أعرب أحمد الهوان الشهير ب"جمعة الشوان" بطل عملية التجسس المصرية الشهيرة الذى اخترق الموساد الإسرائيلى على مدار 11 عاماً، عن حزنه على الخدمات التى قدمها إلى مصر، شاكياً أحواله الصعبة، وعدم حصوله على معاش حتى الآن، أو على الأقل علاجه على نفقة الدولة. وأضاف الشوان، خلال حواره ببرنامج "مانشيت" مساء أمس، الثلاثاء، قائلا: "أنا أول من أحضرت أحدث جهاز إرسال فى العالم لمصر، التى خدمتها 11 عاماً، وجندت "جوجو" لحسابها.. ثم طالبت بمعاش منذ 20 سنة، ولكن لم يستجب أحد". وقال الشوان: "بدأت العمل فى المخابرات المصرية منذ حرب يونيو 1967، فهذه الحرب الشرسة جعلت محافظة السويس مدينة أشباح بسبب الغارات التى دمرت كل شىء، وأخذت فى طريقها اللانش الذى بنيته بعرقى ودمى, ولم تترك سيارتى وبيتى، فأصبحت لا أملك شيئا غير الحفاظ على 8 لغات أتحدث بها". وتابع الشوان: "فى إحدى الليالى وأنا جالس محطم ومحبط تذكرت مبلغ 2000 جنيه أسترلينى كان صاحب شركة البحر الأحمر الخواجة باماجاكوس فى اليونان مدين به لى، وكان هذا المبلغ فى ذلك الوقت فى عام 1968 يساوى ثروة كبيرة، يمكن أن يبدأ بها الإنسان مشروعاً ليس صغيراً". والتقط الشوان أنفاسه واستمر فى الحديث، قائلا: "سافرت إلى اليونان مع صديق لى، وحين وصلت سألت عن باماجاكوس، وكانت الصدمة أنه ليس بالبلاد، ولكنه سيعود بعد أسبوعين". وأضاف الشوان: "قابلت أحد ضباط الموساد، الذى عرض على إنشاء شركة حديد وصلب فى أهم شوارع القاهرة، وفى ذلك الوقت أعطونى حقيبة بها كثير من المال، وأثناء تواجدى بالطائرة متجه إلى مصر، تذكرت خطاب الرئيس جمال عبد الناصر بتنحيه عن الحكم، وتوجهت من المطار إلى المخابرات المصرية، وأبلغت عن الحقيبة الموجوده معى". وعاتب الشوان الشباب المصريين الذين يعملون لحساب الموساد، معلقاً على المقال الذى كتبه الصحفى وائل قنديل، مدير تحرير جريدة الشروق، عنه والمقارنة الفارقة بينه وبين الجاسوس المصرى، الذى تم القبض عليه مؤخراً، قائلا: "انتظرت بعد المقال تليفونات من المسئولين ولكن لم يحدث ذلك". وقال الشوان، معاتبا وزير التنمية المحلية عبد السلام المحجوب: "المحجوب لم يزورنى خلال الفترة السابقة، وأرسل مكانه مدير مكتبه ليطمئن علىّ"، مشيرا إلى أن المحجوب كان يتبوأ شخصية "الريس زكريا" فى المخابرات المصرية، قديما.
