رغم إيقافها مؤخرا إلا أنها استحوذت على النصيب الأكبر من الجدل المثار بأزمة إغلاق الفضائيات، وقد يعود السبب فى ذلك إلى العلاقات التى تربط رئيس قناة "الفراعين"، المغلقة، بوزير الإعلام أنس الفقي، والعديد من قيادات الحزب الحاكم لكونه أحد مرشحيه الفائزين فى انتخابات الشعب الماضية، وكوادره الحزبية النشطة. دكتور توفيق عكاشة رئيس القناة كشف ل"اليوم السابع" أسباب رفض هيئة الاستثمار قرار وزير الإعلام بتخيفض عقوبة إيقافها من أسبوعين إلى 4 أيام، والكواليس التى صاحبت قرار عودتها، حيث قال عكاشه إن ما يقال إن إدارة القناة اخترقت يوم "الصمت الإيجابى" الذى حدده وزير الإعلام، هو أمر مردود عليه بأن قناة "الحرة" فعلت الشىء نفسه ولم يحدث لها مثلما حدث لقناة "الفراعين"، وهو ما يدفعنا للتساؤل "ما الفرق بيننا وبين الحرة؟". وأضاف عكاشة أنه يعمل أسفل مظلة القيادة السياسية بكامل طاقته مهما كانت المسئولية التى تلقيها على عاتقه، ومهما كان موقع العمل أو صعوبته، لكنه فى الوقت ذاته كشف النقاب عن حقيقة الاجتماعات التى جمعته بوزير الإعلام قبيل الإعلان عن إعادة بث القناة قائلا إن هذه اللقاءات تمت برعاية شخصية قيادية، وكان الهدف منها تقريب وجهات النظر بينه وبين وزير الإعلام أنس الفقى الذى يعتز بصداقته، وبالفعل انتهت هذه اللقاءات بوعود جادة من وزير الإعلام بإعادة بث القناة. ورغم أن القناة لم تعد وفقا للمواعيد التى حددها وزير الإعلام إلا أن عكاشة دافع عنه قائلا "فى الحقيقة وزير الإعلام أنس الفقى برىء من استمرار الإيقاف، لأن هيئة الإستثمار هى التى تعنتت فى إعادة البث بعد أن قبل وزير الإعلام الالتماس الذى تقدمنا به لتخفيض العقوبة من أسبوعين إلى 4 أيام، حيث تعللت هيئة الاستثمار باجتماع مجلس الإدارة الذى لا يعقد سوى جلستين فقط فى الشهر، كما أن تعنت هيئة الاستثمار وصل لذروته عندما رفضت مطالبنا بعقد اجتماع طارئ لبحث إعادة القناة، حيث أكدوا أن اللوائح والقوانين لا تجيز عقد اجتماعات طارئة، وعلى المتضرر انتظار عقد الاجتماعات فى مواعيدها المقررة وفقا للائحة، وهو الأمر الذى لم يكن ليحدث فى ظل تولى محمود محيى الدين منصبه السابق كوزير للإستثمار نظرا لعلاقة الصداقة الوطيدة التى تجمعنى به، إلا أن توليه منصب مدير البنك الدولى حاليا أعطى الفرصة للبعض بإغلاق القناة". وفيما يتعلق بتعديل توجه القناة من عدمه بعد إعادة البث لها نفى عكاشة إمكانية حدوث ذلك مؤكدا أنه التوجه سيزداد عمقا وتأثيرا، خاصة وأن التوجه الليبرالى للقناة كان أحد الأسباب القوية فى نجاحها، وتأثيرها فى الرأى العام، ومن أهم مظاهر هذا التوجه التركيز على حقيقة هجوم مسيحيى المهجر على مصر، وخاصة مسيحيى الولاياتالمتحدةالأمريكية، والإخوان المسلمين، والحركة الوهابية، الذين أكد عكاشة على تلقى اتصالات هاتفية من بعضهم هدفها الشماتة، لكنه وجه لهم رساله قال فيها "منبر الفراعين سيعود لكشف حقيقتكم للناس". وأنهى دكتور توفيق عكاشة رئيس قناة الفراعين حديثه بتوجيهه رساله إلى وزير الإعلام أنس الفقى قال فيها "أنت أعز أصدقائى، رغم وجود بعض الصغار داخل اتحاد الإذاعة والتليفزيون الذين يحاولون الإيقاع بينى وبينك، وفى النهاية أحب أن أشكرك على قبول الالتماس بتخفيض العقوبة من أسبوعين إلى 4 أيام". وكانت قناة "الفراعين" قد أغلقت بعد أن اخترقت يوم "الصمت الإيجابى" الذى ناشد به الوزير الفضائيات المصرية والعربية كنوع من تهدئة الأجواء الانتخابية، ما دفعه لإغلاقها، وتحويل ملفها إلى اللجنة العليا للانتخابات، ثم إلى مكتب النائب العام للفصل فيه، إلا أنها استعادت البث فى تمام الساعة الثانية عشر من مساء يوم، الخميس، الماضى بإذاعة القرآن الكريم، ومن المقرر أن يتبعه عرض العديد من البرامج المسجلة، وسيتم العودة للبث على الهواء مباشرة بدءاً من يوم، السبت، المقبل، تزامناً مع المؤتمر الصحفى الذى ستعقده إدارة القناة مع العديد من وسائل الإعلام لإطلاعها على تفاصيل الأزمة والكواليس التى أحاطت بها.
