أدان البرلمان التونسى ما وصفه "بالحملات الإعلامية المغرضة" التى تشنها قناة الجزيرة القطرية بهدف "تشويه سمعة تونس" خلال تغطيتها لأحداث سيدى بوزيد، فى وسط غرب البلاد.. وأعرب مجلس النواب فى بيان نقلته وكالة الأنباء الحكومية مساء الاثنين عن"بالغ الاستياء من الحملات الإعلامية المغرضة التى تشنها قناة الجزيرة بهدف تشويه سمعة تونس وبث روح الحقد والبغضاء وتوظيف مجريات الأحداث لغايات مشبوهة واختلاق الاستنتاجات المضللة والمزاعم الواهية والمغالطة الرامية إلى بث الفوضى وزعزعة الاستقرار والتشكيك فى المنجز" فى البلاد. واندلعت فى 19 ديسمبر اشتباكات فى مدينة سيدى بوزيد الواقعة على بعد 265 كيلومترًا من العاصمة تونس فى وسط غرب البلاد، احتجاجا على إقدام شاب تونسى على إحراق نفسه بسبب البطالة. ثم اتسعت التظاهرات لتشمل مدنا مجاورة مثل المكناسى وبوزيان والرقاب والمزونة بعد أن أقدم شاب ثان على الانتحار احتجاجًا على البطالة أيضا عبر تسلق عمود كهربائى ولمس أسلاك التوتر العالى. وأمام موجة الاحتجاجات هذه سارعت الحكومة التونسية التى عبرت عن إدانتها فى وقت سابق لما سمته "محاولات بعض الأطراف استغلال الأحداث لأغراض سياسية غير شريفة" إلى الإعلان عن مشاريع لصالح هذه المنطقة. وزار وزير التنمية محمد نورى الجوينى، الخميس، المنطقة ليعلن عن إجراءات رئاسية لاستحداث وظائف وإطلاق مشاريع بقيمة 15 مليون دينار. وفى سياق متصل أكد البرلمان التونسى "رفضه التام لكل أشكال العنف والفوضى والتصرفات اللامسئولة والأضرار بالممتلكات "، مشددا على "ضرورة التعقل وانتهاج لغة الحوار والتعبير عن المشاغل والتطلعات فى نطاق سياسة الوفاق الوطنى". وسبق أن استنكرت أربعة أحزاب معارضة معترف بها فى تونس أسلوب قناة الجزيرة فى تغطية هذه الأحداث والذى وصفته بأنه "أسلوب تهويل وتزييف". وقال الحزب الاجتماعى التحررى فى بيان نقله ذات المصدر إن قناة الجزيرة "تعتمد المغالطة والتهويل" فى نقل الأحداث، فى حين تحدث حزب الوحدة الشعبية عن "خطورة الافتراءات التى تعمد إليها". ودان حزب "الخضر للتقدم" ما وصفه "بأسلوب التحامل والتجنى" الذى توخته قناة الجزيرة التى قال إنها تعمدت "تضخيم الأحداث". وفى سياق متصل انتقد الاتحاد الديمقراطى الوحدوى "اعتماد القناة على ما ينشر فى الشبكة الاجتماعية من أشرطة وصور دون التمحيص والتحرى والتثبت" ورأى بأنها "وقعت فى عدة تجاوزات مهنية".