نشرت صحيفة "الجارديان" وثيقة لتحليل السفارة الأمريكية فى الدوحة لمقابلة رئيس الوزراء القطرى ووزير الخارجية حمد بن جاسم آل ثان مع قناة الجزيرة، والتى تم تسريبها على موقع ويكيلكس. وقد جاء فى هذه الوثيقة المؤرخة فى 1 يوليو 2009، اعترافاً بالضجة التى سببتها قطر فى المنطقة، وتعامل رئيس الوزراء القطرى لمواجهة التوترات الدبلوماسية مع مصر والتى بدأت بخلافات حول تصرفات إسرائيل فى غزة فى وقت سابق من عام 2009، والتى سرعان ما تحولت إلى حرب إعلامية بين الجانبين. وجاء فى الوثيقة المسربة اتهامات مصرية تجاه قطر بمساعدتها حماس فى التخطيط للسيطرة على غزة فى صيف عام 2007، وتوطأ قطر مع مخطط حزب الله لشن هجمات فى مصر، أيضا اشتملت الوثيقة على مخاوف مصرية من تنامى الجهود القطرية للوساطة فى السودان وفيما اعتبرته القاهرة تدخلا فى مجال النفوذ المصرى، وردا على هذه المخاوف، أنكر رئيس الوزراء القطرى تدخله للوساطة مع الفرنسيين لدفع ثمن إطلاق سراح الجندى الإسرائيلى جلعاد شاليط من يد خاطفيه قائلا إن قطر كانت ترد على طلب مساعدة من دولة صديقة غير عربية يقصد فرنسا وأصر على أن قطر دخلت المفاوضات فقط بشرط أن تكون فى ضوء أحكام الوساطة المصرية. وذكرت الوثيقة أن رئيس الوزراء القطرى أشار إلى أن الاتهامات المصرية كانت محاولات من عناصر غير محددة لإلهاء الرأى العام عن إخفاقات الحكومة المصرية داخلياً. ورفض الاتهامات المصرية ووصفها بأنها سخيفة، ولم يظهر أى محاولة للتصالح مع المصريين خارج الإلتزام بالوحدة العربية. وكشفت الوثيقة بحسب صحيفة "الجارديان" إصرار رئيس الوزراء القطرى على إلقاء اللوم على عنصر غير محدد داخل النظام المصرى، وتحميله مسئولية الخلاف، فى حين أعرب عن إعجابه بالرئيس حسنى مبارك، وعلقت "الجارديان" أن رئيس الوزراء القطرى قد حاول بلا شك إظهار احترامه لقائد عربى وتجنب الظهور فى خصومة شخصية معه. وأضافت الصحيفة أنه على العكس من الظاهر، فإن حمد بن جاسم أنكر أن قطر حاولت استضافة مؤتمر لإعادة إعمار غزة فى الدوحة بعد بدء حرب غزة لمنافسة المؤتمر الآخر الذى عقد فى مصر. ونظراً لأنه يعرف أهمية دور مصر فى تحقيق السلام بالنسبة للولايات المتحدة، فإن رئيس الوزراء القطرى كان على الأرجح يوجه تصريحاته لجمهور أكبر من المسئولين فى القاهرة. وقالت "الجارديان" إنه فى محاولة منه لإظهار عدم اكتراث قطر بالتوترات وقتها، قال رئيس الوزراء إن النزاع من الممكن حله لكنه لم يكن يعلم إذا كان سيستغرق يوماً واحداً أو 10 سنوات. وكشفت الوثيقة أن رئيس الوزراء القطرى قال إنه اجتمع مع رئيس المخابرات المصرية عمر سليمان فى لقاء توسط فيه وزير الخارجية السعودى سعود الفيصل. ورغم أنهم تحدثوا فى كل شىء، إلا أنهم لم يتفقا على أى شىء.
