مازالت أعين المحللين تترقب تأثير نتائج انتخابات التجديد النصفى للكونجرس، للتعرف على مدى تأثر السياسة الأمريكية بنتائجها التى حولت الكونجرس إلى نصفين، نصف يسيطر عليه الجمهوريون فى مجلس النواب، والآخر يسيطر عليه الديمقراطيون فى مجلس الشيوخ، وقالت منار الشوربجى أستاذة العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، إن الحديث عن تأثير نتائج انتخابات التجديد للكونجرس الأمريكى يجب أن يراعى فيها الآن انقسام الكونجرس إلى نصفين، الأمر الذى قد يؤدى فى النهاية إلى شلل سياسى فى حالة وجود خلافات بين الحزبين على مشروع قانون ما. ولكنها أوضحت، أن مجلس النواب يملك قوة الضغط السياسى على الرئيس الأمريكى، ومطالبته بفتح تحقيقات فى قضايا معينة، ومناقشتها مع مسئولين فى الإدارة الأمريكية، مما سيؤدى إلى تخفيض سقف الحريات المتاح أمام الرئيس أوباما. وقالت منار الشوربجى، إنه غالباً فى انتخابات الكونجرس منتصف فترة الرئاسة يخسر حزب الرئيس، ولكن القضية تتوقف على حجم الخسارة، وهناك حالات خسر فيها حزب الرئيس الأمريكى، ومع ذلك تم انتخابه مرة أخرى، مؤكدة أن الأمر يتوقف على استراتيجية الرئيس "أوباما" خلال العامين القادمين. وأوضح جون سايدز أستاذ العلوم السياسية بجامعة جورج واشنطن، من خلال الفيديو كونفرانس الذى نظمته السفارة الأمريكية أمس، أن الانقسام داخل الكونجرس سيجعل المعركة الصعبة أمام "أوباما" لتمرير القرارات ومشروعات القوانين، وحول تأثير التسريبات التى نشرها موقع ويكيليكس، الخاصة بالانتهاكات التى ارتكبت فى حرب العراق وأفغانستان على نتائج انتخابات الكونجرس، أشار "سايدز" إلى أن المواطنين الأمريكيين لا يهتمون كثيراً بالسياسة الخارجية الأمريكية، وتمثل تأثيراً فقط فى الرأى العام عندما تودى الحرب بحياة الجنود الأمريكيين. وقال سايدز، إن نتائج الانتخابات لن تحدث تغييرات كبيرة فى السياسة الأمريكية، خاصة فيما يتعلق بإيران والسودان، ولا يوجد ما يدعو الرئيس الأمريكى لتغيير سياسته فى الشرق الأوسط، وأضاف سايدز، أنه حتى الآن لم يتم الإعلان عن حجم الأموال المنفقة على الانتخابات التى أجريت، حيث يستغرق الأمر بضعة أسابيع للتعرف على التكلفة كاملة، مضيفاً أنها كانت أكثر الانتخابات تكلفة. وفى سؤال حول سبب فوز الجمهوريين بالأغلبية فى مجلس النواب، قال "سايدز"، إن تدهور شعبية الرئيس "أوباما" وضعف بعض المرشحين الديمقراطيين، كانوا ضمن تلك الأسباب، موضحاً أنه لا يعتقد أن اللوبى اليهودى كان له أى تأثير على نتائج تلك الانتخابات، وأضاف، أن تحسن الاقتصاد الأمريكى حتى عام 2012 سيجعل وضع "أوباما" أفضل فى الفوز بالانتخابات.
