اندلعت بتونس أعنف احتجاجات شهدتها البلاد قبل أسبوع، حينما حاول شاب حاصل على "مؤهل عالٍ" ويدعى "محمد بوعزيزى" حرق نفسه، احتجاجا على حرمانه من بيع الخضروات والفواكه. وتشهد تونس منذ أكثر من أسبوع احتجاجات ومظاهرات فى محافظة سيدى بوزيد وسط البلاد، وقد أثارت هذه التحركات الشعبية تساؤلات عديدة بشأن الاستقرار الأمنى فى تونس الذى يرى مراقبون بأن القبضة الأمنية فيه من حديد. ويرجع محللون تصاعد حدة هذه الاحتجاجات والمظاهرات التى أدت لحدوث اشتباكات فى مدن أخرى فى محافظة سيدى بو زيد إلى تردى الأحوال المعيشية والظروف القاسية الصعبة التى يعيشها المواطنون، فضلا عن أن هذا الحدث جاء بعد أسبوع من انتحار شاب آخر عاطل عن العمل بعد تسلقه عمودا كهربائيا ومسكه أسلاكا تتجاوز فيها القوة 30 ألف فولت. ونقلت وسائل إعلام عربية أن تونس شهد يوم أمس سقوط أول قتيل وجرحى نتيجة الاشتباكات المباشرة بين الشرطة والمتظاهرين، حيث لقى محمد لعمارى مصرعه وأصيب عشرة آخرون بجروح فى مدينة منزل بوزيان المجاورة لسيدى بوزيد، حينما أضرم المتظاهرون النار فى ثلاث سيارات للحرس الوطنى بعد أن حاصروه وأحرقوا بنايته وحاولوا اقتحامه. وتعد هذه الحوادث غير مسبوقة من حيث حدتها واستهداف المتظاهرين لرموز محددة للدولة ومنشآتها العمومية كمراكز الأمن وسيارات للشرطة وعربة قطار وحتى مكتب للتجمع الدستورى الديمقراطى الحاكم، حسب ما أظهرت لقطات فيديو بثت على الإنترنت. وما زالت السلطات التونسية تفرض حصارا أمنيا مشددا على دخول الصحفيين للمحافظة لتغطية الاحتجاجات التى دخلت يومها الثامن. وتقول وسائل الإعلام الحكومية التى تصدر وحدها البيانات عن الاحتجاجات إن سقوط القتلى والجرحى كان شرعيا، لأنه جاء دفاعا عن النفس. ويقول شهود عيان إن المظاهرات فى منزل بوزيان كانت سلمية، لكن ما أدى لمثل هذه الأحداث هو استفزاز الشرطة بإطلاق الأعيرة النارية والقنابل المسيلة للدموع باتجاههم