أكثر من 5000 آلاف فدان بمشروع غرب طهطا بمحافظة سوهاج، أصبحت مهددة بالبوار، وذلك بعد معاناتها الشديدة من نقص المياه بنهايات ترع 60 و70 و80، مما يجعلهم مضطرين لرى الأراضى الزراعية من المياه الجوفية الملوثة لقربها من محطة الصرف الصحى، وهو ما يؤدى لانخفاض إنتاجية المحاصيل، كما يعانى المزارعون من تجاهل وزارة الزراعة لحقوقهم فى أمان الحيازة، حيث سبق أن ملكتهم الدولة عن طريق الهيئة العامة للتعمير والتنمية أراضيهم وسلمت عدداً منهم عقود التمليك، ورفضت تسليم الباقى عقودهم دون أى مبررات قانونية. وحسب التقرير الذى أعده مركز الأرض لحقوق الإنسان، يعانى مئات المزارعين بنفس المنطقة، والذين قاموا باستصلاح حوالى 7000 فدان خارج مشروع غرب طهطا، من رفض هيئة التعمير تمليكهم الأرض، وترفض الجهات الحكومية التصريح لهم بدق ماكينات لرى أراضيهم أو توصيل الكهرباء إلى بعض الماكينات بدعوى عدم مشروعية وجودهم على الأراضى التى استصلحوها منذ عشرات السنين. التقرير أكد على وجود حالة من القلق والخوف من المزارعين من قيام أجهزة المحافظة بالاستيلاء على هذه الأراضى وبيعها للمستثمرين أو لكبار الملاك بالمحافظة مما يهدد السلام والأمن الاجتماعى بمناطق غرب طهطا. ويرى التقرير أنه ليس من العدل بل والمخالف للقوانين والدستور عدم تمليك هؤلاء المزارعين هذه الأرض بعد أن تكبدوا فى زراعتها ملايين الجنيهات، وقدموا أموالهم وعرقهم وجهدهم لاستصلاحها وزراعتها على مر السنين. ويؤكد على أن دور الدولة الغائب بهذه المناطق المقفرة بصعيد مصر، يؤدى لنتائج سلبية وزيادة العنف المجتمعى وتهديد السلام الاجتماعى، حيث يعيش مئات المزارعين بأسرهم فى حضن الجبل ويتعرضون للحشرات السامة والتهديدات المختلفة من البلطجية وتقل الخدمات بهذه المناطق، وتهدر حقوق المزارعين وأسرهم فى الرعاية الصحية والاجتماعية والتعليمية. كما أن المنطقة تفتقر لأبسط الوسائل اللازمة للمعيشة الإنسانية ولا توجد أى خدمات أو رعاية من أى نوع فليس هناك مساحة إلا للجريمة والعنف. وتقدم مركز الأرض لحقوق الإنسان، الذى وضع التقرير، بشكاوى المزارعين بمشروع غرب طهطا، للمسئولين بوزارة الزراعة لتسليمهم العقود التى تفيد ملكيتهم أسوة بزملائهم وتطبيقا للقوانين والقرارات، خاصة القانون رقم 59 والقرارات الوزارية فى هذا الشأن. وطالب المركز محافظ سوهاج والأجهزة المحلية بضرورة توفير جميع الخدمات والرعاية للمواطنين غرب طهطا خاصة القرى، التى تحتضن الجبل وتوفير مياه شرب نظيفة ووسائل نقل متاحة وآمنة ورصف الطرق الأساسية لتسهيل نقل زراعاتهم وإنشاء مدارس ثانوية ومستشفيات عامة وتطوير الوحدات الصحية، لتكون صالحة لتقديم الرعاية الصحية.