قال د. كيبيجو شلوجيت مساعد سكرتير عام تجمع "الكوميسا" للبرامج أن مصر لعبت دوراً كبيراً فى تعزيز التكامل الاقتصادى بين دول القارة منذ أيام الرئيس الراحل الزعيم جمال عبدالناصر، بالإضافة إلى أن إكوامى نيكروما، وجوليس نيريرى، وجومو كينيتا، لعبوا دوراً أساسياً فى تحقيق التكامل الإفريقى من خلال منظمة عدم الانحياز، مطالبا مصر بضرورة أن تتكامل فى أقصى شمال القارة مع دول الشرق والجنوب الإفريقى تجاريا. وأكد، شلوجيت، فى حوار مع وكالة أنباء الشرق الأوسط إلى لوساكا، اليوم، أن وجود مصر فى تجمع "الكوميسا"، مهم جدا لهذا التجمع، فضلاً عن أن التضامن السياسى، والتكامل الاقتصادى، والمياه كلها أشياء أساسية تربط مصر مع دول الجنوب والشرق الإفريقى. وشبه ارتباط مصر بالدول الإفريقية بارتباط الأم بجنينها، وأن المياه تعتبر عنصراً أساسياً يربط مصر بدول القارة الإفريقية، وأوضح فى هذا الصدد أن المشروع الملاحى لربط بحيرة فيكتوريا بالبحر الأبيض المتوسط، مشروع استراتيجى يجعل مصر ترتبط مائيا بدول الشرق والجنوب الإفريقى. وأكد أن مصر لها ثقل اقتصادى ومعرفى كبير جداً فى التكنولوجيا، والأبحاث، كما أن لها ثقلا أكاديميا فى الجامعات، وثقلا لإنتاج المنتجات، والتصنيع، وكلها عوامل تجعل مصر تلعب دوراً كبيراً فى "الكوميسا" من خلال التجارة والاستثمار، كما أن "الكوميسا" تقدم لمصر سوقاً تجارياً كبيراً، فمثلا مصر تستورد الشاى من كينيا والأخيرة تستورد من القاهرة الأجهزة الكهربائية، مؤكدا أن زيادة عمليات التبادل التجارى بين دول التجمع ستؤدى إلى تحقيق التكامل الاقتصادى. وأوضح أن التجمع يعتبر واحداً من ثمانية تجمعات فى القارة الإفريقية تسعى لتحقيق تطلعات شعوب القارة بعد نيل الاستقلال السياسى، مؤكدا ضرورة ربط هذا الاستقلال السياسى بالتكامل الاقتصادى. وأشار إلى أن مصر أرسلت خطاباً رسمياً لسكرتيرة التجمع، عبرت من خلاله القاهرة عن رغبتها فى استضافة قمة "الكوميسا" فى عام 2019. وأوضح شلوجيت، أن عملية التبادل التجارى بين دول التجمع، دون طموحات الدول الأعضاء، لأن هناك عوائق كثيرة منها البنية التحتية، والطرق والاتصالات، والعوائق غير الجمركية مثل الحصول على التأشيرات اللازمة، فضلا عن العوائق الإدارية، والإجرائية. وقال، أن دولة تونس تقدمت بطلب للانضمام إلى تجمع "الكوميسا" الذى يعتبر سوقاً كبيراً يضم أكثر من 400 مليون نسمة يمثل دول شرق وجنوب أفريقيا، وأن إجمالى الناتج المحلى لدول التجمع أكثر من 1.3 تريليون دولار، وأن مصر قوة اقتصادية كبيرة فى التجمع بالإضافة إلى نيجيريا، وجنوب إفريقيا، كما أن التجمع يعطى مساحة لمصر أن تندمج اقتصادياً مع دول القارة وخاصة فى الجنوب والشرق الإفريقى. وأشار إلى أن تجمعات "الكوميسا"، وشرق إفريقيا"سادك"، أنشأوا ما يسمى ب"منطقة الثلاثية" ويريدون تحقيق تكامل اقتصادى لهذه المنطقة مجتمعة والتى تضم 26 دولة، وهو سوق أكبر من "الكوميسا". وأوضح أن قادة هذه الدول اجتمعوا فى شهر يونيو من العام 2015 واعتمدوا ما يسمى ب"منطقة التجارة الحرة الثلاثية"؛ لتحرير التجارة فى هذه المنطقة وتحقيق المنفعة للشعوب، ورفع مستوى معيشتهم. وبشأن وجود وسائل جديدة تعمل على زيادة التعاون بين دول "الكوميسا"، قال شلوجت، أن التجمع فكر فى إنشاء جامعة تتم الدراسة من خلالها عن بعد، ويكون الأساتذة الذين يقومون بعملية التدريس من دول التجمع، بمشاركة جامعات القاهرة ونيروبى، ومكريرى ولوساكا، ويتم تدريس التكامل الاقتصادى، لتخريج كوادر قادرة على فهم أبعاد التكامل الإقليمى، والتجارة بين دول القارة. وأوضح أن لفيفاً من الأساتذة، اجتمع مؤخرا لوضع المنهج الدراسى، والدورات التدريبية لهذه الجامعة فيما يختص بعملية التكامل الاقتصادى الإقليمى، وأن هذا المنهج يلبى رغبات سوق العمل وطموحات الشعوب فى تحقيق هذا التكامل. وأكد أن دول التجمع تستطيع أن تتعاون من الناحية الأمنية لمحاربة الإرهاب عن طريق تبادل المعلومات الأمنية؛ وبالتالى المساهمة فى تحقيق عملية السلم والأمن الإفريقى.