فى تجمع للأضاحى فى أحد الشوادر دار حوار بينهم ليشتكوا همهم، يشكون كيف يقسون البشر عليهم فيذبحونهم أمام بعضهم بلا رحمة، متناسين أحكام دينهم بالإحسان حتى فى الذبحة. وبينما يتجاذبون أطراف الحديث قالت نعجة: شايفين الجزار ماشى إزاى بأختى الصغيرة.. ساحبها ورافع رجليها اللى قدام وسليبها ماشية على اللى ورا.. وهى تصرخ وتمامأ هروح منك فين؟ دا ربنا خالقنى أمشى على أربعا.. يا بنى آدم تقدر تمشى على رجل واحدة ولا عشان أنا ضعيفة وصغيرا.. وهوا ماشى حاطط فى قلبه حجر لا سامع بكاها ولا قلبها اللى انفطر.. وفجأة صاح خروف تانى.. شايفين الظلم هيدبحوا أخويا قدامى.. مع إننا راضيين وعارفين ربنا سخرنا ليكوا.. بس ليه تظلمونا وترعبونا قبل ما تدبحونا باديكوا؟.. وكلهم قالوا يابختك يا ثور.. عشان قوتك بيخافوا إنك تثور.. قالهم مين يقدر على البنى آدمين.. إذا كانوا لدينهم وربهم ناسيين.. شوفوا إزاى بيعذبوا ويقتلوا بعض، دول حتى ما بيرحموا الجنين.. شوفوا إيه بيحصل فى الحروب، طفل صغير نايم فى سريره بيطلب رضعة لبن مسكرة، ييجى طيار خسيس يرمى عليه قنابل متفجرة، دا أنا من الظلم حلمت إنى بهرب برة.. سمعت إنهم بيحترمونا فى أوروبا.. ركبت مركب غير شرعية.. لقيت نفسى طلعت على إسبانيا، ونزلت لقيتنى فى مكان واسع كبير، وأصوات كتيير طالعة من جماهير.. وواحد واقف كله غرور.. بيقولوا عليه هناك ماتادور.. حاسب نفسه قوى من الشجعان.. وأنا مش شايفه غير خسيس جبان.. بيستغل ضعفى فى عمى الألوان.. يستفزنى باللون الأحمر.. أجرى عليه من غير ما أفكر.. يغرز فى ضهرى سهم.. أصرخ فى سرى من الألم والظلم.. وناس معجبة بجسمى وهوا نازله منه الدم.. وكمان سعدا بيقولوا للمجرم أوليه.. وأنا باصرخ يا بشر ليه الظلم ليه؟.. وأنا واقف بقاوم صعبان عليا كبريائى وكرامتى.. دا أنا اللى عمر ما حد امتطى ضهرى.. وبقيت صامد لحد ما طعنى الجبان بسهم فى قلبى.. وعندها صحيت من كابوسى وحلم.. قطع حديثهم الجزار وهوا داخل شاهر السكين.. ناسى وصايا الرسول - عليه الصلاة والسلام - وكل ملة ودين.. قالوا فى نفسهم الحمد لله إننا مش بنى آدمين.
