يستعد الفنان السورى، عباس النورى، لتقديم برنامج جديد بعنوان "لحظة الحقيقة"وهو النسخة العربية لبرنامج التشويق والإثارة " "moment of truth. وقد اكتسب البرنامج العالمى شهرة واسعة فى بلاد الوطن العربى وهو برنامج مسابقات الجائزة الكبرى به تصل لنصف مليون دولار، ولكنه يختلف عن أى برنامج آخر من نوعه فهو لا يعتمد على المعلومات العامة مثل من سيربح المليون ولا يعتمد على الحظ كلعبة الحياة "DEAL OR NO DEAL" ولكنه يعتمد على الصراحة. فكرة البرنامج تعتمد على وضع المتسابق على جهاز لكشف الكذب ويقوم مقدم البرنامج بسؤال المتسابق عدة أسئلة مقسمة على مراحل ومع إجابة المتسابق يكشف جهاز كشف الكذب صدق الإجابة من كذبها فإذا كذب المتسابق يخرج من المسابقة أما إذا أعلن الجهاز صدقه يمضى قدمًا تبدو فكرة البرنامج شيقة إلى حد بعيد، ولكن ما درجة الإثارة والتشويق إذا كانت تلك الأسئلة تتعلق بأدق التفاصيل الشخصية للمتسابق بالتأكيد سيكتسب البرنامج رقعة أوسع للمشاهدة بل المتابعة أيضًا لأنهم ركزوا على الجوانب الخفية التى لا يعلمها أحد سوى المتسابقين، ومن هنا جاء التشويق حين يسقط المتسابق فى فخ الرغبة فى التضحية بالمال فى مقابل عدم فضح المتسابق بالأسئلة. لعب صانعو البرنامج على وتر حساس للغاية فنرى الأسئلة تنحصر فى بوتقة الأسرة والأصدقاء والجنس والأديان بطريقة تصدم المتسابق الذى يسئل أمام الجمهور وأمام عدد من أقاربه الذين يشتركون أحيانًا فى اللعبة من خلال اعتراضهم مرة واحدة على أحد الأسئلة واستبداله وهو أمر متاح لهم خوفًا على المتسابق من الوقوع فى الحرج. اللعبة أو البرنامج يعرض كثيرًا من الأسر للهدم ولكنه فى ذات الوقت يعرض خدماته على متسابق بحاجة لأموال فى مقابل أن يعرض أسراره جهرًا وهى معادلة لا يستطيع أى شخص حسابها إلا المتسابق ذاته. الأمر الذى يدعو للدهشة أن البرنامج لاقى استحسانًا كبيرًا من متابعيه فى الشرق، وربما جاء هذا الاستحسان من كون البرنامج غريبًا عليهم بعض الشىء وهو ما يحدث فى الوطن العربى مع أى جديد فأخذنا المسلسلات التركى والإيرانية واقتبسنا برامج المسابقات وبرامج الغناء مثل ستار أكاديمى ومن المنتظر أن نرى نسخة عربية من برنامج الرقص الشهير SO YOU THINK YOU CAN DANCE وهو الأمر المحير والذى يدعو للتأمل.
