى إحدى الجلسات طلب «صدام» من كل محامٍ موكل عنه من الدول العربية بأن يحمل رسالة إلى رئيس دولته أكد فيها «أنه سيحكم عليه بالإعدام لا محال كما أبلغهم بأن المأساة فى العراق أكبر بكثير مما يشاهد على شاشات التلفاز متوقعا أن ما حدث فى العراق سيحدث فى باقى الدول العربية، متنبئا بالربيع العربى الذى وقع بعد 2010» أى بعد 5 سنوات من إعدام «صدام».

كيف كنت تزور صدام فى محبسه؟ وهل كان دفاع الرئيس العراقى الراحل مستهدفا من الشيعة؟
- أولاً العراق لم يكن دولة بعد سقوط صدام حسين وكان جميع هيئة الدفاع عنه مستهدفين، وقام الشيعة بقتل أحد المحامين العراقيين لمجرد أنه أعلن الدفاع عن صدام، كما تم خطف مهندسين مصريين كانوا يعملون فى مجال البترول والإنشاءات فى العراق، مقابل تنازلى عن الدفاع عن «صدام» وبالفعل عادوا بعدما تنازلت، إلا أننى عاودت الدفاع عنه مرة أخرى بعد إطلاق سراحهم.

كما أن الجيش الأمريكى كان لديه احتياطات أمنية بالنسبة لهيئة الدفاع، فكنت أسافر من القاهرة إلى عمان ثم منها إلى بغداد وتقوم المخابرات الأمريكية بنقلنا بطائرة هيلكوبتر إلى المنطقة الخضراء ثم وضعنا فى أتوبيس مغلقة جميع نوافذه بالحديد إلى منطقة مجهولة التى كان «صدام» محتجزا فيها وكنا نجلس معه لمدة طويلة حتى إننى فى إحدى المرات جلست معه لأكثر من 10 ساعات متصلة.

وكان «صدام» يتحدث إلى قوات المارينز الأمريكية المكلفة بحراسته ويقول لهم: «أنا أعلم أن هذا ليس ذنبكم فأنا أحب الشعب الأمريكى وإنما هذا ذنب الحقير جورج بوش» ولم يفوت جلسة إلا وهو يقول: «اللعنة على بوش».

حوار المحامى امين الديب

هل تعرض صدام حسين إلى التعذيب؟
- بالفعل تعرض صدام حسين فى بداية اعتقاله إلى ضرب وإهانة وتعذيب، لكنه ظل متماسكا وقويا ورفض التحدث عن ذلك بسبب كبريائه الشديدة، وعندما طلبت منه التحدث فى القضية وظروف اعتقاله قال بنفس اللفظ «قضية إيه.. أنا لا تعنينى المحاكمة وما يعنينى الأمة العربية» فكان هدفه الأول قبل إعدامه أن يوصل الرسائل إلى باقى زعماء الدول العربية بأن الدور عليهم لتقسيم المنطقة، وهو ما لم يسمعه الرؤساء الذين سقطوا فى ثورات الربيع العربى.

وهل أبلغت الرئيس الأسبق حسنى مبارك بنص رسالة صدام له؟
- عقب عودتى مباشرة طلبت مكتب زكريا عزمى، وأكدت أنى أحمل رسالة شخصية من الرئيس الراحل صدام حسين إلى الرئيس مبارك آنذاك والتى تتضمن أن «الموامرة ستصل لجميع الدول العربية وأن صدام ليس وحده المقصود بل جميع الدول العربية» إلا أن «عزمى» رفض توصيل الرسالة أو مقابلتى الرئيس.

ما الفرق بين المحكمة الجنائية الدولية ومحكمة العدل الدولية؟
- المحكمة الجنائية الدولية هى محكمة تختص بمحاكمة الأشخاص الذى ارتكبوا جرائم حرب أو إبادة جماعية، ولابد من أن تكون الدولة التى ينتمى إليها الأشخاص المتهمون منضمة لهذه المحكمة، أما بالنسبة لمحكمة العدل الدولية فهى محكمة تختص بمحاكمة الدول وبعضها البعض، حيث تقوم الدولة المعتدى عليها بإقامة دعوى ضد الدولة التى اعتدت عليها وهى تابعة للأمم المتحدة، وبالتالى فجميع الدول منضمة إليها.

وكيف قيدت كمحامٍ فى المحكمة الجنائية الدولية؟
- الفضل يرجع إلى قضية صدام، حيث كانت تشترط المحكمة الجنائية الدولية للانضمام إليها أن أكون باشرت قضيتين دولتين ولذلك رشحت للانضمام إلى المحكمة الدولية.

كيف تقيم فترة حكم مبارك دوليا باعتبارك محاميا جنائيا دوليا؟
- أسوأ فترة فى تاريخ مصر كانت فترة حكم مبارك، حيث تسبب هذا النظام فى ضياع علاقة مصر الدولية وأفضل فترة هى فترة حكم الرئيس السادات.

من وجهة نظرك من المسؤول عن خسارة مصر لقضية التحكيم الدولى المقامة من شركة الكهرباء الإسرائيلية ضدها، بعد قرار وقف تصدير الغاز لإسرائيل؟
- أولا: يجب أن تكون الإدارة التى تقوم بكتابة العقود الاستثمارية بين الدولة وبين المستثمرين الأجانب لديها من الإمكانيات التى تسمح لها بذلك، وعلى دراية كاملة بعلم القانون الدولى والتحكيم حتى لا نقع كما وقعنا فى قضية تصدير الغاز لإسرائيل.

ثانيا: قضايا التحكيم الدولى على مصر هى فى الأساس نتاج أسوأ نظام كان موجودا، وهو نظام الرئيس الأسبق حسنى مبارك، كما قلت من قبل، ففى هذا الوقت لم تكن مصر دولة، وكانت كلها تقوم على المجاملات واختيار أهل الثقة الذين ورطوا مصر فى قضايا تحكيم دولى، ولم يكن لدى هيئة قضايا الدولة ما يساعدها فى مواجهة كم هذه القضايا أو الأسانيد التى تساعدها فى الرد على هذه القضايا.

قضية تيران وصنافير من القضايا الشائكة التى تسببت فى جدل واسع.. من وجهة نظرك باعتبارك محاميا دوليا هل الجزيرتان مصريتان أم سعوديتان؟
- أنا لم أكن متصلا مباشرة بهذه القضية، ولكن بحسب الأوراق والوثائق التى قدمتها أجهزة الدولة، فهى جزر سعودية لكن حكم الإدارية قال عكس ذلك بأنها جزر مصرية، وهو ما يؤكد سوء إدارة الحكومة لهذا الملف، وعدم قدرتها على إقناع الرأى العام حتى بالحقائق المسلم بها، وهو كارثة بحق وهو أيضا يعود لنتاج نظام مبارك الذى جرف جميع القيادات الأكفاء التى كان يمكن أن تدير البلد.

وأدعو الله أن يعين الرئيس عبدالفتاح السيسى فى حل الأزمات، سواء الاقتصادية أو الاجتماعية أو الدولية، فهو على قدر المجهود الذى يبذله فإنه لا يجد فريق عمل متمرسا سياسيا يساعده، وكل من أراهم حاليا حول الرئيس يملكون مؤهلات أقصاها أن يكونوا رؤساء مجلس مدينة.

كيف تقيم وضع مصر الدولى.
أعتبر الرئيس عبدالفتاح السيسى هو الرئيس الوحيد الذى أعاد مكانة مصر الدولية أمام العالم كله، كما أنه أول رئيس مصرى يتخذ إجراءات جريئة وحاسمة للإصلاح الاقتصادى.

وأراه مثل طبيب فتح الجرح «على نظيف» دون مسكنات والشعب المصرى «فاهم وتحمل»، فكان كل رئيس مصرى سابق يقرب يفتح الجرح «كان يخاف تانى يوم إنه ميقعدش على كرسيه»، حتى إن الرئيس السادات عندما حاول فتح الجرح، وإصلاح الاقتصاد قامت ثورة فأشار البعض عليه بإغلاق الجرح مرة أخرى.

جماعة الإخوان الإرهابية أقامت دعوى فى المحكمة الجنائية فيما يخص فض اعتصام رابعة والنهضة.. ما الذى تم فيها؟
- بالفعل قامت جماعة الإخوان بتجهيز ملف كامل عن فض اعتصام رابعة العدوية، وقدمته للمدعى العام بالمحكمة الجنائية الدولية ضد الرئيس عبدالفتاح السيسى ووزير الدفاع ووزير الداخلية وآخرين، باعتبارهم المسؤولين عن عملية الفض وارتكابهم لجرائم قتل ضدهم، ثم صرح المدعى العام لدفاع الإخوان بأن المحكمة سوف تفحص الملف، واستغل محامو الجماعة هذا التصريح الرسمى، وروجوا لأن المحكمة الجنائية قبلت الدعوى الخاصة بهم.

وبعد فحص ملف الدعوى من قبل المحكمة اكتشفت أنه لا توجد أسس قانونية حتى تقبل الدعوى، فمصر ليست عضوا بالمحكمة من الأساس، حيث إنها غير موقعة على اتفاقية روما، كما أن الدعوى مقامة من مواطنين عاديين، وليست محالة من مجلس الأمن، وبالتالى ليس للمحكمة اختصاص بنظر الدعوى.

الغريب أنه بعد رفض الدعوى قدمت جماعة الإخوان ورقة تحمل إمضاء الرئيس المعزول محمد مرسى من داخل محبسه إلى المحكمة يقر فيها باختصاص المحكمة الجنائية الدولية وموافقته على الانضمام إلى المحكمة باعتباره الرئيس الشرعى لمصر.

إذا هل أخذت المحكمة الجنائية الدولية بهذه الورقة التى تحمل توقيع مرسى؟
- المدعى العام بالمحكمة الجنائية أرسل خطابا رسميا إلى القسم القانونى بالأمم المتحدة يستفسر فيه عن من له الصلاحية الرسمية بإدارة مصر واتخاذ قرارات باسم الدولة المصرية خلال الفترة من 2013 وحتى 2015، وقامت الأمم المتحدة بالرد بأن الرئيس عبدالفتاح السيسى هو المختص وصاحب السلطة الفعلية على مصر وصدر حكم من المحكمة برفض فتح تحقيق فى الدعوى.

لكن للمرة الثانية قامت جماعة الإخوان باستغلال هذا الرفض واستأنفت على قرار المدعى العام أمام إحدى الدوائر التابعة للمحكمة والتى قررت إعادة فحص الدعوى أمام دائرة جديدة، وهذا أعطى أملا للإخوان وقدموا مذكرات أمام المحكمة باسم الحرية والعدالة إلا أن الدائرة رفضت الدعوى بصورة نهائية، وأنهت جميع آمال الإخوان فى مقاضاة مصر مرة أخرى أمام المحكمة الجنائية الدولية.

ما أول قضية وكلت بها أمام المحكمة الجنائية الدولية؟
- المحكمة الجنائية الدولية كانت تشترط أن يكون المحامون الذين يتولون الدفاع أمامها لديهم خبرة معينة ومقيدين بلائحة المحكمة وتم اختيارى كأول محامٍ مصرى عربى لدخول المحكمة فى عام 2005، وبناء على ذلك تم إسناد إحدى قضايا دارفور السودانية للدفاع فيها، وهى قضية مقامة من المدعى العام بالأمم المتحدة ضد صالح جاموس وعبدالله بندا، وهما قائدان فى حركة مسلحة تم اتهامهما بجرائم حرب فى دارفور وكان وقتها مطلوب سفرى إلى تشاد، حيث يوجد «صالح جاموس» الذى اختارنى للدفاع عنه، إلا أن الأجهزة الأمنية نصحتنى بعدم السفر، نظرا لخطورة الموقف، وتم تقديم مذكرات دفاع وانتهت المحكمة إلى انقضاء الدعوى الجنائية بوفاة المتهم «صالح جاموس».

بصفتك محاميا دوليا.. هل من حق مصر أن تلجأ إلى التحكيم الدولى فى قضية سد النهضة بإثيوبيا؟
- من حق مصر أن تتوجه إلى محكمة العدل الدولية وتقيم دعوى ضد إثيوبيا بأن سد النهضة يهدد حصة مصر المائية وأن حق المياه فى الدول حق أصيل، وبالتالى سيتم وقف البناء فيه لكن أعتقد أن القيادة السياسية ترغب فى جعل هذا الحل آخر الحلول بعد استخدام الحلول الودية والسياسية.


العدد اليومى


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.