احتل الملف السودانى المناقشات فى الاجتماع المشترك لمجلسى السلم والأمن العربى والأفريقى والذى عقد اجتماعة اليوم الأحد بمقر الجامعة العربية وخرج بيانه الختامى بالعديد من التوصيات أهمها تأكيده أن السودان تمر بأكثر الفترات صعوبة فى تاريخها خاصة فيما يتعلق باستفتاء تقرير المصير للجنوب والمقرر عقده فى 9 يناير القادم. وقال السفير السودانى لدى القاهرة ومندوبها الدائم لدى الجامعة العربية عبد الرحمن سر الختم فى تصريحات لليوم السابع إن السودان يشارك فى الاجتماع بصفة مراقب وليس كعضو دائم، موضحًا أن الاجتماع شهد تقديم تقرير مفصل عن الوضع السودانى من جانب دولة كينيا، وتناول التقرير الأوضاع بصفة عامة حيث ترتيبات إجراء استفتاء الجنوب وتنفيذ اتفاقية نيفاشا ودارفور. وأشار إلى أن التقرير تحدث عن أن الأوضاع فى دارفور تتجه نحو الاستقرار والوصول إلى حلول سلمية وحثت كينيا من خلالها مندوبتها فى المجلس المجلسين لدعم السودان فى قضية الاستفتاء بأن يكون مراقبا بصورة جيدة لضمان نزاهته وحريته وليحقق الاستقرار فى السودان، وبخصوص دارفور حثت بقيام الفصائل التى لم تنضم للتفاوض للانضمام للتفاوض. وأبدى المجلسان خلال اجتماعهما التشاورى بمقر الجامعة العربية دعمهما الكامل للجهود التى تبذلها الأطراف السودانية من أجل التننفيذ الكامل لاتفاق السلام الشامل وقرار ترتيبات مابعد الاستفتاء داعين إلى مواصلة التعاون مع الفريق رفيع المستوى للاتحاد الأفريقى بشأن التنفيذ فى السودان. وشدد المجلسان فى ختام اجتماعهما أمس الأحد بمقر الجامعة العربية على ضرورة تسريع الجهود الجارية لإيجاد حل للأزمة فى دارفور ودعمهما الثابت لعملية السلام التى يتم رعايتها عربيا وأفريقيا والجارية فى الدوحة من قبل الوسيط المشترك للاتحاد الأفريقى والأممالمتحده وبدعم من دولة قطر، وحث الجانبان العربى والأفريقى جميع الحركات المسلحة على الانضمام إلى عملية السلام دون مزيد من التأخير أو شروط مسبقة كما شددا على الحاجة إلى الإسراع لإطلاق عملية سياسية شاملة داخل دارفور، مع مواصلة التنسيق بين الاتحاد الأفريقى والجامعة العربية. كما حث المجلسان المجتمع الدولى على تقديم الدعم الكامل للأطراف السودانية واتخاذ جميع التدابير الدائمة لتسهيل مهامهم وتمكينهم من مواجهة التحديات المطروحة، وطلب المجلسان بإلحاح من مجلس الأمن الدولى ومن أجل مصلحة السلام والعدالة والمصالحة فى السودان الرد على وجه السرعة وبشكل إيجابى على طلب إرجاء العملية التى بدأتها المحكمة الجنائية الدولية ضد الرئيس السودانى، وطلبا أيضا رفع العقوبات المفروضة على السودان فضلا على اتخاذ تدابير لإلغاء الديون عن البلاد. وبشأن الصومال أكد المجلسان دعمهما للمصالحة وفق عملية جيبوتى ودعم المؤسسا ت الاتحادية الانتقالية، معربين عن تقديرهم للجهود المبذولة على الأرض من قبل بعثة الاتحاد الأفريقى للصومال، وحثا الصوماليين على إظهار القيادة والإرادة السياسية المطلوبة لمواجهة التحديات الراهنة التى تواجه الصومال بما فى ذلك أصحاب المصلحة اللذين على استعداد لنبذ العنف وتحقيق الأهداف السياسية سلميا من أجل تعزيز عملية المصالحة الوطنية واستكمال المهام الانتقالية بشكل سريع. ودعا المجلسان المجتمع الدولى إلى تحمل مسئولياته الكاملة فى الصومال بما فى ذلك توفير الدعم المطلوب لتعزيز بعثة الاتحاد الأفريقى وبناء قوات الأمن الصومالية. وبشأن جزر القمر رحب المجلسان بالتقدم فى تنفيذ الاتفاق الخاص بإدارة الفترة الانتقالية الموقع فى يونيو من العام الجارى تحت رعاية الاتحاد الأفريقى متطلعين إلى انجاح العملية الانتخابية وتعهدا بتقديم الدعم المستمر من جانب الاتحاد الأفريقى والجامعة العربية للانتعاش الاجتماعى والاقتصادى للبلد وتعزيز عملية المصالحة مرحبين بنجاح عقد مؤتمر المانحين الذى نظمته الجامعة العربية فى الدوحة بشأن جزر القمر، وكذلك التدابير والمبادرات لمتابعة المؤتمر. وتبادل المجلسان وجهات النظر حول جيبوتى وأريتريا وطلبا من الأمانتين العربية والأفريقية مراقبة تطور الوضع هناك بما فى ذلك جهود الوساطة التى تقودها دولة قطر مؤكدين على ضرورة إيجاد حل دائم وعادل للنزاع. كما أبدى مجلس السلم والأمن الأفريقى دعمة للجهود والمبادرات التى تقود بها الجامعة من أجل التوصل إلى حل عادل للصراع العربى الإسرائيلى وقابل للتفاوض بما فى ذلك تحقيق التطلعات المشروعة للشعب الفلسطينى وانسحاب إسرائيلى إلى حدود 4 يونيو 67 وفقا لقرارات الأممالمتحدة. وحث المجلسان جميع الدول بالاعتراف بدولة فلسطينية مقامة على أساس حدود 4 يونيو 67 منددين باستمرار احتلال إسرائيل وأعوانها وسياستها الاستيطانية فى القدسالشرقية والضفة، مؤيدين بيان لجنة مبادرة السلام العربية وخاصة دعوة مجلس الأمن لاتخاذ التدابير اللازمة للتعامل مع الوضع الحالى واعتماد قرار يؤكد من بين أمور اخرى على الطابع غير القانونى لسياسة الاستيطان وإلزام إسرائيل بالكف فورا عن مثل هذه الأنشطة. وفى ختام بيانهما أقر المجلسان على الأهمية اللازمة لاتخاذ خطوات لإحراز تقدم سريع لتقديم اقترحات ملموسة بشأن تفعيل الآلية الأفريقة العربية لدعم جهود المنظمتين لحفظ وبناء السلام ضمن ما اتفق عليه فى خطة عمل سرت المشتركة واتفق الجانبان على عقد اجتماع مشترك سنويا بالتناوب فى أديس أباباوالقاهرة وتأسيس العلاقات بين المجلسين على أساس الاتصال والتفاعل المنتظم بين رئيسى الجهازين والقيام ببعثات ميدانية مشتركة لتقييم الحالات ذات الاهتمام المشترك وتنظيم دورات تدريبة وحلقات دراسية فى مجال حفظ السلام وجولات ميدانية لتقييم الحالات ذات الاهتمام المشترك وتحديد مزيد من العمل عندما تكون هناك حاجة. وكان المجلسان للسلم والأمن الأفريقى والعربى قد عقدا اجتماعاتهما بمقر الجامعة فى إطار تعزيز التعاون بين المجلسين وفقا للإستراتيجية الأفريقية العربية المشتركة وخطة العمل المشتركة للفترة من عام من عام 2011 إلى 2016 بناء على ما قررته قمة العربية الأفريقية الثانية التى عقدت فى سرت فى أكتوبر الماضى. وبحث المجلسان على مدى يومين القضايا ذات الاهتمام المشترك ووضع سبل ووسائل لتعزيز السلم والأمن والاستقرار فى المنطقتين.