فجرت الزيارة التى يقوم بها حاليا الرئيس التركى، عبد الله جول، لمدينة ديار بكر، كبرى المدن ذات الأغلبية الكردية فى جنوب شرق البلاد، جدلا واسعا وتباينا فى المواقف ووجهات النظر على الساحة السياسية. وانتقد رئيس حزب الحركة القومية المعارض دولت بهشلى بشكل حاد زيارة جول لديار بكر معتبرًا أنها خدمة للسيناريوهات المطروحة لتقسيم البلاد وتشجيع الانفصاليين بعد المطالبة بالتحدث بلغتين "الكردية والتركية"، وتطبيق الحكم الذاتى، كما اعتبر بهشلى الزيارة بمثابة انتهاك سافر لبيان مجلس الأمن القومى التركى، الذى طالب بالامتناع عن محاولات المساس بالأسس التى تقوم عليها الدولة وفى مقدمتها مبدأ:" علم واحد، لغة واحدة وأمة واحدة". وفى المقابل، أكد جول فى تصريحات لقناة تليفزيون " تى.آر. تى - 6" الناطقة باللغة الكردية والتى يبثها التليفزيون الرسمى التركى عقب سلسلة من اللقاءات مع ممثلى منظمات المجتمع المدنى والمواطنين فى مدينة ديار بكر، التى يزورها إن الأتراك والأكراد أخوة منذ أكثر من ألف عام. وأوضح جول أنه فى ديار بكر، كبرى المدن ذات الأغلبية الكردية فى جنوب شرق تركيا، اليوم من أجل أن يظهر للجميع، أنه بصفته كشخص، ونيابة عن الدولة والشعب كرئيس للجمهورية التركية، سيعمل من أجل الحفاظ على هذه الأخوة وروابط الصداقة إلى الأبد، كما بعث جول خلال الزيارة برسائل مهمة حول تمسك الجمهورية التركية بلغتها، وحول الأخوة والتضامن بين الشعب بمختلف أعراقه. وشدد جول على أن جميع المواطنين الذين يعيشون على أرض هذا البلد هم أخوة متساوون فى الحقوق والواجبات وأن التنوع والاختلاف فى تركيا هما مصدر ثرائها، وأن الزيارة تستهدف تخفيف حدة التوتر بسبب النقاشات الواسعة والجدل الحاد حول مطالبة حزب السلام والديمقراطية الكردى بالسماح باستخدام اللغة الكردية بشكل رسمى إلى جانب اللغة التركية فى البرلمان والحياة اليومية، إضافة إلى طرح مؤتمر المجتمع الديمقراطى الكردى نموذجًا للحكم الذاتى للأكراد بجنوب شرق البلاد.